"من شارع الهرم إلى" يثير الغضب

"من شارع الهرم إلى" يثير الغضب
  • 714
ق. ث ق. ث

بين اتهامات بهدم القيم والأخلاق والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع الخليجي منذ سنوات، وإشادة بتقديم نماذج واقعية تعيش في المجتمع، يواصل مسلسل "من شارع الهرم إلى"، تصدُّره التريند عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية شهر رمضان، بل وحتى قبل بداية عرضه. بدأ الجدل حول العمل مبكرا مع إطلاق الإعلان الترويجي الأول له. وظهرت فيه راقصة مصرية، تقوم بدورها الفنانة نور الغندور، تحاول خطف زوج كويتي من أسرته طمعا في أمواله، وهو ما اعتبره البعض إساءة لسُمعة نساء مصر، فدشنوا "هاشتاغ" للمطالبة بمنع عرض المسلسل. وردا على هذا الهجوم، خرجت نور الغندور لتدافع عن العمل، داعية الجمهور إلى الانتظار حتى يبدأ عرضه، ثم الحكم عليه.

ومع بداية العرض عادت الانتقادات مرة أخرى، بينما اكتفت نور بنشر صور من كواليس التصوير، واحتفال فريق عمل المسلسل بانتهاء التصوير، وبنسب المشاهدة المرتفعة التي يحققها العمل. وأثار المسلسل عاصفة من الاستياء والهجوم من الجمهور الكويتي، الذي اتهم صنّاعه بالإساءة للمجتمع، وتقديم سلوكات دخيلة عليه ولا تتفق مع الدين أو العادات والتقاليد والقيم السائدة فيه. وأطلق نشطاء هاشتاغ "نرفض مسلسلات الفسق والفجور"، مطالبين بوقف المسلسل، وهو المطلب الذي دعا له عدد من نواب مجلس الأمة الكويتي والحقوقيين، متسائلين كيف تم السماح بتصوير عمل يسيء للكويت؟!

وفي ردها، أعلنت وزارة الإعلام الكويتية: "اللغط المثار حول أحد ‏الأعمال التلفزيونية التي تبث من قبل إحدى المحطات، هو من إنتاج شركة غير ‏كويتية، ولم تتم إجازة العمل من قبل وزارة الإعلام. كما تم تصويره ‏خارج الكويت، ويعرَض على منصات خارج البلاد". وذكرت تقارير إعلامية أن الوزارة قررت اتخاذ إجراءات ‏لمحاسبة كل من شارك في مسلسل "من شارع الهرم إلى" من موظفي الوزارة بدون إذن رسمي. كما أصدر وزير الإعلام الدكتور حمد روح الدين، توجيهاته لكل قطاعات الوزارة، بعدم التعاقد أو استضافة أي من المشاركين في المسلسل المثير للجدل.

ومن جانبها، حذفت منصة "شاهد" الحلقة السابعة من المسلسل بعد الهجوم الواسع الذي شنه الجمهور بسبب مشهد ظهرت فيه الفنانة ليلى عبد الله، وهو الذي تم تشبيهه بمشهد الفنانة منى زكي في فيلم "أصحاب ولا أعز"، الذي أثار لغطا، ثم أعادت المنصة عرض الحلقة بعد حذف المشهد. وعاد العمل ليثير غضب ناشطين سوريين، بعدما ظهر الفنان محمد الرمضان، الذي يؤدي دور "نزار" وهو يوضح لأمه أن زواجه من سورية على زوجته الأولى، ليس بسبب رغبته فيها، بل لأنه "أحب أن يستر عليها ويقيها من برد الخيام والجوع"، وهو ما اعتبره البعض عنصرية. وانصب هجومهم على مخرج العمل مثنى صبح، وهو فلسطيني - سوري، والفنانة الفلسطينية - السورية روعة السعدي، التي تؤدي دور الزوجة الثانية.

ومن الناحية الفنية، اعتبر متابعون الجدل الذي صاحب العمل منذ بداية الإعلان عنه، لم يكن مفاجئا لصناع المسلسل، بل إنهم عملوا على تقديم عمل يثير عاصفة من الجدل على مختلف الصعد، فالشخصيات التي يتناولها كلها مأزومة وتعاني أزمات نفسية وأخلاقية حادة. وتوارت، بشكل كبير، الشخصيات السوية التي يمكن أن تحقق التوازن في الطرح. كذلك الطرح اتسم بالجرأة، وتجاوز المألوف في الدراما الخليجية، وهو أمر ليس جديدا على مؤلفته الكاتبة هبه مشاري حمادة، التي قدّمت أعمالا مثيرة للجدل، منها "دفعة القاهرة"، و"دفعة بيروت"، و"سراي عابدين" وغيرها. ويشارك في بطولة "من شارع الهرم إلى"، هدى حسين، وخالد البريكي، ونور الغندور، وليلى عبد الله، ومرام البلوشي، وأحمد إيراج، وعبد المحسن القفاص، ولولوة الملا، وفرح الصراف، وخالد الشاعر، ونور الشيخ، وإيمان الحسيني، وناصر الدوسري وآخرون.