تلمسان
مهرجان موسيقى الحوزي ينطلق في طبعته الـ 14
- 305
ق. ث
انطلقت، أول أمس بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي" بتلمسان، الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الوطني لموسيقى الحوزي بمشاركة حوالي 250 فنان يمثلون 15 مدرسة موسيقية وطنية في هذا الطابع من ولايات بجاية، ومستغانم، ووهران، وسيدي بلعباس وغيرها.
وشهد حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار” الحوزي تراث وأمجاد وصنعة الأجداد “ ، إقامة معرضين فنيين، هما معرض النوبة الأندلسية، ومعرض تاريخ الموسيقى الأندلسية للمدارس الثلاث تلمسان، والجزائر، وقسنطينة، بحضور السلطات الولائية، مع تقديم وصلات ومعزوفات موسيقية في طابع الحوزي لجمعية ليلى الكبيرة.
وأكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، في كلمتها التي قرأها نيابة عنها ممثل الوزارة الوصية نصار صالح، أن طابع الحوزي ليس مجرد لون موسيقي، بل تراث موسيقي أصيل، نشأ من وجدان المجتمع، وحمل قيمه الجمالية والإنسانية عبر الأجيال. وارتبط بأعلام كبار ساهموا في ترسيخ هذا الفن، وتطويره؛ على غرار الشيخ بن مسايب، والعربي بن صاري، وغيرهما من جعلوا من الحوزي مدرسة في الإبداع، والذوق الرفيع. وهو تعبير عن المهارات المتوارَثة. وأمانة ثقافية، قائمة على قواعد وأسس دقيقة، تستدعي الحفظ، والدعم، والتثمين؛ ضمانا لاستمراريته للأجيال القادمة.
وأضافت أن "وزارة الثقافة والفنون تراهن على التكوين، وتسليط الضوء على المدارس الموسيقية التي حافظت على هذا الإرث الفني. وترتكز استراتيجيتها على تطوير مؤسسات التكوين الفني، ليكون لها دور محوري في بناء مشهد ثقافي متين". وأشارت السيدة بن دودة إلى أن “ وزارة الثقافة والفنون تعرب عن رعايتها، ودعمها لكل الفعاليات الناهضة بالفعل الثقافي، والحاضنة للمواهب وإبداعات الشباب “. كما دعت إلى بذل مزيد من الجهد في سبيل إثراء وتطوير الممارسات الفنية، وإلى ترسيخ قيم المواطنة، والانتماء.
ومن جهته، أبرز أمين بودفلة، محافظ المهرجان الذي يدوم إلى غاية 30 ديسمبر الجاري، أن هذا الإرث الموسيقي يكتسي أهمية بالغة. وله مكانة مرموقة في الثقافة كتراث حيّ، يعكس الهوية الثقافية. وصنعة متقنة تناقلتها الأجيال. وفن ارتبط بمدارس موسيقية عريقة، حافظت على قواعده وأصوله في ترسيخ مكانته ضمن التراث الوطني.
للإشارة، يُرتقب تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب حول التقنيات الجديدة للعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وحول آلة “الكويترة” ، وتدوين” النوتة” أو “السولفاج” ، علاوة على محاضرات، ولقاءات علمية، ومعرض للآلات الموسيقية التقليدية، واللباس التقليدي، والحرف، والصناعة التقليدية المرتبطة بالموروث الفني لموسيقى الحوزي، استنادا لذات المحافظ. وبُرمجت ضمن هذه الطبعة سهرات فنية موسيقية في الحوزي، يحييها فنانون وجمعيات موسيقية متخصصة في الطابع الحوزي؛ على غرار ليلى بورصالي، ودنيا الجزائرية، وتوفيق عون، ونوري كوفي الذي سيحيي السهرة الختامية.
وأشار السيد بودفلة الى أن هذه الطبعة ستكتسي أهمية خاصة؛ لكونها مخصصة للتكوين؛ باعتباره الركيزة الأساسية لضمان استمرارية موسيقى الحوزي، والحفاظ على الخصوصيات الفنية والجمالية لهذا التراث؛ من خلال نقل المعارف والتقنيات من الأساتذة والمختصين إلى الأجيال الصاعدة، وربط الممارسة الفنية بالتأطير الأكاديمي، وكذا تثمين موسيقى الحوزي؛ باعتبارها مكوّنا أصيلا من الهوية الثقافية الوطنية، وتعزيز إشعاعها، وترسيخ مكانة تلمسان كقطب وطني لاحتضان التظاهرات الثقافية ذات البعد التراثي والفني.
ق.ث