من تنظيم مؤسسة عسلة وسفارة المكسيك

معرض ومحاضرة حول الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو

معرض ومحاضرة حول الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو
  • القراءات: 485
لطيفة داريب لطيفة داريب

عادت المؤسسة الثقافية عسلة أحمد ورابح عسلة إلى تنظيم النشاطات الثقافية بعد قطيعة طويلة بفعل تداعيات جائحة كورونا، حيث احتضن فضاؤها، أول أمس، محاضرة ومعرض حول الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، بحضور السفير المكسيكي غابريال روسانسويغ. وبهذه المناسبة، قال السيد عسلة رئيس المؤسسة إن تنظيم هذا النشاط قد تأجل أكثر من مرة بفعل تداعيات كورونا، إلا أنه تقرر أن تكون عودة المؤسسة إلى تنظيم الفعاليات الثقافية بعد جمود دام كثيرا من خلال الاحتفاء بالفنانة العريقة فريدا بعد أن تواصلت معه سفارة المكسيك لهذا الغرض. أما سفير المكسيك بالجزائر، فقد عبرّ عن سعادته بتنظيم نشاط حول رمز من رموز المكسيك والمتمثل في الفنانة التشكيلية فريدا كاهلو، مؤكدا أنها وجه إنساني ننتمي اليه جميعنا. كما حيا الجزائر بمناسبة الاحتفاء بستينية ثورتها المجيدة.

من جهته، قدم الدكتور بوعمامة مصطفى، مداخلة حول المسيرة الفنية لفريدا كاهلو، مستعينا في ذلك بصور عنها وكذا بلوحاتها الكثيرة التي أدخلتها باب الفن العالمي بكل جدارة. ذكر بوعمامة ان فريدا كاهلو ولدت في جويلية 1907 في المكسيك، وتوفيت عام 1954، بدأت مشوارها الفني بعد تعرضها لحادث مرور عام 1925، فكانت تقضي جلّ وقتها على السرير لتبدأ رحلتها في الرسم وتصبح أحد أهم فناني العالم. وأضاف أن فريدا تعرضت للعديد من الأزمات الصحية، فقد أصيبت وهي في عمر السادسة بشلل الأطفال الذي تسبب لها في إعاقة في رجلها اليمنى. كما تعرضت رفقة صديقها أليخاندرو غوميز أرياس الى حادث مرور عندما اصطدمت الحافلة بالترام، ونتج عن ذلك أن دخل سيخ حديدي في فخذها وخرج من الناحية الأخرى. أدى ذلك إلى إصابتها بكسورٍ في العمود الفقري والحوض بقيت بسببها في مستشفى الصليب الأحمر في مكسيكو سيتي لأسابيع ثم عادت إلى المنزل الذي بقيت فيه طريحة الفراش لمدة عامٍ كامل.كما بُتر جزءٌ من ساق فريدا اليمنى بعد أن انتشرت الغرغرينا  فيه، وعانت أيضا من الاكتئاب ومن الالتهاب الرئوي.

وأشار بوعمامة إلى تميز فريدا بالمرح وحبها لتمثيل بلدها من خلال ارتدائها لألبسة مستوحاة من التراث المكسيكي، كما التحقت فريدا بالمعهد الشهير “National Preparatory School” وكانت إحدى الطالبات الإناث القلائل في المعهد، وهناك التقت بزوجها الفنان والرسام الجداري الشهير ديغو ريفيرا. وأكد بوعمامة استلهام فريدا مواضيع لوحاتها من رحم معاناتها خاصة الصحية منها وحتى العاطفية بعد تعرضها للخيانة الزوجية، وفي هذا كتبت في مذكرتها أن رسوماتها ليست سريالية أبدا بل انها تنبع من حقيقتها الخالصة. وتابع أن معظم أعمالها شخصية، تعكس فيها معاناتها وآلامها، وفي هذا رسمت في لوحة "مستشفى هنري فورد" إجهاضها الثاني حيث رسمت نفسها عارية على سرير في المستشفى وعددًا من الأشياء وهي جنين وحلزون ووردة وحوض بشري تطفو حولها ومتصلة بجسدها عن طريق خيوطٍ حمراء رفيعة. ورسمت في لوحة فريدتان، صورتين مختلفتين لها تقفان بجانب بعضهما البعض وكلاهما يظهر قلبه فوق ملابسه. كانت فريدا التي على اليسار ترتدي فستانًا أبيضًا وقلبها معرض لبعض الضرر وبعض بقع الدماء على ملابسها، بينما كانت الأخرى ترتدي ملابسًا ملونة ولها قلب سليم.

كما رسمت في لوحة أخرى العمود المكسور التي ظهرت فيها عارية الصدر ويقطعها من المنتصف عمودها الفقري  الذي يظهر كعمودٍ مكسور. للإشارة، رسمت فريدا التي ولدت من اب من أصل ألماني وام مكسيكية من أصول هندية وإسبانية، 143 لوحة من بينها 55 بورتريه لها تظهرها بحاجبين متصلين كثيفين وشارب. بالمقابل، تم خلال هذه التظاهرة تنظيم معرض لملصقات حول رسومات ومعلومات عن فريدا ، بتوقيع سفارة المكسيك بالجزائر ويستمر الى غاية 13أوت المقبل.