زمالة الأمير عبد القادر

موقع تاريخي يُبرز حنكة مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة

موقع تاريخي يُبرز حنكة مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة
  • 145
م. ص م. ص

تُعدّ "زمالة الأمير عبد القادر" ببلدية سيدي قادة (ولاية معسكر)، من المواقع التاريخية والأثرية التي تبرز الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتميز بها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حسب أستاذ تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة "مصطفى اسطمبولي" بمعسكر، لحسن جاكر، في تصريح لوأج. وقال إن موقع "زمالة الأمير عبد القادر" الذي يبعد عن مدينة سيدي قادة بحوالي 4 كلم، من المواقع التاريخية والأثرية الفريدة من نوعها بالولاية. وتعكس دهاء وحنكة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة من الناحيتين السياسية والعسكرية.

أضاف المتحدّث أنّ هذا الموقع التاريخي يتوفر، حاليا، على سور قديم، وحمّام، و80 شجرة زيتون تم غرسها في عهد الأمير عبد القادر. وذكر أنّ الزمالة التي لعبت دورا هاما في مقاومة الاحتلال الفرنسي، عبارة عن عاصمة ضخمة متنقلة للأمير عبد القادر، تتكوّن من مجموعة من الخيام؛ وكأنّها مدينة يحاط بها سور؛ حيث إنّ مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة اختار منطقة سيدي قادة باعتبارها موقعا استراتيجيا لا يمكن اكتشافه بسهولة من طرف قوات الاحتلال الفرنسي بالنظر إلى تواجده فوق هضبة.

وتعكس هذه الزمالة الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتميّز بها الأمير عبد القادر؛ من خلال اعتماده على إقامة معسكرات حربية متنقلة داخل هذا الموقع التاريخي، فضلا عن استحداثه تنظيما إداريا فريدا من نوعه، عجزت عن إنشائه أعظم الدول في تلك الفترة؛ من خلال تأسيسه عاصمة متنقلة، عجز جيش الاحتلال الفرنسي عن القضاء عليها على مدار 15 سنة، وفق المصدر.

جهود حثيثة لتثمين الموقع التاريخي والأثري

وتبذل مديرية الثقافة والفنون لولاية معسكر، جهودا حثيثة لتثمين المعلم التاريخي والأثري "زمالة الأمير عبد القادر" ؛ من خلال عدة مبادرات ترمي إلى حماية الموقع، والتعريف به لجيل اليوم.

وفي هذا الشأن، كشفت المديرية عن إطلاق خلال نهاية السنة الماضية، دراسة تقنية لمشروع رد الاعتبار للموقع، تعرف، حاليا، وتيرة "متقدمة". وبالانتهاء من تجسيد هذه الدراسة التقنية، سيتم خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، الانطلاق في عملية ترميم هذا المعلم التاريخي، ستشمل تهيئة وترميم سور الإحاطة الخارجي، وإصلاح الجزء الذي تضرر منه بفعل العوامل الطبيعية، فضلا عن رد الاعتبار للحمّام القديم، مع القيام بأشغال التهيئة الخارجية، وإعادة تأهيل نظام تصريف المياه بنفس الموقع. كما تشمل العملية معالجة أشجار الزيتون داخل هذا المعلم التاريخي بالاستعانة بمختصين من معاهد تقنية تابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، استنادا إلى نفس المصدر.

وفي سياق تثمين هذا المعلم التاريخي كذلك، شرعت نفس المديرية بمعية مديريات التربية والشؤون الدينية والأوقاف والتكوين والتعليم المهنيين والشباب والرياضة وجامعة "مصطفى اسطمبولي" بمعسكر، منذ بداية السنة الماضية، في تجسيد برنامج خاص، يتضمن زيارات بيداغوجية دورية إلى الموقع، تستهدف تلاميذ المؤسسات التربوية، ومتربصي مراكز التكوين المهني، وطلبة المدارس القرآنية، والمنخرطين في المرافق الشبانية والرياضية وطلبة الجامعة.

كما يشمل نفس البرنامج غير المحدد زمنيا، إقامة أنشطة فكرية وثقافية وتاريخية على مستوى نفس الموقع التاريخي، منها معارض ومسابقات إلى جانب برمجة ندوات ومحاضرات؛ للتعريف بمقاومة الأمير عبد القادر، وفق المصدر.

يُذكر أنّ مديرية الثقافة والفنون لولاية معسكر بادرت خلال السنوات الأخيرة، بتجسيد مكتبة داخل موقع "زمالة الأمير عبد القادر" ، تضم حوالي 2500 كتاب خاصة بسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وكذا التعريف بمقاومته لجيش الاحتلال الفرنسي.