الكاتب والشاعر لمين مساسط لـ “المساء”:

ممارسة الشعر أمر ضروري في حياتنا

ممارسة الشعر أمر ضروري في حياتنا
  • القراءات: 591
لطيفة داريب لطيفة داريب

لمين مساسط كاتب وشاعر صدر له عملان، الأول جاء تحت عنوان “عندما يتساءل النرد”، وهو عبارة عن مجموعة رسائل أدبية. والثاني عبارة عن ديوان شعري  بعنوان “فاكهة القلق”.. “المساء” اتصلت بالكاتب الشاب لمين، وأجرت معه هذا الحوار.

❊ حدثنا عن عملك الأول “عندما يتساءل النرد”.

❊❊ كتاب “عندما يتساءل النرد” عبارة عن مجموعة رسائل أدبية، بطلتها امرأة اسمها سامية. وجاءت من تراكمات المشاعر النابعة من رحم الواقع والمعاناة، حيث أخذت المسافة الحيز الكبير فيه، لأنها السبب في اللوعة والاشتياق، دائما ما تكون هي العائق الوحيد في نظري. الحب هو مادة نتعاطاها يوميا، ولا نستطيع الاستمرار في هذه الحياة من دونها، حيث تساءلت فيه عن الدروب التي توصلني إلى بر السعادة لكن بدون فائدة، هذا ما تناوله الكتاب باختصار شديد، علما أن الكتاب يضم ثلاثا وثلاثين رسالة أدبية.

❊ لماذا كتبت في أدب الرسائل تحديدا؟

❊❊ أعتقد أن الرسائل هي الوسيلة التي نعبر بها عن مشاعرنا الحقيقية تجاه أي شخص. الرسائل هي المعبر الذي يقود علاقتك إلى الطرف الآخر. الرسائل مثل الأدوية تماما التي نستعملها من أجل تخفيف الألم الشديد، وهي وسيلة للتعبير عما لا يراه الآخر من مشاعر، تقودنا في نهاية المطاف إليه، لهذا تبنيتها في التعبير عن مكنوناتي.

ماذا عن كتابك الثاني الذي جاء في جنس أدبي مغاير؟

❊❊ نعم، كتابي الثاني “فاكهة القلق” هو عبارة عن ديوان شعري للقصيدة العمودية. تناولت فيه عدة قضايا مثل معاناة الشباب، والقضية الفلسطينية، والمرأة التي أعتبرها مركز الكون، والركيزة الأساس في الأسرة، وكذا عن بعض التراكمات الناتجة عن تصادمي مع الواقع والمجتمع. ومعظم قصائدي مصدرها المجتمع والبيئة اللذين أعيش فيهما. ويضم ستين قصيدة من الحجم الصغير. وهذه بعض العناوين التي جاءت فيه “كفن شاعر”، و"القدس إرث ومفخرة”، و"نزيف القدس”، و"لعنة التحرر”، و"متى تأتي معذبتي؟” و”أنثى من الثلج”.

❊ هل من أعمال أخرى لم تعرف النور بعد؟

❊❊ نعم، هناك العديد من الأعمال الأخرى التي كتبتها ولم أنشرها بعد بسبب الظروف، وركود الوضع الثقافي وخاصة الشعري في الجزائر.

وفي هذا السياق، لدي عمل يضم محاولات كثيرة في قصيدة الهايكو اليابانية، وديوان لقصيدة النثر، ومجموعة من القصص القصيرة جدا.

❊ عاد الشعر بقوة في الجزائر، هل تؤمن بحاجتنا الملحة إليه؟

❊❊ نعم، الشعر له مكانته وجمهوره المخلص. ومن المستحيل أن يسقط. الشعر ضروري جدا في الحياة إذا استطعنا أن نعيش بدون ماء أو أكسجين، فحينها يمكننا الاستغناء عن الشعر للأبد.

الشعر هو طريقة أخرى نتنفس بها، ونعبر بها عن مشاعرنا المضطربة، لهذا ممارسة الشعر أمر ضروري في حياتنا، خاصة عندما تكون تلك القصائد فخمة من حيث الموضوع، والفكرة، والبلاغة التي تحتويها. في تلك اللحظة يتحول النص الشعري إلى تحفة فنية لا يمكن التفكير في الاستغناء عنها مطلقا.

❊ومع ذلك يواجه الشعراء صعوبات في نشر دواوينهم؟

❊❊ نشر الشعر صعب بعض الشيء. والسبب هو المتلقي الذي يكاد ينعدم، فهذا هو العائق الكبير. نحن نعيش داخل شريحة من المجتمع لا تقرأ ولا تطالع، وهذا يسبب إحباطا للكاتب ودار النشر، وذاك ما أسميه بالأزمة الثقافية. قليل من يقرأ الكتب لكنه يفضل الرواية، لأن مجال الشعر أصبح صعبا للغاية.

❊ هل تؤمن بضرورة غربلة الكتب على مستوى دور النشر، أم أن الحكم عليها يعود للجمهور فقط؟

❊❊ غربلة الكتب موضوع لا يمكن الإجابة عنه ببساطة، لأنه يحتاج إلى محاضرة كبيرة ودراسات، لكن سأكتفي بهذه الإجابة. غربلة الكتب مسؤولية الجميع (الكاتب ودار النشر والقارئ). الجميع مطالبون برفع التحدي إلى القمة، وهذا ما أسعى إليه في أعمالي القادمة.

❊ هل شاركت في مسابقات أدبية؟

❊❊ إلى حد الساعة لم أشارك بعدُ، لكن في المستقبل سأفعل إن شاء الله، إذ في المسابقات يكتشف الشاعر مستواه الحقيقي.

❊تزايد عدد النشاطات الثقافية بالأخص المنظمة من طرف المجتمع المدني، ما تقييمك للساحة الثقافية في الجزائر؟

❊❊ عندما يقوم المجتمع المدني بتنظيم النشاطات الثقافية بدل الأطراف المعنية بالأمر، نصطدم بالحقيقة التي يخشى الجميع من التحدث عنها. وهنا نتساءل عن دور وزارة الثقافة والفنون. أعتقد أن هذا يوضح لك الكولسة الحقيقية وما تخفيه. وعلى هذا الأساس يمكن استنتاج كل شيء. الساحة الثقافية تشهد ركودا خطيرا، حتى وإن وجدت فإنها تظهر فجأة وتختفي فجأة، وهذا يسيء للكاتب الجزائري. لا بد لوزارة الثقافة أن تدرس هذا الموضوع جيدا، وتنظم مسابقات ولائية لتنتج طبقة من الشعراء والكتاب والمفكرين. نحن في أمس الحاجة إلى مجتمع يقرأ، إلى مجتمع مثقف ومنفتح، ولا يأتي هذا إلا بالتخطيط والعمل الجاد، والاستمرارية التي نفتقدها كثيرا، وخاصة في المناطق النائية المعزولة.