تقاسم فيه شفاءه وشعوره

مهدي بوخالفة يحكي" ..سبعة أيام في الجحيم"

مهدي بوخالفة يحكي" ..سبعة أيام في الجحيم"
الصحفي والكاتب مهدي بوخالفة
  • القراءات: 782
ق. ث ق. ث

يقدم الصحفي والكاتب مهدي بوخالفة في كتابه الجديد "جناح كوفيد-19، سبعة أيام في الجحيم"، شهادته وتجربته المؤلمة والثرية في الوقت نفسه مع مرض فيروس "كورونا" ودخوله المستشفى، حيث أشاد في مؤلفه بالمستخدمين الطبيين الجزائريين نظير تفانيهم واحترافيتهم، رغم ظروف العمل الصعبة.

يسرد هذا الكتاب الذي صدر مؤخرا، عن دار النشر "دار القبية"، تجربة الكاتب منذ تأكد إصابته إلى غاية شفائه، مرورا بفترة إقامته بأحد مستشفيات البليدة، وقد عاد الكاتب إلى ذلك "اليوم المشؤوم" من صائفة 2020، حيث علم بضرورة دخوله المستشفى على جناح السرعة، بعد إصابته بمرض أضحى يثير التساؤلات حول "وجود البشرية ومصيرها"، وتأثير إصابته بالفيروس على أفراد أسرته الذين خضعوا للتشخيص والحجر المنزلي كإجراء وقائي.

كما يصف مهدي بوخالفة، دخوله المستشفى وبروتوكول العلاج الذي خضع له ويوميات "المصابين بكوفيد-19"، إضافة إلى زملائه في المحنة الذي يتراوح سنهم من أقل من ثلاثين سنة، إلى أكبرهم سنا، الذين كان يقص عليهم بكل فخر واعتزاز، عن مدينته وعائلته الكبيرة التي يعاني بعض أفرادها من أمراض مزمنة.

منذ خروجه من المنزل ليدخل المستشفى لأول مرة في حياته، أعد مهدي بوخالفة حقيبة السفر السوداء، وهو يتذكر جميع الأسفار التي قام بها رفقتها إلى مختلف مدن العالم، ليؤدي عمله كصحفي أو للمتعة والترفيه قبل أن تحط به الرحال بالمستشفى.

كما تطرق الكاتب، للمطالعات التي قام بها طيلة ليال بالمستشفى، مقترحا اتباع سفريات ليون الإفريقي ومواقف ألبير كامو ومولود فرعون وفرانتز فانون أو مقاومة الأمير عبد القادر، وما بين مطالعتين، يعود مهدي بوخالفة بمستمعيه إلى مأساة هذا المرض، عبر بكاء وتألم المرضى ومستقبل غير أكيد، والوعي بالتعارض الكبير في عالمه ورفيقه البائس الذي تقل سنه عن ثلاثين سنة، والذي تتوفاه المنية متخليا عن جسده ورئتيه للفيروس، كما تقاسم الكاتب شفاءه وشعوره عندما تلقى الخبر، وآماله في أيام أفضل العودة للحياة.

يذكر أن مهدي بوخالفة المولود في الجزائر سنة 1955، تلقى تكوينا في علم الاجتماع، ويمتهن الصحافة، حيث بدأ مشواره سنة 1983 بوكالة الأنباء الجزائرية، وقد وقع سنة 2019 على أول كتاب له "ماما بينات، غريقة السفينة" الذي كان متبوعا بكتاب "ثورة 22 فبراير"، ثم "مسيرة الشعب، دواعي الغضب" الذي صدر سنة 2020.