لقاءات وطنية لاكتشاف المواهب وتوجيهها

من البكالوريا إلى معاهد الإبداع

من البكالوريا إلى معاهد الإبداع
  • 222
و.أ/ س. عوام/ نور الدين. ع/ د.مالك و.أ/ س. عوام/ نور الدين. ع/ د.مالك

انطلقت عبر جميع ولايات الوطن، أول أمس الأحد، اللقاءات الوطنية للإعلام والتوجيه، لفائدة الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، في مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة والفنون تحت شعار "رؤية وطنية لاكتشاف الكفاءات المحلية: مسارك نحو التميز، من الموهبة إلى الريادة".

تهدف هذه المبادرة، إلى فتح آفاق جديدة أمام الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا، لاكتشاف عالم التكوين العالي في مختلف الفنون، وتوجيههم نحو التخصصات المتاحة في المعاهد والمدارس العليا التابعة للقطاع الثقافي، في إطار سياسة جديدة تراهن على الاستثمار في الإبداع المحلي، كدعامة للهوية الوطنية والتنمية الاقتصادية.

وقد شهدت مختلف دور الثقافة في ولايات الوطن، من تيبازة إلى بسكرة، ومن الجلفة إلى عنابة، أجواء حيوية ومشاركة واسعة منذ الساعات الأولى من انطلاق اللقاءات، حيث تم استقبال التلاميذ الجدد بحفاوة، وتقديم شروحات دقيقة من طرف فرق متخصصة في التوجيه، حول نظام التكوين والتخصصات المتوفرة في ميادين السينما، الموسيقى، المسرح، الفنون التشكيلية، وصيانة وترميم التراث.

ويتعلق الأمر بخمس مؤسسات مرجعية تحت وصاية وزارة الثقافة، هي المعهد الوطني العالي للسينما، المعهد العالي لمهن فنون العرض، المعهد الوطني العالي للموسيقى، المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، والمدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها.

في ولاية الجلفة، نظمت مديرية الثقافة والفنون لقاءً توجيهيًا، احتضنته دار الثقافة "ابن رشد"، وجمع الطلبة المتفوقين في البكالوريا، بعدد من مسؤولي الملاحق التكوينية التابعة لقطاع الثقافة. وقد أجمع المتدخلون على أهمية التكوين الأكاديمي في المجالات الفنية، مؤكدين أنه لم يعد ترفا، بل حاجة وطنية لبناء صناعة ثقافية حقيقية.

في كلمة له، أوضح مدير الثقافة بالنيابة، أسامة زفزاف، أن التوجه نحو المسارات الفنية، يجب أن يرتكز على ثلاثة محاور أساسية هي؛ الموهبة، المقدرة واغتنام الفرصة، مشيرا إلى أن هذا النوع من اللقاءات، يمنح الطلبة فرصة نادرة للاحتكاك المباشر مع معاهد متخصصة، قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين.

أما في تيبازة، فقد نظمت دار الثقافة "أحمد عروة" بالقليعة، لقاءً وطنيًا للإعلام والتوجيه، استهدف التعريف بالمعاهد العليا للفنون والتراث المتواجدة بالولاية، من بينها المدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية، وملحقة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة، إضافة إلى المعهد الوطني العالي للسينما، الذي افتتح أبوابه حديثا في أكتوبر 2024.

وأكدت مديرة المؤسسة، هبة الله جوادي، أن هذا النشاط يندرج في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز جاذبية مؤسساتها التكوينية، مبرزةً أنه، تم إعداد دليل شامل يضم كافة المعلومات الضرورية، لتوجيه الطلبة الراغبين في الالتحاق بهذه التخصصات. كما تم إشراك الجمعيات والنوادي الثقافية، لضمان مشاركة واسعة واستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب المهتمين.

في الجهة الشرقية، احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" بولاية عنابة، لقاءً محليًا يهدف إلى تعريف التلاميذ بالمعاهد والمدارس العليا للفنون والثقافة، مع تقديم شرح مفصل حول شروط التسجيل، وآفاق المهن الثقافية.

جاء اللقاء ليعكس حرص مديرية الثقافة لولاية عنابة، بالتنسيق مع خلية الإعلام والاتصال، على دعم الإبداع المحلي وتحفيز التلاميذ لاختيار مسارات مهنية قائمة على الموهبة، باعتبارها رافدا أساسيا للحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق نهضة ثقافية ومعرفية شاملة.

وشكل الحدث، مناسبة هامة لعرض نظام التكوين وفتح باب النقاش مع الطلبة، ما مكنهم من استكشاف خيارات تعليمية بديلة ومُحفزة، قد لا تكون ضمن أولوياتهم قبل هذه اللقاءات.

في الجنوب الشرقي، نظمت مديرية الثقافة والفنون لولاية بسكرة، لقاءً توجيهيًا بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو"، خصص لتعريف الناجحين الجدد في البكالوريا بتخصصات المعاهد العليا للفنون. وأكد مدير الثقافة، رضا غرسي، أن هذا اللقاء يُعد خطوة مهمة، خاصة بالنسبة للطلبة من المناطق الداخلية، الذين غالبًا ما تكون معرفتهم بمثل هذه المؤسسات محدودة.

وأشار إلى أن اللقاء سيمتد على مدار أسبوع كامل، يتم خلاله تزويد التلاميذ بكل ما يحتاجونه من معلومات حول فرص الالتحاق بالمعاهد، مبرزًا أن قطاع الثقافة ببسكرة يبقى منفتحا ومستعدا لمرافقة هؤلاء الشباب. كما دعا عدد من الفاعلين في الساحة الفنية، إلى ضرورة فتح قسم للفنون بجامعة "محمد خيضر"، تعزيزا للمسارات الإبداعية في الولاية.