الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة

ملتقى حول القرائية بين الوسائط التقليدية والحديثة

ملتقى حول القرائية بين الوسائط التقليدية والحديثة
  • القراءات: 1833
نوال جاوت نوال جاوت

تنظّم الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، الملتقى الوطني الثاني حول "القرائية بين الوسائط التقليدية والحديثة، إرساء نظري وآفاق مستقبلية" يومي 13-14 ماي المقبل بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، ضمن مساعي تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها إشكالية القراءة من الكتاب الورقي والرقمي في عصر تزايدت فيه تكنولوجيا المعلومات انتشارا واستخداما بين أوساط المجتمع بالإضافة إلى الانعكاسات الايجابية والسلبية لهذه التكنولوجيات على علاقة الأطفال والشباب بالقراءة والكتاب.

السؤال الجوهري للملتقى يدور حول ماهية واقع القرائية في ظلّ الانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات واستخدام الكتاب بشكله الرقمي؟، وهل التغيّر الحاصل في عادات القراءة من كلا النوعين طبيعي؟، وما هي الإستراتيجية المستقبلية التي يمكن اعتمادها في الجزائر لقراءة الكتاب الرقمي إلى جانب الكتاب الورقي، والتي تسمح بترشيد تبني واستخدام تكنولوجيا المعلومات بالشكل الذي من شأنه أن يساعد على حسن توظيفها لتصبح عاملا فاعلا؟.

ويهدف الملتقى إلى التعرّف على المقاربات النظرية التي تؤسّس لمفهوم القراءة (المطالعة) كسلوك حضاري والوعي بمختلف أنواعها وأساليبها التقليدية والرقمية بمزاياها وعيوبها، تمكين الباحثين والأكاديميين والمهنيين من مختلف التخصّصات بعرض أبحاثهم وتجاربهم حول موضوع القراءة (المطالعة) وتطوّر سلوك الأطفال والناشئة اتجاهه، فضلا عن إدراك التحوّل الكبير الذي طرأ على ظاهرة القراءة لدى الشباب والأطفال مع الانتشار المتزايد والمتسارع لتكنولوجيا المعلومات بمختلف أنواعها وأشكالها وكذا محاولة الإجابة على التساؤلات التي يتناولها الملتقى.

وقسّم الملتقى إلى خمسة محاور هي "القرائية عند الطفل في ظل الوسائط التكنولوجية الحديثة"، "غرس ثقافة القراءة، المؤسّسات والآليات"، "الكتاب الورقي والكتاب الرقمي، تكامل أم تصادم"، "تجارب وطنية وعالمية ناجحة في غرس ثقافة القراءة، عرض، تحليل ونقد" و«تسويق الكتاب الورقي والالكتروني في الجزائر، النصوص التشريعية، المؤسسات الفاعلة، والمردود المالي".

وانطلق المنظمون من فكرة أنّ القراءة هي الوسيلة الأساسية للاتصال بين الأفراد والمجتمعات، فهي أداة للعلم ووسيلة لكسب المعرفة والتثقيف الذاتي والقضاء على الجهل والتعلّم مدى الحياة، فهي وسيلة المجتمع للربط بين أفراده، وأسلوب البشرية للتعارف بين شعوبها مهما تفرّقت أوطانهم، وبين أجيالها مهما تباعدت أزمانهم، وتحتل القراءة أو المطالعة أهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمع بصفة عامة وحياة الطفل على وجه الخصوص".

وأضافوا أنّ التشجيع على القراءة، يعتبر اليوم، من الأمور التي يصعب على الأهل إقناع أبنائهم القيام بها، فالنشاطات المتاحة للأطفال والمراهقين اليوم، والتي تتضمّن عناصر جذب ممتعة، كثيرة، كألعاب الكمبيوتر، ومراكز الترفيه المخصّصة له، أفقدت الكتاب أهميّته، مؤكّدين أنّ الأهل لا يجدر بهم الاستسلام لهذه الصعوبة، والقول إنّ الكتاب فقد قيمته، بل في إمكانهم توطيد علاقة أبنائهم بالكتاب وتعزيزها، بعدم جعل الكتاب مرتبطًا بمفهوم الدرس والمدرسة، بل يمكنهم أن يجعلوا المطالعة نشاطًا من ضمن نشاطات العطل وأوقات الراحة، كونها غذاء للروح ومتعة للعقل وإحدى وسائل الترفيه والمتعة لديه؛ كما تعتبر أيضا وسيلة للتزوّد بالمعلومات واكتساب المعرفة بما يناسب الطفل على تطوير وتنمية قدراته اللغوية والذهنية وتوسعة خياله وتطوير قدراته الفنية والجمالية آفاقا جديدة بإكسابه القدرة على الاتصال الجيد بمحيطه محققا بذلك توافقا شخصيا واجتماعيا.

ولكن –يتأسّف القائمون على الملتقى- حتى عالم المطالعة اجتاحته هو الآخر التكنولوجيا، فصار معظم الراشدين يتصفّحون مجلاتهم وجرائدهم وكتبهم المفضّلة على شبكة الانترنت، فكيف يمكن إقناع مراهق أو طفل بقراءة كتاب لم يسلم هو أيضًا من التكنولوجيا وصار يوجد ما يعرف بـ«إي بوك" بموازاة نشر الكتب الورقية.

وذهب بعض الأكاديميين إلى أن للتغيير المتسارع في بيئة الأطفال أثره على تعلّمهم القراءة والكتابة، كما يرون أنّ عصر الحاسوب والانترنت قد سبق بمراحل كبيرة أدوات التعليم والقراءة التي بقيت تتّسم بالتقليدية، أضف إلى ذلك أنّ إقبال الأطفال على استخدام الانترنت يتميّز بمرونة وحماس أكثر منه لدى الكبار كونها أداة تعليمية محفّزة ومسلية ترضي فضولهم وتسمح لهم بالتواصل مع الآخرين، فككلّ الصناعات التكنولوجية، بدأ الكتاب الإلكتروني منتجًا موجّهًا إلى الراشدين، ثمّ تحوّل المراهقون والأطفال فيما بعد هدفًا لها. ووفق دراسة علمية، فإن نسبة الأطفال الذين يطالعون الكتب الإلكترونية تضاعفت منذ عام 2010 حوالي 46 %، وأصبح إصدار الكتب الإلكترونية الخاصة بالأطفال والمراهقين أكثر القطاعات نموًا عام 2011 وفقًا للجمعية الأميركية للناشرين ومجموعة صناعة الكتب في الولايات المتحدة الأميركية.