قسيمي ضيف قسنطينة:

من الحماقة أو الجنون الاستمرار في الكتابة

من الحماقة أو الجنون الاستمرار في الكتابة
الروائي سمير قسيمي
  • القراءات: 795
زبير. ز زبير. ز

ناقش الروائي سمير قسيمي، مؤخرا، بقصر "الباي" في قسنطينة، رفقة قرائه، جملة من القضايا الأدبية، سواء التي تتعلق بروايته الجديدة "الحماقة كما لم يرها أحد"، أو واقع القصة والرواية على الصعيدين الوطني والعربي، ورؤيته للجيل الجديد من الشباب الروائيين، وقضية الهوية الثقافية في ظل التنوع الثقافي الجزائري.

يرى صاحب روايتي "الحالم" و"يوم رائع للموت"، أنه من الحماقة أو الجنون الاستمرار في الكتابة بالجزائر، في ظل الظروف التي يعرفها الكتاب، سواء من خلال عزوف القراء عن القراءة، أو واقع الكتاب أنفسهم وظروف الكتابة، مضيفا أنه اختار خانة الحماقة ليعود إلى الكتابة من جديد، بعدما انقطع عنها لأكثر من 10 سنوات، وقال؛ إنه فضل التوقف عن كتابة الشعر، لأنه لم يجد نفسه فيه، وكان في كل محاولة يرى شاعرا آخر في كتاباته.

سمير قسيمي الذي نزل على قسنطينة بدعوة من نادي "قسنطينة تقرأ"، في إطار اللقاءات الشهرية الموسومة "بلا حواجز"، عبر عن تفاؤله من خلال حيز الحرية التي باتت عليها الجزائر، وقال إنه تناول في روايته أحداثا لها إسقاطات على الواقع المعيش، وعالجها بتهكم وسخرية تدخل ضمن الهزل الأسود، الذي يعالج الواقع المر بسخرية فيها هزل وضحك وخلفيتها مبكية، مستعملا دلالات رمزية، تترك القارئ يسقطها على أي دولة وعلى أي نظام، وفي أي زمان كان، عبر من خلال بطلها جمال حمدي، عن مكنونات في داخل أي واحد منا، وعن تناقضات يحملها البطل في كل شيء في حياته، بداية من اسمه الذي لا يدل على الجمال ولا على الصفات الحميدة، كما تطرق في روايته إلى الحراك، من خلال رمزية تجمع الناس يوم الجمعة أمام إدارة رسمية، وكان يرى أن الحراك في جزء كان عفويا، وفي جزء آخر كان مسيرا.

في حديثه عن الصعيد العربي، خلال النقاش، أكد الروائي أن الرواية العربية أبحر بها المشارقة بعيدا عن هدفها، معتبرا أن الرواية الجزائرية بشكل خاص، أو في المغرب العربي بشكل عام، أفضل بكثير من الرواية المشرقية، رغم حيازتها على الجوائز، بسبب احتكامها إلى قوانين النظريات القديمة في النقد، كما ساهم حيازتها، حسب المتحدث، على هذه الجوائز، ترجمتها إلى لغات أخرى، وفقا للمعايير المعمول بها، وبذلك نقلت واقعا سيئا للغرب عن الرواية العربية، مضيفا أن الكتاب الجزائريين من الجيل الجديد، لهم إمكانيات كبيرة في نقل روايتهم إلى مختلف اللغات، بما أنهم باتوا يتقنون هذه اللغات، وحتى الثقافات التي تتكلم هذه اللغات، وقال إن التنافس بين الرواية المكتوبة باللغة العربية، والأخرى المكتوبة باللغة الفرنسية تعداه الزمن، بعد وقت من المنافسة في ثمانينيات القرن الماضي، وتنوع الثقافة الجزائرية يجب أن يكون في صالح الثقافة، ولا يجب أن يحصر كصراع إيديولوجيات وثقافات.

مضيفا أن الجيل الجديد من الكتاب باللغة العربية، سبقوا نظراءهم من الكتاب باللغة الفرنسية في الوقت الحالي، مضيفا أنه بات يخشى على نفسه وعلى كتاباته، ليس من الكتاب الكبار المشهورين، أصحاب الأسماء البارزة، بقدر ما أصبح يخشى من الكتاب الشباب الصاعدين، الذين وصف كتابات بعضه بالرائعة، واعترف بإبداعهم في هذا المجال. الروائي سمير قسيمي، الذي أكد أن روايته "الحماقة كما لم يرها أحد"، واستهلكت منه 5 سنوات من العمل والبحث والتأمل، وشهرا من التصفيف على الكمبيوتر، ستحول إلى عمل مسرحي، مضيفا أن القارئ سيجد بعض الأمور في هذه الرواية التي جاءت في كتاب من الحجم المتوسط، يضم أكثر من 200 صفحة، صادر عن داري النشر "ضفاف" و"الاختلاف"، لا يمكن أن يتوقعها، وقال إن الكاتب يكون دائما في صراع نفسي وذهني ليكون في مستوى القارئ، معتبرا أن عقدا معنويا يوجد بين الكاتب وقارئه، يقدم فيها الأول كل ما يملك لإرضاء الثاني، الذي يبذل جهدا ومالا لقراءة عمل الأول، وقال إنه يرى قراءه أذكى منه، وهو ما يحفزه دوما لتقديم الأفضل.