الرؤية الفكرية في المدونة السردية الجلاوجية" بجامعة برج بوعريريج
"منجز إبداعي رحب يؤسس لمشروع كتابة

- 661

ينظم مخبر الدراسات اللغوية والأدبية المعاصرة، بكلية الآداب واللغات بجامعة "محمد البشير الإبراهيمي" في برج بوعريريج، يوم 10 فيفري القادم، ملتقى عن التجربة السردية للأديب عز الدين جلاوجي، بعنوان "الرؤية الفكرية في المدونة السردية الجلاوجية"، مع طرح بعض الاهتمام بجوانب الفكر والمشكلات الثقافية والحضارية.
تهدف المطارحة الجوهرية لهذا الملتقى العلمي، حسب ديباجته، إلى محاورة مدونة الأديب عزالدين جلاوجي السردية، والتي نهضت على منجز إبداعي له رحابته، كونه يوصف بالتعدد والتنوع على مستوى الأشكال والأنماط والموضوعات، فقد استطاع الكاتب جلاوجي عبر كل نصوصه، أن يؤسس لمشروع في الكتابة، مستلهما من الإنسان في انتصاره وانكساره، ومن الحياة على رحابتها، مقدما رؤية فكرية مشفوعة بأبعاد جمالية، لتكون نصوصه ذات ثقافة عالية وعارفة، تحاور الأسطورة والفلسفة، والرمز والتاريخ والتراث، والهامش والواقع، والأنا والآخر، والمثقف والسلطة، والمحرم والمسكوت عنه، ولتكون الكتابة لديه رؤية والتزام بقضايا الأمة والوطن والإنسانية، وحفر ضمن جينيالوجيا الأنساق التاريخية وحفرياته الثقافية، وكذا المسهو عنه من أسيقة الأعراف وأبنية الهوامش المنسية والمسكوت عنها، سعيا إلى مطاولة المنفلت من رحابة الحرية، تطلعا إلى تواصل إنساني رحب، من التعايش المؤتلف والكلية المتشافعة بتنوع وحداتها، دون أن تنخرط في فجاج التسطيح الفكري، الذي يخرج الأدب من دائرة الإبداع، أو تتهاوى ضمن غواية خطاب الحكاية فحسب، متخذة من مؤدى أنموذج السرد مسلكا له خصوصية من تقفي مرامي حكائية، لها كفايتها البنوية المأمولة، فراهن بذلك على خلق التوازن بين البنيتين الفكرية والجمالية، إذ استطاع بحرفية أن يسكن موضوعاته وقضاياه الفكرية داخل نسيج سردي جمالي، يمنحها أبعادا وتجليات جديدة، تراهن على كتابة سردية واعدة، تتخطى مسلك ترجيع الراهن السردي، وتمارس التنوير، ولكن من الداخل دون أن تتقوقع عليه ودون أن تذوب في غيره.
ضمن هذا الإطار من العرض، دعا المنظمون كل الباحثين المشاركين، إلى الاشتغال وفق هذا التصور الذي يهدف إلى الاهتمام بجوانب الفكر والمشكلات الثقافية والحضارية، متطلعين إلى إسهامات فاعلة تستجيب لأفق من التوقع العالي والرائد، ذلك لأن اكتشاف ما لا يعرف، يقتضي بالضرورة الإفصاح عن محدث مقروئية متفردة، خاصة وأن مقتضى كتابة المدونات السردية الجلاوجية ما زالت خصبة، لم تفترعها الخطابات النقدية والمقاربات التحليلية المتعددة.
يتضمن الملتقى ثمانية محاور هي؛ "هوية الكتابة وكتابة الهوية في النصوص السردية الجلاوجية"، و«التاريخ والذاكرة والهوية انغلاق وانفتاح"، و"الثورة مسارات ومساءلات" و«المرأة والحضور القيمي والجنوسي" و«اليومي وسرديات الهامش والمركز"، و«الأنا والآخر والصراع الحضاري"، و«السلطة والمثقف تدافع وتشافع" والمحور السابع عن "سؤال الحرية، سؤال الرفض والتمرد" والمحور الأخير عن "الرد بالكتابة من الرؤية الفنية إلى الرؤية الجمالية". للإشارة، كتب عز الدين جلاوجي على صفحته الإلكترونية "بكل سعادة وابتهاج، تلقيت خبر إعلان الملتقى وافر المحبة والتقدير وعميق الشكر والامتنان، لكل الذين وقفوا وراء هذا الملتقى، منذ أن كان فكرة، إلى أن يتم إنجازه على أرض الواقع، وإلى كل الذين ستكون بصمتهم متميزة، بمشاركاتهم الراقية والعميقة."