المخرج المجاهد مراد بوشوشي في ذمّة الله

من جيل رواد سينما ما بعد الاستقلال

من جيل رواد سينما ما بعد الاستقلال
المخرج المجاهد مراد بوشوشي
  • القراءات: 609
❊مريم .ن ❊مريم .ن

ووري جثمان المخرج السينمائي والمجاهد مراد بوشوشي، أمس، الثرى بمدينة تيي في منطقة ايل-دو-فرانس بفرنسا، بعد أن وافته المنية الأحد المنصرم، بأحد المستشفيات الفرنسية عن عمر ناهز 80.

مرادبوشوشيمنمواليدخراطة (بجاية) في 17 أفريل سنة 1938، وكان عضوا سابقا بجيش التحرير الوطني حيث كان برتبة ملازم أول، ساهم سنة 1963 في إنشاء المركز الوطني للسينما الجزائرية وشغل خلال سنوات 1960 و1970 مهام مدير السمعي البصري بوزارة الثقافة، قبل أن يستقر مطلع الثمانينيات بفرنسا، حيث تولى تسيير المركز الثقافي الجزائري بباريس.

كوّن الراحل بوشوشي، جيلا من السينمائيين في السنوات الأولى لاستقلال الجزائر كان منهم بلقاسم بازي ومرزاق علواش، ثم كان له الدور الكبير وبصمته على قطاع السينما حين أصبح مدير السمعي البصري بوزارة الثقافة طيلة عشرية كاملة أي من سنة 1960 حتى 1970، ثم مسؤولا بالمركز الثقافي الجزائري بباريس من سنة 80 حتى الـ90.

ساهم الراحل في ترقية الفن الجزائري وفي الالتزام بالبعد الوطني على اعتبار نضاله المتواصل من أجل بلاده، وكتب العديد من السيناريوهات منها «سلم فتي جدا» لجاك شربي، الذي يعتبر أوّل فيلم روائي جزائري طويل، وصولا إلى فيلم «البئر» الذي حقّق الشهرة ويروي مشهدا قاسيا من تضحيات الشعب الجزائري، وقد نال العديد من الجوائز الدولية وأثر في الجمهور عبر العديد من عواصم العالم، علما أنه كان من إخراج ابن أخيه وهو المخرج لطفي بوشوشي.

ويصوّر هذا الفيلم كيف انتصرت البطلة «فريحة» ورفيقاتها من النساء على الجيش الفرنسي ومضايقات جنوده لهنّ، وكيف نجحن في الخروج من القرية بحثا عن الماء رغم رصاص القنّاص الذي انهارت نفسيته رفقة قائده أمام إصرارهنّ على التقدم، وهي مواقف اجتهد الراحل مراد، في تثبيتها في ذاكرة الجزائريين عبر كامل أعماله منها هذه القصة المكتوبة والمنشورة والتي استلهم منها ياسين بلحاج سيناريو هذا الفيلم.

شارك الراحل خلال فترة الستينيات في الإنتاج السينمائي المشترك وكان يرى فيه تكوينا وخبرة للتقنيين الجزائريين، كما ساهم في إنتاج «أليس أو الحياة الحقيقية» لميشال دراشي، و»زاد» لكوستا قافراس.

وعلى إثر وفاة مراد بوشوشي، عبّر بعض الفنّانين والمتابعين لمشواره عن حزنهم، وقالوا إنه كان صديقا للجميع ووصفوه بالمجاهد المثقف الذي يمثل جيلا كاملا من المبدعين الذين خدموا الفن والجزائر.

وتبقى السينما الجزائرية وفية لذكرى الرجل الذي رحل في صمت كباقي رفقائه، لكنه خلّد مشوارا حافلا ولا زالت صورته ثابتة على جدران السينماتيك تقول إن من مروا تركوا البصمة التي لا تمحى.