الخبير الفرنسي إيريك دوبوا لـ "المساء":
من الضروريِّ إنشاء مركز لحفظ الأفلام الجزائرية
- 568
لطيفة داريب
دعا الخبير الفرنسي إيريك دوبوا، إلى إنشاء مركز لحفظ الأفلام الجزائرية. وأضاف خلال حديثه إلـى "المساء"، أنه مستعد للبحث عن المزيد من هذه الأفلام، ونسخها بعد أن وجد العديد منها؛ مثل فيلم "سنأتي" لغوثي بن ددوش. قال إيريك دوبوا، الخبير الفرنسي وعضو المركز الوطني للسمعي البصري بفرنسا، لـ "المساء"، إن إنشاء مركز لحفظ الأفلام الجزائرية، ضرورة لا مناص منها، مضيفا: “كان هناك مشروع لتحقيق هذه الغاية بالمركز العربي للآثار بتيبازة، إلا أنه لم يتحقق". وتابع أنه أشرف على تكوين العديد من التقنيين الجزائريين في مجال تصليح ورقمنة وترميم الأفلام، ابتداء من 2016 تحت رعاية وزارة الثقافة، وبالشراكة مع المركز الفرنسي الذي يشتغل فيه.
وشارك في هذا التكوين ستة تقنيين، واصل اثنان منهما المهمة بنجاح، علما أن المهمة تتعلق بالأفلام المخزّنة بولاية الجزائر. وعدّد دوبوا شروط حفظ الأفلام، وهي أن تكون محفوظة في مكان مغلق بدرجة حرارة 12، ورطوبة 35 ٪. كما يجب أن تبقى درجة الحرارة ثابتة، وهكذا يمكن أن تُحفظ الأفلام لمئات السنين وإلا ستتعرض للتلف، وربما للموت. واعتبر أن رقمنة الفيلم لا يمكن إنجازها إلا بعد تصليح الفيلم من الخدوش وغير ذلك، ومن ثم يتم رقمنته من خلال استعمال سكانير، تقدر قيمته المالية بآلاف اليوروات، ثم تأتي عملية الترميم، التي لا تتم إلا من خلال تكوين الشغوفين بهذه التقنية، مضيفا أن هذه العملية تتطلب جهدا كبيرا؛ سواء من الناحية التقنية، أو المالية.
وبالمقابل، قال إيريك دوبوا المسؤول عن فرع الأفلام بالمعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا، إنه لا يملك نظرة حداثية عن الأفلام الجزائرية، في حين هو مهتم جدا بالأرشيف السينمائي الجزائري، وكذا بحال السينماتيك الجزائرية، وخصوصا بأرشيفها؛ تتمةً للمهام التي أوكلت له، والتي مست، أيضا، عملية جرد هذا التراث. وكان محدّث “المساء” صرح سابقا لوسائل إعلامية، بأن حوالي 35 ألف صندوق من الأرشيف السمعي البصري، موجودة في قبو مقر ولاية الجزائر، وتعود إلى مراحل تاريخية مختلفة، مطالبا بالحفاظ على هذا الكنز. وأضاف أن هذا الأرشيف يضم أرشيفا سمعيا بصريا؛ مثل الأفلام الروائية، والأفلام القصيرة للسينما الجزائرية والمصرية والفرنسية والروسية والتشيكية وغيرها، مشيرا إلى أن ما لا يقل عن 300 فيلم تم استرجاعها وحفظها، من بينها الفيلم القصير “الجحيم في عمر 10 سنوات”.
وفي إطار آخر، يهتم إيريك دوبوا بإحياء الأفلام القديمة؛ من خلال إيجادها أولا، ثم تصليحها، فترقيمها، وبعدها ترميمها. وفي هذا الشأن، تحدّث في مداخلة له في إطار الطبعة الحادية عشرة من مهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي تجرى فعالياته حاليا، عن ظروف إيجاده فيلم “سنأتي” لغوثي بن ددوش، وكان ذلك بالسينماتيك الفرنسية، فورها طالبه الناقد السينمائي أحمد بجاوي، بإيجاد فيلمه "نوبة نساء شنوة"، وهو ما وعد به إيريك قائلا: “أعتقد أنني أعرف مكان حفظ فيلمك. كما يمكنني جلب النسخ الأصلية لفيلم “غطاسو الصحراء” لطاهر حناش؛ أول مخرج سينمائي جزائري".
وفي إجابته عن سؤال "المساء"، قال دوبوا إن السينماتيك الفرنسية لا تقوم بعملية ترميم الأفلام رقميا، بل تستعين بمختصين خارج إطارها. كما إنها تحفظ الأفلام في ظروف جيدة، وتحييها من خلال دورات مخصصة للأفلام وللمخرجين". أما عن كيفية إيجاده الأفلام القديمة، فقال إنه يُفعّل علاقاته خاصة المحيطة بالسينماتيك الفرنسية، مضيفا: “حينما تغلق سينما ما أبوابها بفرنسا، يعرف مخبرها نفس المصير، وهنا إما أن يأخذ المخرجون أفلامهم المحفوظة بالمخبر، وإما تصبح ملكَ من يشتري هذه السينما ومخبرها؛ لهذا فإن مكان الأفلام المحفوظة بفرنسا معلوم".