تعرف منطقة الزواوة بعلمائها الذين خدموا الدين والمجتمع وظلوا قائمين على زرع الوحدة والمحبة والدعوة إلى الله في كل زمان ومكان، وكان هذا السلف الصالح يجتهد لترسيخ كل تلك القيم وتوريثها دون شوائب أو حزازات. من ضمن هؤلاء العلماء الأجلاء، تتذكر منطقة القبائل شيخها الولي الصالح سيدي الهادي بن أحمد المالكي.

يقع مقام هذا الولي الصالح بقرية آيت سعيد ببلدية ميزارنة (شمال ولاية تيزي وزو). ويتميز المقام بموقعه وسط طبيعة خلابة بقمم القرية المطلة على البحر، يتوسط الجبال والسهوب فيسر بذلك الناظرين والوافدين، ويتعدى المقام حدود موقعه الخلاب الجامع بين خضرة التل وزرقة البحر، فهو بالنسبة لأبناء آيت سعيد قصة مكان لا يمكن اختزال تاريخه في سطور نظرا لارتباطه بعلامة جليل هو بمثابة الحارس الذي يرعى الناس بحب ويقضي حوائجهم ويضمد جراحهم ويقف مع الضعيف والفقير قبل القوي والغني.

مرت السنين ولم تنس الأجيال فضل الشيخ وظلت وفية وباقية على العهد.. وبالقرية يجتهد الجميع على تنظيم زيارات للمقام مثلما كان يفعل الأجداد، كما يتم إحياء عدة مناسبات به مع الدعاء والتضرع لله تماما كما كان يفعل الشيخ سيدي الهادي بن أحمد المالكي المدعو "والغازي".

يقول أبو يعلى الزواوي في حديثه عن التاريخ "المرأة تلد الذكر والتاريخ يجعله رجلا"، فمنطقة القبائل قدمت الكثير من رجال العلم والدين الذين أبلوا البلاء الحسن وكانوا علامات في زمانهم، لكن يبقى الأمر يتطلب الكثير من العمل للتعريف بهؤلاء الرجال الذين ساهموا في نشر العلم والمعرفة.

تتميز منطقة القبائل بمقامات الأولياء الصالحين والزوايا، وهو بمثابة دليل على أن رسالة الإسلام قد بُلّغت بفضل هؤلاء العلماء والصالحين، لذلك يتم العمل على إحياء تراثهم وأعمالهم وإخراجها من طي النسيان. يعمل الكثير من المهتمين بهذا التاريخ على الدعوة لاستحضار وتخليد ميراث العلماء من خلال إبراز دورهم وأعمالهم وإسهاماتهم القيّمة في نشر العلم والثقافة الإسلامية في أوساط المجتمع، ما يضمن بذلك الحفاظ على الذاكرة وتقييمها وتثمينها.

بقي اسم الشيخ سيدي الهادي بن أحمد المالكي في طي النسيان، لم يذكره أحد رغم أن مساهماته لا تعد ولا تحصى وظلت محفوظة في كتب حبيسة مكتبات أجنبية، ولم يتناول سيرته أي طرف ولا جهة علمية.

وحسب المعطيات التي توصلت "المساء" لجمعها من طرف أحد سكان منطقة آيت سعيد، فلقد تناول الشيخ الإمام علي بن محمد بن فرحون في كتابه الذي يحمل عنوان "الاعتبار وتواريخ الأخبار والتعريف بالنسب إلى النبي المختار في الانتماء إلى نسل محمد صلى الله عليه وسلم وأبناؤه الأخيار"، أن سيدي الهادي بن أحمد المالكي الملقب مجازا بـ«والغازي"، موطنه الأصلي يعود إلى الساقية الحمراء ووادي الذهب، حيث ينتمي إلى الأشراف الأدارسة الذين ينحدرون من "مولاي إدريس الأول" مؤسس الدولة الإدريسية في فاس بالمغرب الأقصى، هاجرت قبيلته إلى المغرب الأوسط "الجزائر"، في عهد المهدي بن تومرت مؤسس دولة الموحدين، كون الجد الأول لسيدي الهادي بن أحمد المالكي لم يكن يؤمن بدعوة ابن تومرت لإسقاط دولة المرابطين بمراكش.

