ينظمه مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بوهران

ملتقى ثنائية الفضاء والخطاب وعلاقتها بالمهاجر

ملتقى ثنائية الفضاء والخطاب وعلاقتها بالمهاجر
  • القراءات: 750
لطيفة داريب لطيفة داريب

ينظم مخبر اللهجات ومعالجة الكلام لكلية الآداب والفنون (جامعة أحمد بن بلة، وهران 1)، مؤتمرا دوليا عن بعد، بعنوان: “الثنائية الفضاء / الخطاب وعلاقتها بالمهاجر: ديناميكيات لغوية بين الثقافات”، يومي 30 و31 أكتوبر المقبل.

ينظم مخبر اللهجات ومعالجة الكلام هذا الملتقى بالتنسيق مع جامعة منيسوتا لتعليم اللغات بتركيا، وجامعة العلوم والتكنولوجيا بالسودان،  وجامعة نوفي بازار بصربيا، وجامعة دار الحكمة بالصومال، وجامعة الأنبار - كلية التربية القائم - بالعراق، عبر تقنية التحاضر المرئي “تطبيق زووم”.

وجاء في ديباجة الملتقى الدولي أن في اللغة الفرنسية القديمة كان المنفى يعني البؤس. وقد ربط علماء النفس هذه الفكرة بحالة ما قبل الولادة؛ حيث نشعر جميعا بالنفي من الانفصال عن أمهاتنا (حسب نانسي هيوستن).

كما يشرح أوجستين جيوفانوني ذلك كالتالي: “النزوح، المسافة مما نسميه أصلا مرجعيا، يمكن أن يكون دولة، أو أرضا، أو أمة، أو بلدا، أو شعبا، أو دينا، أو لغة، بالإضافة إلى الشعور بالخسارة. والحنين مرتبط بهذه المسافة”. وأضاف: “في الحقيقة يجب أن تكون هناك فجوة بين “بلد المنشأ” كوحدة محددة بالحدود، والمكان الذي يتصوره الأفراد في رحلات الهجرة الخاصة بهم؛ لأن من هذا التنقل تولد مجموعة متنوعة من الممارسات الثقافية في نفس المنطقة”.

وفي هذا السياق اختار منظمو الملتقى عرض رؤى معينة للعالم، وتصورات معينة للتنقل؛ حيث تنشأ علاقات اجتماعية وسياسية وإدارية فردية، وتولد سلوكيات جديدة؛ لأن تعلم لغة أو الانغماس في لغة الآخر، يعني اكتشاف أرض جديدة، ونظام آخر من القيم الثقافية.

كما استعملوا مصطلح الهجرة كما هو معروف في الموسوعة العالمية، الذي  يشمل على عدة معان، وهي:نزوح الناس من مكان إلى آخر؛ بشكل عام من دولة إلى أخرى؛ لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، أو غير ذلك من الأسباب، هذا ما يوصف بالهجرة البشرية. ونزوح الأشخاص لأسباب مهنية في نفس البلد أو حتى من دولة إلى أخرى بشكل دائم أو مؤقت، وتسمى هجرة داخلية أو وطنية، أو حتى هجرة مؤقتة. وتنقّل مجموعة من الناس من المنزل إلى العمل، والعكس ويطلق عليها اسم الهجرة اليومية. والتحول من حالة مهنية إلى أخرى، والتي يطلق عليها تسمية الهجرة المهنية.

ويوضح التعريف الأخير أن الهجرة لا تشير دائما إلى النزوح المادي، هذا الأخير يمكن أن يكون افتراضيا، وذلك أثناء مرور الأفراد من حالة إلى أخرى بدون أن يعني ذلك حدوث نقل فيزيائي في الفضاء. هذه الحالة متكررة في الكتابات الأدبية؛ إذ نجد الأفراد الذين يرغبون في عبور الحدود الجغرافية، وذلك بأخذ بعين الاعتبار هذا العبور، واتخاذه كوسيلة للبحث عن الحرية، كما هي الحال مع الذين أمضوا جزءا من حياتهم في السجن، ويحلمون فقط بهذا التنقل في الفضاء؛ لأن نظرهم يتجه باستمرار نحو الخارج، خارج السجن.

وتمثل هذه المجموعات المتجولة هويات غير مرئية في عالم تغلبه العاطفة. كما أن الانقطاع التام مع العالم القديم محسوس جدا وملموس كما لو أن الجذور قد تلاشت إلى الأبد، والأمل في استعادة الذكريات القديمة يتلاشى. وفي هذه المرحلة يصبح المهاجر فردا آخر، ويستعين بلغة الآخر، ويحتضن ثقافة هذا الآخر حتى لا يظهر مختلفا عن الآخرين، وبالتالي يشبههم، ولهذا السبب يتبنى نشاط الكتابة سعيا للتواصل معهم.

وبالمقابل، يسعى هذا المؤتمر إلى تحقيق الأهداف التالية: دعوة الباحثين من جميع التخصصات، إلى معرفة التفاوت في معاني الفضاء والهجرة. واستكشاف حدود هذا الفضاء التي تتجاوز الجغرافية والجغرافية السياسية. ومعرفة المعاني الأخرى لهذا المصطلح، والتي يمكن أن تكون: أدبية، ولغوية، وثقافية، وعقلية، وإدارية، واجتماعية، والتعود عليها.

أما عن المحاور البحثية فيجب أن تندرج المداخلات بشكل واضح، في إحدى اللغات العربية، أو الفرنسية، أو الإنجليزية في أحد المحاور التالية:

من الناحية الأدبية: حركات الهجرة في الكتابات الأدبية، والهجرة والهوية، وأسباب الهجرة، والأهداف المرجوة من الهجرة، والهروب من الخطر أو البحث عن الحرية، وصور ازدواجية الهوية.

ومن الناحية اللسانية: اللغة كامتحان لآثار الهجرة، والتحول اللغوي وتغير الخطاب، وممارسة التعدد اللغوي من عدمها.

ومن الناحية الاجتماعية والنفسية: دور المجتمع والهوية في تكوين وتطوير الهوية، وأثر الهجرة على الجانب النفسي للفرد، والإدماج السوسيو ثقافي للمهاجرين في البلد المستقبل.

ومن ناحية ما بين الثقافات: تعدد الأبعاد التاريخية والثقافية لمختلف التفاعلات الاتصالية في تمثيل الهو والآخر، وثقافة الهو وثقافة الآخر، وهل هناك ثقافة مستحوذة؟ ومساهمة سياسة الهجرة في التبادلات الثقافية.

واختيرت الأستاذة الدكتورة بسناسي سعاد من كلية الآداب والفنون جامعة وهران1، رئيسة للمؤتمر. أما رئيسة اللجنة العلمية الاستشارية للمؤتمر، فهي الدكتورة آيت مختار حفيظة من جامعة البويرة. ورئيسة اللجنة التنظيمية هي الدكتورة دوبالة عائشة، من كلية الآداب والفنون بجامعة وهران.

وقد حُدد تاريخ 15 أوت آخر أجل لاستقبال الملخصات. أما آخر أجل لإرسال المداخلات الكاملة فسيكون في 25 سبتمبر. كما حُدد تاريخ إرسال البرنامج النهائي في 25 أكتوبر من السنة الجارية.