تنظمه جامعة الجيلالي ليابس بسيدي بلعباس

ملتقى حول البعد الاقتصادي في فكر مالك بن نبي

ملتقى حول البعد الاقتصادي في فكر مالك بن نبي
  • 314
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم مخبر الدراسات المالية والمحاسبة لكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة الجيلالي ليابس بالتعاون مع الكشافة الاسلامية الجزائرية-محافظة سيدي بلعباس، ملتقى وطنيا موسوما ب: "البعد الاقتصادي في الفكر الحضاري لمالك بن نبي" يوميّ 25و26جوان المقبل.

يأتي هذا الملتقى حسب ديباجته لدراسة وتحليل الفكر الاقتصادي للمفكر الجزائري مالك بن نبي (1905 - 1973)، الذي قدم رؤى فريدة حول مشكلات التنمية في العالم الإسلامي مع التركيز على دور الحضارة والقيم في بناء الاقتصاد.

أما عن أهدافه، فتتمثل في محاولة تحليل الفكر الاقتصادي عند مالك بن نبي، واستخلاص حلول لمشكلات التنمية في ضوء نظريته "القابلية للاستعمار"، بالإضافة الى ربط الفكر الاقتصادي لابن نبي بالتحديات المعاصرة. في حين سيتم تناول عدة محاور في هذه الفعالية وهي: الأسس الفكرية للاقتصاد عند مالك بن نبي حيث سيتم دراسة مفهوم "القابلية للاستعمار وتأثيره على التخلف الاقتصادي، وكذا دور الثقافة والدين في التنمية. بينما سيتم خلال المحور الثاني اجراء  مقارنات مع النظريات الاقتصادية الحديثة عبر الموازنة بين فكر ابن نبي والمدارس الغربية ( كالكلاسيكية والتنموية)، في حين سيتطرق المشاركون في المحور الثالث للملتقى الى سبل الاستفادة من أفكار بن نبي  في مواجهة البطالة، الفقر، والتبعية الاقتصادية.

للإشارة، سيهتم المشاركون في الملتقى أيضا بإبراز الفکر الاقتصادي الأصيل لمالك بن نبي الذي يعد من أبرز المفكرين الذين قدموا رؤية نقدية للاقتصاد في العالم الإسلامي، تربط بين البعد الحضاري والتنمية الاقتصادية.

كما يسلط الملتقى الضوء على أفكار بن نبي غير التقليدية، مثل القابلية للاستعمار" و"دور الأفكار في بناء الاقتصاد، والتي تعتبر إضافة نوعية للنقاش الاقتصادي المعاصر. بالإضافة الى الحاجة في تشخيص مشكلات التنمية، حيث يناقش الملتقى أسباب التخلف الاقتصادي في المجتمعات الإسلامية من منظور بن نبي الذي يربطها بغياب المنهج الحضاري وضعف الإرادة الفاعلة. وكذا تقديمه لحلول  عملية مستمدة من فكره، مثل ضرورة إنتاج الأفكار قبل إنتاج السلع وتحرير العقل المسلم من التبعية الفكرية.

يهتم الملتقى أيضا بمواكبة التحديات المعاصرة من خلال اعادة قراءة أفكار بن نبي في ضوء الأزمات الاقتصادية الراهنة (مثل البطالة، التضخم التبعية للغرب). إذ يقدم نموذجا تنمويًا بديلا يعتمد على الاستقلال الفكري والاستثمار في الإنسان قبل المادة. علاوة على أن مالك بن نبي يجمع بين عدة تخصصات وهي: الاقتصاد، علم الاجتماع والفلسفة الحضارية، مما يثري النقاش الأكاديمي ويشجع الباحثين على دراسة الاقتصاد من منظور متعدد الأبعاد (ثقافي، تاريخي أخلاقي).

يهدف المنظمون أيضا من خلال هذه الفعالية الى إحياء التراث الفكري الجزائري والعربي، بتعريف الأجيال الجديدة بفكر مالك بن نبي كمفكر تنموي رائد، وابراز  إسهاماته في الحقل الاقتصادي. وتحفيزهم على إعادة قراءة التراث الإسلامي لإيجاد حلول لمشاكل العصر.

بالمقابل، سيحاول المشاركون في الملتقى الاجابة على الاشكالية التالية: "كيف يمكن لفكر مالك بن نبي الاقتصادي أن يُقدم إطارًا نظريا وعمليا لمواجهة تحديات التنمية في العالم الإسلامي المعاصر ؟" وهذا وفق عدة أبعاد وهي: البعد الحضاري، أي الصراع بين الاستلاب الحضاري وبناء اقتصاد مستقل. وكذا البعد التنموي المتمثل في جدلية التنمية المادية مقابل التنمية الفكرية. والبعد النقدي ويُقصد به إعادة تقييم النماذج الاقتصادية السائدة في ضوء رؤية بن نبي.

وسيتم تنظيم الملتقى بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير لجامعة سيدي بلعباس، يوميّ 25و26جوان المقبل، على أن يتم استقبال المداخلات كاملة في 16جوان القادم والرد على المقبولة منها في 23من نفس الشهر.