يحتضنه "الكراسك" بوهران

ملتقى دولي حول الاحتلال الفرنسي للجزائر وموقف الدولة العثمانية

ملتقى دولي حول الاحتلال الفرنسي للجزائر وموقف الدولة العثمانية
  • 1196
لطيفة داريب لطيفة داريب

يحتضن المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران (كراسك)، الملتقى الدولي الخامس الجزائري التركي والموسوم بـ: "الاحتلال الفرنسي للجزائر وموقف الدولة العثمانية من خلال وثائق الأرشيف 1830 - 1962"، وهذا أيام 23 و24 و25 أكتوبر المقبل. 

جاء في إشكالية الملتقى الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالإضافة إلى كل من الأرشيف الوطني الجزائري، ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ومخبر الدراسات في الموروث العثماني بالجزائر، وجامعة الجزائر 2 بمشاركة جامعة إسطنبول ورئاسة أرشيف الدولة التركية، والمؤسسة التاريخية التركية، والمعهد الثقافي يونس أمرى ووكالة التعاون التركية بالجزائر، أن من أهم الإشكاليات التاريخية التي ماتزال تُطرح على مستوى الباحثين في الدراسات التاريخية والسياسية وبين المثقفين عموما، قضية موقف الدولة العثمانية من الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830، وموضوع العلاقات بين السلطنة العثمانية وزعماء المقاومة الوطنية الشعبية، إلى غاية الحرب العالمية الأولى 1918.

وعلى ضوء وثائق الأرشيف العثماني والوطني، يسعى الملتقى للتعرف على مختلف مواقف حكومات الجمهورية التركية من الاستعمار الفرنسي بالجزائر، ومن الثورة التحريرية إلى غاية الاستقلال في سنة 1962، وتتبّعها. هذه المحطات التاريخية الهامة في تاريخ العلاقات بين الدولتين في الفترة المعاصرة والتي مازالت غامضة أو مسكوت عنها عن قصد أو عن غير قصد، تركت للعديد من الأقلام غير المختصة، مجالا للتأويلات والأحكام غير الموضوعية، وعليه تكمن أهمية هذا الموضوع في دعوة الباحثين المتخصصين  في التاريخ والعلاقات الدولية، للمساهمة في مشروع إعادة كتابة التاريخ والذاكرة الوطنية على ضوء وثائق الأرشيف الوطني أو الأجنبي على حد سواء، مما يسمح بتوضيح الرؤى، وتحكيم التحليل التاريخي، والمنهجية الموضوعية في مثل هكذا مواضيع حساسة، يُنتظر منها الكشف عن الحقائق التاريخية حول فترة حاسمة من التاريخ الوطني، وتاريخ العلاقات التاريخية بين الجزائر وتركيا في الفترة المعاصرة.

وجاء في البيان أن الدولة العثمانية قامت بجهود دبلوماسية منذ الوهلة الأولى من الاحتلال الفرنسي لاسترداد الجزائر الحضيرة العثمانية، أو من خلال تلك المحاولات لدعم زعماء المقاومة الشعبية عبر المراسلات، أو من خلال البحث عن وساطة الدول الأوربية الأخرى. لكن كل تلك المساعي بقيت بدون جدوى أمام وحشية الاستعمار الفرنسي من جهة، والوضعية الدولية للدولة العثمانية في تلك الفترة.

كذلك يحاول منظمو الملتقى معرفة موقف الأهالي من خلال وضعية ودور فئة الحضر أثناء وعقب الاحتلال، وتتبّع مراحل تنظيم المقاومة الشعبية وممثليها على مستوى التراب الوطني هذا من جهة. ومن جهة أخرى تسليط الضوء على أهمية مقاومة الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي؛ بحكم أهمية العلاقات والمراسلات التي ربطتهما مع الباب العالي والسلطنة العثمانية، مرورا بالعديد من المحطات والفترات التاريخية المهمة.

أما عن محاور الملتقى فهي: نهاية الحكم العثماني بالجزائر ومصير الداي حسين، وكذا موقف الأهالي خلال فترة الاحتلال الفرنسي، بالإضافة إلى  صدى الحركة الإسلامية الحميدية على زعماء الطرق الصوفية والمقاومة بالجزائر، وموقف الدولة العثمانية من القضية الجزائرية خلال الاحتلال الفرنسي.

وسيتناول المحاضرون أيضا محاور أخرى، وهي: صدى الثورة الجزائرية في الصحافة التركية، وعلاقة الدولة العثمانية مع زعماء المقاومة الشعبية (الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي)، وموقف الحكومة التركية من قضية تقرير مصير الشعب الجزائري، والقصبة ووضعية العمارة بالجزائر تحت ظل الإدارة الاستعمارية الفرنسية، والمساعدات العسكرية التركية خلال الثورة التحريرية، والهجرات الجزائرية نحو بلاد الشام والأناضول (1830- 1919)، وحوصلة وتقييم للعلاقات الجزائرية التركية بين الفترة العثمانية والفترة المعاصرة.

وبالمقابل، تم تحديد أهداف الملتقى بالشكل التالي: توضيح الرؤى بين المتفقين والعامة حول طبيعة العلاقات بين الدولتين والتعيين خلال الفترة الأخيرة من الحكم العثماني بالجزائر، وفي فترة الاحتلال والاستعمار الفرنسي، وكذا إعادة قراءة وكتابة تاريخ العلاقات بين الدولتين في هذه الفترة الحاسمة؛ بهدف الكتابة والتثمين للذاكرة التاريخية الوطنية، بالإضافة إلى التقصي عن موقع ووزن القضية والمقاومة الجزائرية؛ من خلال دور الصحف العثمانية والتركية والكتابات التاريخية والأدبية التركية في تلك الفترة التاريخية.

وجاء في قائمة أهداف الملتقى أيضا: التقصي والتعريف بأهم الأرصدة ووثائق الأرشيف التركية والوطنية والأجنبية، حول موضوع العلاقات الجزائرية التركية في القرنين 19 و20، علاوة على فتح المجال أمام الباحثين والمؤرخين الجزائريين والأتراك؛ للدراسة والتحليل لإحدى أهم المراحل التاريخية غير المعروفة من العلاقات الجزائرية العثمانية أثناء الاحتلال الفرنسي والثورة التحريرية الوطنية، وتسليط الضوء والتحليل التاريخي البنّاء حول مواقف حكومات الجمهورية التركية من مرحل الثورة الوطنية، بالإضافة إلى فتح المجال بين الباحثين والمؤرخين لكلا البلدين؛ لتبادل الآراء، وتشجيع التواصل في التعاون العلمي والبحث والنشر المشترك حول هذه الفترة.