الفنانة التشكيلية شهرزاد ناوي

موهبة ترعرعت في الريف القبائلي

موهبة ترعرعت في الريف القبائلي
  • القراءات: 807
وردة زرقين وردة زرقين

تبقى الفنانة التشكيلية شهرزاد ناوي مولعة بالريشة والألوان ولم تغير السنوات قيد أنملة هذه الهواية التي ترعرعت بداخلها من الطفولة، حيث دخلت الفنانة عالم الفن من باب التكوين لتلتحق بمعهد الفنون الجميلة بقسنطينة. وفور تخرجها في 2004 بدأت ترسم كل ما تقع عليه عيناها، لتوقّع بإحساسها كل جميل بلمسة إبداع خاصة.

الفنانة شهرزاد ابنة البويرة التي أحبت منطقتها وترجمتها في أعمال جسدت فيها اليوميات القبائلية، أثناء مشاركتها في الطبعة الأولى للصالون الوطني للفن التشكيلي الذي نُظم مؤخرا بدار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" بقالمة، التقاها الجمهور هناك؛ حيث أُعجب بلوحاتها وحثها على تقديم المزيد من هذه الأعمال التي تعكس الخبرة والتكوين. أشارت الفنانة في حديثها مع "المساء" إلى أن الفن التشكيلي كبر معها منذ أن كانت طفلة تلعب بالألوان وتحوم حول أمها الحنون التي تصنع الفخار وتبدع منه أواني جميلة، ثم تحاول هي رغم صغر هذا السن أن تزركش ما صنعت الأم بألوان وأشكال مختلفة، وهكذا كبرت معها موهبتها لتحملها معها إلى المدرسة؛ حيث تعلمت معارف أخرى في عالم الفن، إلى أن وجدت نفسها بالصدفة في مدرسة الفنون الجميلة، فكانت لها أول لوحة زيتية في أسلوب التجريد الهندسي. وانطلقت بعد ذلك في البحث عن مسار وأسلوب خاص يميزها عن باقي الفنانين، حتى تمكنت من ذلك وترسخت ريشتها أكثر في التجريدي.

أما عن المواضيع التي ترسمها فهي خاصة بالمرأة والرموز والحلي الأمازيغية، وتبرز علاقة المرأة بالتراث وبالقيم الاجتماعية والثقافية.

أشارت شهرزاد إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين تعتبرهم بمثابة مدرسة فنية أمثال مراد لعروي، مراد عبد اللاوي، محمد بوكرش وغيرهم، علما أنها تأثرت بلوحات الفنان مراد عبد اللاوي من منطقة عين البيضاء بولاية أم البواقي، موضحة أن لوحاته تشدها كثيرا وتؤثر فيها وكأنها مرآة عاكسة لأحاسيسها. من جهة أخرى تتوقف الفنانة كثيرا عند المرأة خاصة في إطار يومياتها المعيشة ، معتبرة أن المرأة ليس لها الحرية الكاملة، لذلك يبقى إحساسها بنعمة الحرية مكبوتا، في حين تجسد هي كفنانة وكامرأة ذلك الإحساس بالألوان وبالحركة التي لا تعترف بالحدود، فيكون ذلك بمثابة تواصل مع الحرية ومع نساء أخريات يشتقن لهذا الإحساس.

بالنسبة للحلي والرموز الأمازيغية فهي انعكاس لبيئتها التي تشع فيها الفضة المتلألئة، لتتجاوز الزينة إلى أبعاد ثقافية وفلسفية عميقة، يميزها الجمال والرقة والتحضر.

تميل شهرزاد في لوحاتها إلى اللون البنفسجي بكل تدرجاته، منها الميول نحو الرمادي، كما تضع حيزا  للطبيعة الخضراء ولامتدادات الزرقة التي تتسع نحو الأفق. وتقول شهرزاد إنها تفضل البنفسجي الذي تعتبره صديقها وترجمانها الذي يغوص في أعماقها الغائرة، ليخرج ما تخبئه من إحساس وشجن وحب.

للإشارة فقد لقيت أعمال شهرزاد إقبالا واسعا من الجمهور عبر مختلف مشاركاتها في المعارض المقامة بولايتها البويرة وفي العديد من المناسبات، منها الأسابيع الثقافية والمهرجانات والصالونات في العديد من ولايات الوطن. وفي هذا الإطار تعتبر شهرزاد أن الصالونات المنظمة من طرف وزارة الثقافة، مبادرة مشجعة تسمح للفنان بعرض أعماله، وبالاحتكاك بفنانين من كل مناطق الجزائر من أجل تبادل الآراء.