في طبعته الثامنة وبمشاركة أسماء وازنة

مهرجان "العروبي" يعود إلى محبّيه

مهرجان "العروبي" يعود إلى محبّيه
محافظ مهرجان "العروبي"، الأستاذ محمد بلعربي
  • 446
لطيفة داريب لطيفة داريب

أكد محافظ مهرجان "العروبي"، الأستاذ محمد بلعربي، خصوصية فن العروبي لدى الجزائريين، بل هو فن جزائري خالص لحناً وأشعاراً باستثناء قصيدتين للشاعر معتمد بن الشجاع وليد قرطبة في القرن الثالث عشر ميلادي، تم تلحينهما من طرف جزائريين، مضيفا أن الطبعة الثامنة لمهرجان العروبي ستنظم على شرف روح ابن البليدة فنان العروبي، محمد طوبال، ابتداء من الجمعة المقبل الى غاية 30 ديسمبر الجاري، بمسرح محمد توري بالبليدة.

تحدّث الأستاذ محمد بلعربي في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، عن جديد الطبعة الثامنة لمهرجان العروبي، فقال: “ لأول مرة سيتم تنظيم الفعالية في المسرح البلدي محمد توري بالبليدة بعد ترميمه، وكذا تنظيم خمس سهرات عوض أربع مثل ما جرت عليه العادة في هذه الفعالية “. وأضاف أنه سيتم بهذه المناسبة توزيع ديوان عن فن العروبي من توقيعه، على الجمعيات والفنانين، ليتعرفوا على هذا الطابع الموسيقي وخصوصياته، والتخلص، بذلك، من الجدل الذي يصاحبه خاصة في قضية التسميات من "عروبي" و"حوزي” وغيرها من الإشكاليات، ليكون هذا الكتاب مرجعا للمختصين، وحتى لمحبي هذا الفن، علما أنه يضم كل القصائد التي تغنّى في هذا الطابع، ليطالب بتخصيص مذكرات جامعية حول فن العروبي، مثلما عليه الأمر مع الفنون الأخرى مثل الملحون، والحوزي.

وتابع أن الطبعة الثامنة للمهرجان مثل ما كانت عليه الحال في الطبعة السابقة، ستعرف تنظيم منافسة من خلال مشاركة أربعة متنافسين في كل سهرة، وهو دليل على نشر هذا الفن بين الشباب الذين تولدت عندهم الرغبة في تعلم وأداء هذا الطابع. كما سيتم في كل سهرة تنظيم وصلات من طرف جمعيات وفنانين، بالإضافة الى تقديم فيلم وثائقي حول الفنان الراحل محمد طوبال، ومحاضرتين من تقديم الأستاذ عبد القادر بن دعماش، والأستاذ يوسف طوايبية، ليتم الإعلان عن الفائزين في السهرة الرابعة للمهرجان، على أن يتم إحياء السهرة الخامسة في قصر الثقافة مفدي ذكرياء. ونوّه بلعربي باحتفاظ قاعة محمد توري بجوانبها التقنية خاصة الصوتية منها، إلا أنه تمنى أن يتم تشييد قاعة عروض كبيرة في البليدة، مؤكدا أن قاعة محمد توري التي تضم 288 مقعد، لن تكفي لاحتضان كل الجمهور الذي سيحضر الفعالية بكثرة.

وتحدّث بلعربي عن الفنان محمد طوبال الذي تنظَّم الطبعة الثامنة للمهرجان على شرفه، فقال إنه فنان كبير، قدم الكثير في فن العروبي. وتوفي في سن صغيرة (48 سنة) إثر تعرضه لأزمة قلبية. وكان من مؤسسي جمعية نجمة، ومن المكونين الممتازين في هذا الطابع. كما قدّم العديد من الأغاني الشهيرة، من بينها أغنية قام بتلحينها بعنوان "كي كانت البليدة بسوار وبيبان" من كتابة الأستاذ عمار غريبي.

وبالمقابل، قال المتحدث إن العروبي فن ليس سهلا أداؤه. ويتطلب معرفة واسعة في المجال الموسيقي، وتحديدا الفن الأندلسي، ليؤكد أن العروبي فن جزائري خالص؛ حيث إن كل أنغامه جزائرية، وأشعاره أيضا ما عدا قصيدتين للشاعر القرطبي معتمد بن الشجاع، قام ملحنان جزائريان بتلحينهما، مضيفا أن فن العروبي اشتهر عالميا مثل قصيدة “يا رايح وين مسافر” التي غناها الكثيرون، وأن الملحنين الجزائريين يقدمون أنغاما جميلة فعلا.

وقال المحافظ إن أداء فن العروبي في كل من الجزائر العاصمة والبليدة وتلمسان ومناطق أخرى من البلد، مذكرا بشاعر العروبي الشهير أمحمد بن لخضر دفين البليدة، الذي غنى له العنقا، بالإضافة الى شعراء أئمة في العروبي، مثل مصطفى بن كبابطي مفتي المذهب المالكي الذي تعرض للتعذيب من طرف المحتل الفرنسي في القرن 19، لأنه اعترض على إدراج اللغة الفرنسية في المدارس، علاوة على نفيه الى مصر، وكذا الشاعر والملحن الإمام محمد بن شاهد الذي تعرّض للتعذيب هو أيضا، مؤكدا افتخار ودفاع هؤلاء على الهوية الجزائرية، وهو ما يسعى إليه المهرجان من خلال بوابة فن العروبي.

ومن جهته، تحدّث رابح فركاش، عضو المحافظة، عن ارتفاع عدد المتسابقين من تسعة الى ستة عشر. وهو دليل على اهتمام الشباب بفن العروبي، مضيفا أن لجنة تحكيم تتشكل من الأسماء الآتية: الدكتور لعماري شعبان رئيسا، وعضوية كل من الأساتذة كمال سباغ، ويزيد حمودي، وعبد القادر رزق الله. وأضاف أنه سيتم في كل سهرة للمهرجان الذي سيستضيف الفنان صالح أوقروت، تكريم أسماء وازنة في الفن الأندلسي؛ مثل شرف عاشور، ومحفوظ صامدي، وعبد الكريم غزال، وعمار غريبي، ونصر الدين بوقادير، على أن يكون الدخول الى المهرجان مجانا.

أما الأستاذ عمار موهوبي، عضو المحافظة، فقد أشار الى أهمية ترويج المهرجان لفن العروبي؛ من خلال مشاركة العديد من الجمعيات الفنية من مختلف بقاع الوطن؛ مثل جمعية بن باجة من مستغانم. وهو دليل انتشار العروبي من ولايات الوسط الى مناطق أخرى، مشيرا الى المشاركة الكبيرة للشباب في مسابقة المهرجان الى درجة لم تتمكن المحافظة من قبول الجميع، على أن يتم إشراك من تم إبعاده في الطبعات المقبلة. للإشارة، تشارك في الطبعة الثامنة لمهرجان العروبي أسماء وازنة، مثل: منال غربي، وسمير تومي، وحمزة فتحي، وبن قرقورة سيد علي، وفريد خوجة، ومروان زغرواي.