للإشارة، فقد استقرت قبيلة وعائلة بن أحمد المالكي في بداية الأمر بتلمسان، ثم انتقلت إلى مليانة، وقام سيدي أحمد بن يوسف الملياني بإرسالها إلى منطقة الزواوة، حيث استقرت في سهل ذراع الميزان جنوب تيزي وزو، وقامت بنشر العلم والمعرفة هناك خاصة بعد رحليها إلى منطقة امشطراس"الناحية الجنوبية لتيزي وزو". وفي عام 1747 ميلادي تم إرسال سيدي الهادي بن أحمد المالكي إلى قرية آيت سعيد بميزارنة، حيث أسندت له مهمة نشر الدين والصلح بين الناس، فقضى حياته في تعليم وتربية أجيال على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والعقيدة السمحاء، وكان الناس يقصدونه لحل مشاكلهم وأخذ مشورته، ما ساهم وبشكل كبير في إحلال الاستقرار والتعاون والأخوة بين سكان هذه المنطقة، كما كان بيته محكمة شرعية يقصدها كل مظلوم ويرجع منها راضيا.

عاش سيدي الهادي بين السكان كواحد منهم ليفارق الحياة عن عمر ناهز 90 سنة، وقد شيّد له مقاما يحفظ اسمه وذاكرته.. يزوره سكان ميزارنة في مختلف المناسبات، كما تقام به الولائم، لكن يبقى هذا العلامة حبيس المنطقة، في حين تغيب أعماله وذكراه في مناطق أخرى من الجزائر.

ذكر أحد الباحثين في سيرة الشيخ سيدي الهادي بن أحمد المالكي، أن نسب هذا الأخير يعود إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول، إذ أن الشيخ يكون ابن أحمد بن مالك بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمان، بن عناد بن الفضيل بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن علي بن عبد السلام بن مشيش بن أبوبكر بن يوسف الأكبر بن زين العابدين بن علي بن عيسي بن مروان بن بلقسام بن حمدان بن إدريس بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في الكتاب الأصلي للعلامة محمد بن يوسف الحفناوي "إتباع من الخلف لخيار أجدادهم من السلف" المكتبة الريسونية بالمغرب الأقصى.

مــن هنا وهناك

افتتاح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

افتتح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته الثانية والتي تحمل اسم المخرج والممثل الراحل كرم مطاوع.

وتحل تونس ضيف شرف الدورة الثانية للمهرجان الذي تنظمه جمعية نادي المسرح المصري للثقافة والفنون بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة وهيئة تنشيط السياحة المصرية في الفترة من الأول إلى التاسع من أبريل الجاري.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح مجموعة من الفنانين من بينهم المخرج المصري جلال الشرقاوي والممثل المصري سامح حسين والممثلة التونسية شاكرة رماح والممثلة اللبنانية رندة الأسمر والممثل المصري نضال الشافعي والكاتب المصري محمود جمال.

تتنافس بالمهرجان 18 مسرحية من 15 دولة هي مصر وتونس والمغرب والعراق والكويت والبحرين وسلطنة عمان وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وصربيا وروسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وكندا، وإلى جانب العروض المسرحية، يقيم المهرجان ورش عمل في مجالات إعداد الممثل والإخراج المسرحي ومسرح العرائس ومسرح الشارع وفنونه.

كما يعقد المهرجان ندوة دولية بمشاركة نحو 20 مسرحيا وناقدا وباحثا عربيا وأجنبيا، وتتولى الممثلة سميحة أيوب، الملقبة سيدة المسرح العربي، الرئاسة الشرفية للمهرجان.

 مجموعة السبع توقع اتفاقية لحماية التراث الثقافي

أعلنت مجموعة السبع، التزامها بالسعي لإنشاء قوة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام لحماية مواقع التراث العالمي من الدمار خلال الحروب ومكافحة تهريب الآثار المسروقة.

وقالت الأمم المتحدة إن تدمير الآثار في مواقع تراثية، مثل مدينة تدمر الأثرية السورية و مزارات تمبوكتو في مالي، أصبح على نحو متزايد أسلوباً تتبعه في الحرب جماعات مثل تنظيم "داعش" لنشر الدعاية وتحقيق أرباح من التهريب.

ووقعت مجموعة السبع، التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا، على اتفاقية في مدينة البندقية الإيطالية لتعزيز التعاون الدولي لحماية التراث الثقافي. ونُشرت قوات مسلحة من الأمم المتحدة لحفظ السلام في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وسوريا وتشتهر باسم أصحاب "الخوذ الزرقاء".

