تواصل معرض سعداوي عبد النور بقصر رياس البحر

منحوتات تحكي تراث منطقة القبائل

منحوتات تحكي تراث منطقة القبائل
  • القراءات: 1180

يعرض النحات والفنان التشكيلي عبد النور سعداوي، 16 منحوتة و19 لوحة على مرأى من زوار قصر «رياس البحر»، إلى غاية غد الخميس، وبهذه المناسبة، زارت «المساء» معرضه فكان هذا الموضوع.

وجد النحات عبد النور سعداوي ضالته في الحطب بمختلف أنواعه، وها هو يستعمل حطب البلوط والأرز والتوت البري والزيتون وغيرها، لصناعة منحوتات تحكي تاريخ منطقة القبائل، من بينها منحوتة «أمراح» التي قال عنها الفنان بأنها تعني رحلة، كما تدل أغصانها الثلاثة على مختلف الطرق التي يجد الإنسان نفسه أمامها وما عليه إلا اختيار أفضلها.

منحوتة ثانية «إنزمار»، صنعها الفنان، ردا على لافتة حملتها مشجّعة أمريكية خلال مباراة الجزائر، الولايات المتحدة الأمريكية في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وحملت اللافتة شعار «نعم تستطيع»، فمكان من الفنان إلا أن صنع هذه المنحوتة التي تشبه «فوفوزيلا» البوق الذي يستعمله المناصرون في هذه الفعاليات، وهو يتحسر عن انهزام فريق عرف أوج انتصاراته في سنوات الثمانينات على فريق لم يكن له وجود في تلك الفترة. فجاءت منحوتته تعبر عن قدرتنا نحن أيضا في عمل الكثير.

في المقابل، تتوسط منحوتة كبيرة ساحة قصر 17 من قصور رياس البحر، وتحمل اسم «أمغار أزمني» أي الشيخ الحكيم، صنعها عبد النور من شجرة الأرز التي كانت تغمر ولاية البويرة، إلا أنها أصبحت في تعداد المفقودين أو أن القليل منها من نجا، ونحت فيها شكل خريطة الجزائر ومن فوقها البحر المتوسط، ومن ثمة قارة أوروبا، مؤكدا التواصل بين هاتين القارتين منذ عهد بعيد.

صنع عبد النور هذه المنحوتة وأعطى لها اسم «الشيخ الحكيم» الذي يقول الحقائق ولا يكذب على الناس، وهو ما نفتقده في أيامنا هذه، واستغرق صنع منحوتة «الشيخ الحكيم»، ثلاث سنوات كاملة، وفي هذا قال عبد النور بأن أصعب ما في منحوتاته، اللمسات الأخيرة التي يمكن أن تستغرق سنوات كاملة حتى تجد نفسها في الحلة التي يرضى بها عبد النور.

صنع النحات أيضا منحوتات أخرى مثل «سي أحسن دوز دوز، يتسحبين اضبوز، الجمعة قارين ألواح، الخميس أمسرح، ألعياظ اثرولي»، وهي مقولة كان يرددها الأطفال فيما بينهم، إلى جانب منحوتة «ثاقوريث يا ثاقوريث»، التي يقصد بها صديقين ملتصقين ببعضهما البعض، وهما يتسامران فتظن من بعيد أنهما رأسان لجسد واحد.

منحوتة أخرى «ديشو على قيشو» وهو عود يلعب به الأطفال، بينما هو في الأصل قرن لحيوان يوضع فيه التبغ. منحوتة ثانية بعنوان «خاتم»، وضعه الفنان على رأس المنحوتة بدلا من أن يضعه في الأصبع، فأصبح كالتاج الذي يوضع على رأس الملك.

منحوتة «بوشو» أو الوحش الذي تخوّف به الأمهات أطفالهن حتى لا يبتعدوا عن المنزل، وهو في الأصل تحريف لاسم الجنرال الفرنسي بيجو، الذي نهب واغتصب وقتل الكثير من الجزائريين، نفس الشيء بالنسبة لمنحوتة «أكلي أوزال» الذي هو في الأصل الجنرال كلوزال.

في إطار آخر، رسم عبد النور عدة لوحات بعضها بالأسلوب التجريدي وأخرى بتقنية الرسم الرقمي، من بينها لوحة قال بأنها تمثل الكثير بالنسبة له، لأنها تعبر عن دشرته «ثادرث الجذيذ»، التي تقع في سلسلة جبال جرجرة، التابعة لبلدية صحاريج (البويرة)، تعرضت للحرق في 4 نوفمبر 1957 من طرف المستعمر الفرنسي، بفعل مساندة سكانها لجبهة التحرير الوطني وإنجابها لمجاهدين وشهداء، من بينهم خال الفنان عمروش مولود.

كما رسم الفنان لوحات أخرى بأسلوب الرسم الرقمي، الذي قال إنه يمكن بواسطة برنامج خاص، مشاهدة شخوص رسوماته تتحرك، أما عن اللوحات الزيتية فحملت مواضيع تغلب عليها روح الطفولة والبراءة.

لطيفة داريب