طباعة هذه الصفحة

تلمسان

ملتقى وطني حول الضريح

ملتقى وطني حول الضريح
  • القراءات: 1406
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

ينظم المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، رفقة مخبر الدراسات الأنثربولوجية والتراثية بتلمسان، ملتقى وطنيا بعنوان الضريح، واقع وتاريخ في 13 و14 نوفمبر المقبل.

جاء في ديباجة الملتقى، أن الفضاء والمكان والمجال، مصطلحات كثيرا ما نستعملها في مجالات معرفية مختلفة، يأتي في مقدمتها، المجال الديني، فتقديس المكان يأتي من خلال الرؤية الدينية للعلاقة الموجودة بين الإنسان والعالم والكون، هذه الرؤية قد تتسع أو تضيق حسب المقام والحال الذي يوجد عليه الإنسان.

كما أن قداسة المكان تحمل بين طياتها طبيعة روحانية، قد تشمل الكرة الأرضية كلها، لقوله صلى الله عليه وسلم وجعلت لي الأرض مسجدا”. بالتالي إن هذا التلازم بين المكان المقدس والإنسان، يكتسي طابع الديمومة والبقاء والاستمرارية، ويبدأ في الحياة ويستمر إلى ما بعد الممات، كما  يتجلى هذا التصور في الاعتقاد بالمزارات والمقامات والأضرحة.

الضريح بوصفه مكانا مقدسا، هو شكل وجوهر، أي هو بناية تمارس حولها طقوس ومعتقدات كثيرة، لأنه يمثل الملموس والمجسد، حسبما ذهب إليه جاك بيرك، فالولي بعد وفاته يصبح مالك الضريح، بالتالي مالك للبركة، فهو تقرب من الحضرة الإلهية، فمكان الضريح على علاقة مستمرة مع السماء، ومن هنا جاء الاعتقاد بأن الضريح يملك الوساطة والشفاعة في قضاء حوائج الاتباع والخدم والزائرين، لأن ذلك المكان يملك بابا مفتوحا نحو السماء لتقبل دعائهم.

مثل هذه الأمكنة يمكن تمثلها في الضريح الذي يظل معناه حاضرا، وعلى الدوام في الذاكرة، وهو يلتصق بنا بشكل حميمي يدعونا إلى الاعتقاد بأن هذا المكان لن يفقد معناه أبدا.

لهذا قد يدعو إلى الحذر وقراءة لهذه الأمكنة، كمنظومة رموز يحتفي بها الناس على أساس آخر، غير الأساس الذي من أجله بنيت، فالضريح كمكان مقدس كما يصوره المخيال الشعبي، يقودنا إلى البحث عن ظروف، وكيفية ترسيخ فكرة الضريح بأشكاله وتجلياته في المعتقد الشعبي. كما تتداخل العلاقة بين الضريح والزوايا، فهناك الكثير من الأضرحة نالت شهرتها الواسعة، وعرفها الأتباع من خلال الزوايا ونشاطها.

يلعب المخيال الشعبي أيضا دورا بارزا في إنتاج أولياء جدد، من خلال تدعيم الممارسات الشعبية المرتبطة بتكريم ذكراهم، وهو ما يساهم في ترسيخ دور الضريح في المخيال الشعبي. إن ظاهرة إقبال بعض الأفراد على الأضرحة قصد الزيارة أو التبرك، ما زالت حاضرة بشكل واضح في وقتنا الحاضر، زيادة على المظاهرة الاحتفالية الموسمية التي تقام تكريما للأولياء، وعليه فإنه سيتم في هذا الملتقى، الحديث عن مكانة ودور الضريح في الحياة الثقافية والاجتماعية في المجتمع الجزائري، والبحث عن أسباب ودوافع ظاهرة الاهتمام بالضريح بصفة خاصة، من خلال طرح التساؤلات التالية:

ما هي تصورات وتمثلات الولي في المخيال الشعبي؟ ما هي الطقوس والمعتقدات التي تقام في هذا الفضاء من الزيارات والاحتفالات الشعبية المكرمة للأولياء، وما هي الحكايات والأساطير المنسوجة حولها؟

أما عن أهداف الملتقى فهي: دور الضريح في التدين الشعبي. استخلاص الرموز والمعاني المتداولة. توسع مجال اهتمام البحث الأنثربولوجي في المواضيع ذات الصلة بالأصالة والتراث الشعبي. تثمين الآثار التاريخية والدينية للمجتمع الجزائري.

تم تحديد المحاور الأساسية للملتقى وهي: الضريح (مفاهيم ونظريات). الضريح، (تاريخ وأصناف). الضريح (معنى ورمز). الاحتفاليات وعلاقتها بالأضرحة. الضريح (طقوس ومعتقدات). الطقوس العلاجية والضريح. الطقوس الجنائزية والضريح. الضريح بين الحكاية والأسطورة. المرأة والضريح. علاقة الضريح بالزاوية. الضريح في المخيال الشعبي. والسياحة الدينية، التجوال بين الأضرحة.