وأنشأت إيطاليا وحدة إيطالية من أصحاب "الخوذ الزرقاء للثقافة" تنشط في مناطق توجد بها عمليات إنسانية للأمم المتحدة. وقالت وزارة الثقافة إن اتفاق الجمعية، ينطوي على التزام بتمكين مثل هؤلاء من مرمّمي الآثار وخبراء الفن من الانضمام لبعثات في مناطق الصراع.

ووافق مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، على أول قرار له على الإطلاق يركز على التراث الثقافي، دعا فيه الدول إلى تصعيد الحرب ضد سرقة وتهريب التحف الأثرية والدينية والثقافية.

وأنشأت إيطاليا، التي تستضيف اجتماعات مجموعة السبع هذا العام، قوة شرطة خاصة في 1969 لتعقب التحف والقطع الفنية المسروقة والتي غالباً ما تُهرّب إلى الخارج، ومنذ ذلك الوقت، ضبطت تلك القوة نحو 800 ألف تحفة مسروقة في إيطاليا التي يوجد بها مواقع للتراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" أكثر من أي دولة أخرى.

وقال وزير الثقافة الإيطالي، داريو فرانتشيسكيني، إن بلاده تريد "جعل الثقافة وسيلة للحوار بين الدول".

كاتب "برج الظلام" يواجه تهمة السرقة الأدبية

يتعرض الكاتب الأمريكي الشهير ستيفن كينغ صاحب روايات "برج الظلام" لاتهامات بالسرقة الأدبية من الكاتب ستيفن غرانت الذي يطالبه بدفع 500 مليون دولار غرامة على انتحاله شخصية رواياته الرئيسية.

يقول غرانت إن بطل كتب كينغ المسمى رولاند ديسكاين نسخة عن بطل قصصه المصورة ريستين داين، حيث يتنقل الاثنان عبر الزمن، ويقاتلان وحوشا، ولا يتقدمان في السن ويعشقان المغامرات، كما أشار غرانت إلى أن كليهما يرتديان بدلات خاصة برعاة البقر، وقد رفع غرانت دعوى أمام المحكمة على ستيفن كينغ، مؤكدا فيها أن الشخصية "المسروقة" تظهر في قصصه المصورة من 1977 وحتى 1983م، علما أن المؤلف الأمريكي كينغ أكد أنه قرأ هذه القصص.

و«برج الظلام" سلسلة من ثمانية كتب تشمل مواضيع متعددة من بينها الخيال العلمي والرعب والخيال الغربي وغيرها.. وتروي هذه السلسلة مغامرات القنّاص رولاند ديسكاين، الذي يبحث عن برج الظلام، حيث صدر الكتاب الأول في 1982 والكتاب الأخير في 2012.

أما قصص غرانت المصورة التي صدرت تحت اسم "روك" فتروي قصة العالم ريستين داين الذي يسافر عبر الزمن ويتنقل حول العالم.

ويصدر في ماي المقبل فيلم عن رواية "برج الظلام" في قالب رعب وغرب أمريكي معا، يتابع رحلة رولاند ديسكاين آخر من تبقى من تنظيم فرسان اشتهروا بخطورتهم في استخدام الأسلحة النارية، في بحثه عن البرج القاتم والذي يقال إنه مركز كل الأكوان.

ورولاند آخر عضو في جماعة بأمريكا الغربية تدعى "غانزلينغرز" التي اشتهرت بعنفها وعيشها في عالم مليء بالمخلوقات في السلسلة التي تعد من أهم سلاسل الرعب والفانتازيا في العالم لما تحتويه من العناصر الغامضة.

وأشيع أكثر من مرة أن هذه الرواية للكاتب الأمريكي الأكثر شهرة وانتشارا في العالم، سيتم تحويلها إلى فيلم سينمائي، وأرادت أكثر من شركة في هوليوود اقتباسها لكي تحقق العمل على يد المخرج الدانماركي نيكولاي أرسيل، وكانت الرواية قد تحولت إلى فيلم تلفزيوني مكون من جزءين عام 1990، لكن النسخة المعاد إنتاجها تعود بصبغة أكثر حداثة وبتقنيات بصرية مطورة.

ويشارك في بطولة الفيلم النجوم توم تايلور، كاثرين وينيك، ماثيو ماكونهي، جاكي إيرل هالي وفران كرانز.