الطبعة السادسة لمهرجان السماع الصوفي

ميهوبي يدعو للابتعاد عن الارتجالية في التسيير

ميهوبي يدعو للابتعاد عن الارتجالية  في التسيير
  • القراءات: 612
 منصور حليتيم منصور حليتيم

دعا، أول أمس، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على هامش افتتاحه فعاليات الطبعة السادسة لمهرجان السماع الصوفي بسطيف، إطارات قطاعه للتحلي بروح المسؤولية وضرورة الحرص على تقديم منتوج ثقافي نوعي يلقى رواجه على الساحة الثقافية، مع الابتعاد عن الارتجالية في التسيير من خلال ترشيد النفقات بالاختيار الأمثل لوجهة أموال الخزينة وفق منهج موضوعي.

وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الذي أشرف على افتتاح الطبعة السادسة لمهرجان السماع الصوفي بسطيف، والذي جاء هذه السنة تحت شعار «السماع لغة الطمأنينة والسلام»، أكد أنّ ولاية سطيف بتنظيمها لهذه التظاهرة أثبتت مرة أخرى مدى قدرتها وإمكانياتها على استضافة وتنظيم تظاهرات بهذا الحجم ورسمت بذلك يومياتها بألفها المعهود، مؤكّدا أنّ هذا النوع من الغناء الروحي حظي بمدينة سطيف بالاحتضان الجماهيري الواسع، وهو الذي كان مقتصرا في القديم على المجالس الخاصة، مضيفا أن هذا المهرجان بقدر ما هو مساحة للتعابير الثقافية الروحية، فهو كذلك هاجس اجتماعي بأطروحاته التربوية والأخلاقية، إلى جانب السياقات الفنية المرهفة التي تتناغم مع الأجواء الصوفية المتألقة بالأنوار والأشواق.

وأوضح الوزير، أنّ ستة أيام لا تكفي لاستعادة هذا الكنز العظيم من المسموعات الراقية، ولكنها فرصة سانحة للغوص في أزمنة ثمينة، فيها من الحياة عناصرها ومن الوجدان خصوبته، ومن الروحانية تحليقها في سماء الوجود البعيد، مؤكدا في نفس السياق، أنّ استمرارية مثل هذه المهرجانات، مرهونة بتكاثف الجهود بكلّ ما فيها من عطاء المنظّمين وسخاء المتابعين الذين يؤرقهم العمل الثقافي كفعل نبيل وكمرجعية جوهرية للاستثمار في قيم العقل وبناء الإنسان.

المناسبة كانت فرصة ذ لتكريم أحد الوجوه العلمية في المجال الأكاديمي بولاية سطيف، البروفيسور، أحمد بوسنة العميد الأسبق لجامعة سطيف، ومختص في الفيزياء النووية، الذي خصه عز الدين ميهوبي بتكريم خاص نظير مجهوداته العلمية في المجال الأكاديمي والتعريف بالموروث الروحي الجزائري.

 من جهته، أوضح محافظ المهرجان إدريس بوديبة، على هامش الافتتاح أنّ السماع الصوفي كفن عالمي، نجح في أن يصالح بين الإنسان وذاته، وفي الوقت الحالي، هو مقام وحال لاستعادة القيم الإنسانية الرفيعة، مشيرا إلى أن البرنامج المسطر للمهرجان، يحتوي على برنامج علمي أكاديمي تقدم فيه سلسلة من المحاضرات، زيادة إلى تخصيص معرض للفنون الإسلامية، وتنظيم ورشة تكوينية موجّهة للفرق المحلية مفتوحة للراغبين في التكوين والهواة، وأكد أنّ اللجنة المنظمة تعمل في كل مرة على تقديم برنامج اندماجي وتفاعلي بين الفرق الأجنبية ونظيرتها الجزائرية وهذا يعدّ شكلا من أشكال التكوين، منوّها بقرار وزير الثقافة في ترسيم المهرجان كالتفاتة لا تخفى على مثقف كبير يعرف أنّ كل مدن العالم الآن، بها مهرجان للسماع الصوفي، وهذا يعود إلى أنّ كل عمل خلاق، ويكون ممهورا بلغة الروح، فإنه قادر على تخطي كل الحدود والحواجز في كل زمان ومكان.

وبخصوص احتضان مدينة سطيف لفعاليات المهرجان للسنة الخامسة، أوضح السيد بوديبة، أن ذاك ليس صدفة، وإنما لعدة إعتبارات أبرزها وجود العشرات من الزوايا والعديد من الفقهاء والعلماء الذين أنجبتهم هذه المنطقة عبر العصور، ما خلق تراكما روحيا، أعطى للسماع الصوفي كل هذه الأهمية بين سكان سطيف.