في جامعة ”20 أوت 1955” بسكيكدة

ملتقى دولي حول”وسائل الإعلام وقضايا الساعة”

ملتقى دولي  حول”وسائل الإعلام وقضايا الساعة”
في جامعة ”20 أوت 1955” بسكيكدة
  • القراءات: 1376
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

ينظم قسم الإعلام والاتصال لكلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية بجامعة ”20 أوت 1955” في سكيكدة، الملتقى الدولي الأول بعنوان وسائل الإعلام وقضايا الساعة، يومي 27 و28 نوفمبر الجاري، برئاسة الدكتور جمال بن زروق.

جاء في ديباجة الملتقى، أنه لا تخلو اليوم أية ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلا ولعبت فيها وسائل الإعلام دورا يكاد يكون الأهم بالنسبة لما تحتويه هذه الظاهرة من معنى في المجتمعات المختلفة. فعلى الصعيد السياسي، تتشكل وسائل الإعلام، أحد روافد تشكيل الرأي العام وبلورته، من خلال تزويد الجماهير بمختلف المعلومات والآراء حول القضايا المعاشة، كما يُعول على وسائل الإعلام في نشر قيم الديمقراطية في المجتمعات،  من خلال فتح المجال للتعبير عن آراء مختلف الأطياف السياسية المشكلة للمجتمع، وتعزيز قيم المشاركة السياسية. جاء في الديباجة أيضا، أنه لطالما كان لوسائل الإعلام دور فاعل في تشكيل سياق الإصلاح السياسي في المجتمعات المختلفة، حيث تعكس طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع، وبين النخبة والجماهير، ويتوقف إسهام ودور وسائل الإعلام في عملية الإصلاح السياسي والديمقراطي على شكل ووظيفة تلك الوسائل في المجتمع، وحجم الحريات وتعدد الآراء والاتجاهات داخل هذه المؤسسات، بجانب طبيعة العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية المتأصلة في المجتمع، فطبيعة ودور وسائل الإعلام في تدعيم الديمقراطية وصنع القرار السياسي، يرتبط بفلسفة النظام السياسي الذي تعمل في ظله، ودرجة الحرية التي تتمتع بها داخل البناء الاجتماعي.

كما تأتي وسائل الإعلام في المجتمع الحديث لتقوم بدور بارز في عملية التنشئة الاجتماعية، ويزداد هذا الدور أهمية وتأثيرا بانتشار هذه الوسائل وتكورها التقني واختراقها مختلف مناحي الحياة، من خلال غرس القيم الاجتماعية وتحديد المعايير الثقافية، والتصدي للمشكلات والآفات الاجتماعية. كما أن اصطباغ نشاط وسائل الإعلام بصيغة صناعية متزايدة، رافقه تطور تكنولوجي عارم واتساع في رقعة السوق وانفتاحها، مما زاد من تعقدها وحركيتها على المستوى العالمي، وهو ما فرض إعادة النظر في النظام الاقتصادي لوسائل الإعلام في اتجاه مزيد من التنوع وتحرير المؤسسات العمومية والخاصة، من أجل تمكينها من تلبية الطلب والتصدي لمتطلبات التطور الذي فرضته تكنولوجيات الاتصالات الحديثة.

على الصعيد الثقافي، تمثل وسائل الإعلام أدوات ثقافية تساعد على دعم المواقف أو التأثير فيها، وتوحيد مناهج السلوك وتحقيق التكامل الاجتماعي. كما تلعب هذه الوسائل دورا رئيسيا في تطبيق السياسات الثقافية وإقرار الديمقراطية في هذا المجال، وهي إضافة إلى ذلك تشكل بالنسبة للملايين من البشر، الوسيلة الأساسية في الحصول على الثقافة بجميع أشكال التعبير الخلاق. ومن جهة أخرى، لوسائل الإعلام دور في إشاعة قيم التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة ونبذ أشكال التميز العرقي والتعصب الديني، من خلال إرساء الحوار والتلاقح بين الحضارات والأديان، مؤسسة بذلك مجتمعا عالميا قائما على التنوع الثقافي والحضاري.

لم تكن وسائل الإعلام بمنأى عن التطورات المتسارعة التي أحدثتها التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال، حيث استفادت من مختلف المزايا التي وفرتها، مواكبة بذلك التطور الذي اقتضته العولمة الإعلامية، في المقابل وجدت مختلف وسائل الإعلام نفسها أمام رهانات جديدة تتعلق أساسا بمدى التكامل والتناقض بين ما هو تقليدي وما هو جديد، بعد أن غيرت ثورة المعلومات بعض الممارسات الإعلامية وطرحت إشكالات حول الدور الجديد لوسائل الإعلام، في إطار ما سمي بالإعلام الجديد، وما استتبعته من مفاهيم شكلت في مجملها السمات الأساسية لمجتمع المعرفة الذي نعيشه اليوم.

في المقابل، تم تحديد أهداف الملتقى على النحو التالي؛ الوقوف على مختلف القضايا الراهنة التي تهتم بمعالجتها وسائل الإعلام، التعرف على مساهمة وسائل الإعلام في تطور القضايا المطروحة على مختلف الأصعدة، والتعرف على العلاقة بين الخط السياسي والإيديولوجي لوسائل الإعلام، وترتيب معالجة القضايا الراهنة.

أما محاور الملتقى؛ فهي وسائل الإعلام والقضايا السياسية والأمنية (الحراك السياسي والتحول الديمقراطي، القيم الديمقراطية، التنشئة السياسية، صناعة الرأي العام، النظام الإعلامي الجديد، تعزيز حقوق الإنسان، المواطنة العالمية والإرهاب الدولي)، ووسائل الإعلام والقضايا الاجتماعية (التنشئة الاجتماعية، المعالجة الإعلامية للمشكلات الاجتماعية، وسائل الإعلام وقضايا الطفل ووسائل الإعلام وقضايا المرأة).

تضم أيضا محور وسائل الإعلام والقضايا الثقافية (التنوع الثقافي في وسائل الإعلام، الثقافة الجماهيرية، الأمن الثقافي، الغزو الثقافي، الهوية الثقافية، ومخاطر العولمة الثقافية)، ووسائل الإعلام والقضايا الدينية (مواجهة الفكر المتطرف ونشر الفكر المعتدل، التميز العرقي والتمييز العنصري، الإسلاموفوبيا وصورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام)، ووسائل الإعلام والقضايا الاقتصادية (صناعة الإعلام والاستثمارات الإعلامية، التنمية المستدامة، المعالجة الإعلامية للأزمات الاقتصادية، وترشيد المستهلك).