الحضارة الأمازيغية

منح الدعم الضروري لدراسة مختلف المحطات

منح الدعم الضروري لدراسة مختلف المحطات
  • القراءات: 552
❊ع.ز ❊ع.ز

يعود الاحتفال برأس السنة الأمازيغية «يناير» المصادف للثاني عشر جانفي من كلّ سنة، ليؤصّل البعد التاريخي لعيد الأمازيغ الموغل في القدم، ويعدّ بداية لتقويم مرتبط بحدث تاريخي هام قبل حوالي 30 قرنا، يوم اعتلاء الملك الأمازيغي شيشناق لعرش الحضارة الفرعونية المصرية عام 950 قبل الميلاد، ويجسّد لواقعة انهزام المصريين القدامى أمام أجدادنا الأمازيغ وخلافته لرمسيس الثالث الفرعون المصري آنذاك وكذا احتلال أولاده لبيت المقدس لمدة تزيد عن القرنين.

أكّد الباحث في التاريخ والمهتم بالتراث الأمازيغي، الأستاذ محمد الصالح أونيسي، أنّ رأس السنة الأمازيغية «أمنزو نينار» يؤصّل لحقبة تاريخية مرصعة بأحرف من ذهب للحضارة الأمازيغية، معتبرا إياه عيدا ثابتا للأمازيغ منذ فجر التاريخ، متجذّر في القدم ومرتبط أساسا بعام 950 قبل الميلاد، يوم تولي الملك شيشناق أو «شيشنق» سدّة الحكم بمصر بعد إخضاعه للجيش الفرعوني المصري الحاكم، والذي اعتبره الأمازيغ بداية للتأريخ الأمازيغي وبداية لتقويم حضارة مزدهرة كانت في وقت سابق قوة عسكرية واقتصادية تفردت بتقاليدها وعاداتها ونظامها حتى أن حكم شيشناق امتد فيما بعد وعلى يد أبنائه ليحكم بيت المقدس قرابة الـ200 عام.

ودعا العديد من الباحثين في التراث الأمازيغي بخنشلة الهيئات الرسمية إلى إيلاء العناية والاهتمام اللازمين، ومنح الدعم الضروري لدراسة مختلف محطات الحضارة الأمازيغية، خاصة في الشق الأكاديمي والبحثي، إذ لا تكفي، حسبهم، المساهمات العصامية على قلتها لثلة من المهتمين بل يجب تركيز الجهود لاكتشاف أغوار هذه الحضارة التي بقيت مرتبطة فقط بتراث مادي منقول وغير منقول.

وأكد العديد من المهتمين بالتراث الأمازيغي ومنهم الأستاذ المهتم بشؤون التاريخ وقضايا التراث الأمازيغي محمد مرداسي أنّ الاحتفال بيناير مرتبط في الأساس بالأرض والفلاحة، كعاملين أساسيين تبنى عليهما حياة الأمازيغ إذ يعني الاحتفال بهذه المناسبة الحياة والأمل والتطلع لموسم فلاحي جديد مليء بالخير، من خلال عديد التقاليد والعادات كلها مرتبطة بالأرض والزراعة، وما تعطيه من قمح وذرة وخيرات، على غرار «إرشمن» أو القمح المطهو بالبخار الذي يؤكل مع دخول العام كدلالة ثابتة على تعلقه بالقمح والإنتاج الوفير الذي يأمله الأمازيغي كل رأس سنة جديدة.

دلالة اجتماعية أخرى ذات أبعاد ثقافية هي تغيير حجارة موقد النار «إينقن» وذلك وفق نظام معين أو ثلاث مراحل وطرق، الأولى تستبدل فيها الأحجار الثلاث أملا في نسيان عام بائس مضى والتطلع لعام كله أمل، والثانية تخصّ رمي حجرين والاحتفاظ بالثالث في دلالة أخرى على ارتباط الجديد بالقديم، والطريقة الثالثة هي رمي حجرين في اليومين الأوّل والثاني والاحتفاظ بالحجر الثالث لرميه في اليوم الثالث من دخول العام الجديد أملا في عام ملؤه الخير.