مشاركتهم لم تخلق جدالا

مغنون أبطال مسلسلات رمضان 2024

مغنون أبطال مسلسلات رمضان 2024
  • القراءات: 577
دليلة مالك دليلة مالك

منذ دخول بعض المؤثرين وصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، عالم التمثيل وظهورهم شمل الموسم الرمضاني، طفا على السطح كثير من الأسئلة. وبرز كثير من المواقف المعارضة لهذا الاختيار الذي يقوم به بعض المنتجين والمخرجين. ولسنوات كانت القضية محلّ جدال في الوسط الفني، غير أنّ هذا الأمر لم يطل فئة المغنين الذين ولجوا المجال أيضا. وخلال شهر رمضان الحالي، برزت مجموعة من الأسماء. 

في الوقت الذي يرجح بعض المخرجين، الموهبة على خريجي معهد التمثيل والمسرح، يرى آخرون أنّ للفنانين المغنين مكانا في المشهد، كأبطال مسلسلات درامية. وكانت المطربة الأندلسية ليلى بورصالي آخر الملتحقين بهذا الركب من خلال مشاركتها في دور رئيسي في مسلسل "حداش حداش" للمخرج أسامة قبي، والذي يُعرض على قناة "الشروق". هذا الظهور الذي طاله انتقاد واسع من محبيها؛ كسيدة طرب في الأغنية الأندلسية. ولكن بعض مريديها أُعجبوا بأدائها، وشجّعوها على هذه الخطوة.

وبالنسبة للفنانة نوميديا لزول، فهي تحمل القبعتين؛ مؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي، ولها حوالي 7 ملايين متابع على " أنستغرام"، ومغنية. وفي رصيدها أغان كثيرة. وقد أبانت عن إمكانيات مقبولة في فن التمثيل. فبعد تجربتها في الكوميديا مع المخرج يحيى مزاحم في سلسلة "طيموشة" قبل سنوات، تطلّ على الجمهور من خلال مسلسل "دموع لولية" للمخرج نجيب أولبصير في دورين؛ "مليكة" ، ثم "هند". وقد صنع أداؤها نجاحا جماهيريا.

أما فنيا فيختلف الخبراء في الأمر. ويبدو جليا أن لزول اعتمدت على تلقائيتها وعفويتها لكسب قلوب المشاهد الجزائري. وقد تمكنت، كذلك، من ربح تعاطف النسوة، خاصة مع قصة "مليكة"، بينما يرجّح الكثيرون أن حظوتها بالكثير من المتابعين على "السوشيال ميديا" ، هو ما دفع إلى تقديمها كنجمة ينتظرها مستقبل زاهر.

وبعد تجربة ناجحة في سلسلة "عاشور العاشر" للمخرج جعفر قاسم لما أدّت المغنية ياسمين عماري دور "الملكة رزان"، توالت تجربتها في الدراما، وأدّت أدوار البطولة في العديد منها، وآخرها دور "نجوى" في مسلسل "البراني" للمخرج يحيى مزاحم، الذي عُرض على قناة "الشروق".

تعدُّد تجارب ياسمين عماري في الدراما الجزائرية، ناتج عن تفوّقها في المجال. وقد أكسب نشأتها في عائلة فنية، هذه القدرة، خاصة أنها ترعرعت منذ صغرها، في بيت خالها المغتال المسرحي الكبير عبد القادر علولة. كما نهلت من حضورها التدريبات التي كان يقوم بها في بيته، ثم تحضرها في المسرح، ويمكن القول إنها تعلّمت بشكل فطري.

ومن بين المغنين أيضا ممن كان لهم حضور في الدراما الرمضانية، الفنان مزيان عميش، الذي شارك في بطولة مسلسل "حداش حداش" في الموسمين؛ في رمضان الماضي وهذه السنة. وقد حظي دخوله مجال التمثيل قبولا واسعا وسط محبيه.

ورغم خبرته الضعيفة أبان عميش عن جهد كبير أمام الكاميرا، لمسه المشاهدون على الشاشة. ويعتقد متابعون مختصون أنّ عليه العمل أكثر. ويُستحسن أن يتكون ضمن ورشات خاصة، لصقل موهبته، وتطويرها؛ عسى أن يظهر بشكل أفضل في الأعمال القادمة.

وعلى عكس نجوم "السوشيال ميديا"، لم تخلق مشاركة هؤلاء المغنين جدالا في الوسط الفني؛ فمسألة أسبقية الممثل المتخرّج من المعهد أو من الكونسرفاتوار في إشراكه ضمن أعمال رمضانية، لم تتعرّض لها هذه الفئة، بل يلاحَظ أنها خلقت حالة من الرضا والقبول.

وأمام هذه الطفرة في عدد المغنين الممثلين تتجلى علامة استفهام، فيما هناك إمكانية فيلم أو مسلسل من نوع الكوميديا الموسيقية، والنهل من هذه الأسماء أصواتا إلى جانب وجوههم في أعمال جادة ومحترفة، من شأنها أن تشد المتفرج.