نقيب الفنانين التونسيين مقداد السهيلي يكشف:

مشروع فني وآخر نقابي يجمع فناني المغرب العربي

مشروع فني وآخر نقابي يجمع فناني المغرب العربي
  • القراءات: 477

الفنان ونقيب الفنانين التونسيين مقداد السهيلي ولد بحي الحلفاوين، شرع في الأنشودة القرآنية في سن الـ6 بالمدرسة، حيث كان والده يدرس، ثم قرر أن يستقر في مونتريال عام 1999، على أمل أن يطلق العنان لموهبته. في عام 2004، تسلم وسام الاستحقاق الثقافي الذي منحه له الرئيس التونسي.. الفنان والمنشد الذي حل ضيفا على عاصمة الشرق، في إطار إحياء تظاهرة المهرجان الدولي للإنشاد، كان لـ"المساء" فرصة لقائه للحديث عن بعض أعماله ومشاريعه.

كيف جاءت زيارتك للجزائر وهل تعد الأولى؟

❊❊ ليست الأولى بل الثانية، لأنني زرتها من قبل. أما قسنطينة هذه المدينة الرائعة فهي زيارتي الأولى لها وأتمنى ألا تكون الأخيرة.

كيف تقيّم حال الفن والفنانين اليوم؟

❊❊ بكل موضوعية وصراحة، يعيش الفن اليوم في الوطن العربي عموما  وضعية مزرية ورداءة كبيرة، وهو أمر مؤسف كثيرا، فالكل أصبح يغني اليوم واختلط الحابل بالنابل، وهو نفس الحال بالنسبة للفنانين التونسيين، فهم ليسوا أحسن حالا من نظرائهم في الجزائر ولا حتى المغرب.

أما الفنانين الذين يغنون في كل زمان وفي أي مكان، فبات أمرا عاديا، الغناء في الحفلات والأماكن العامة وغيرها أصبحت أماكن "الشهرة"، وأنا شخصيا لست ضد فكرة الغناء في الأعراس، لأنها تبقى من مظاهر الأفراح في دولنا العربية، غير أنني ومنذ بداياتي، كنت ولازلت رافضا لهذه الفكرة وأفضل طريق الإبداع والتجديد والإنتاج والكلمة الموزونة، وعدم الاكتفاء فقط بالتقاط ثمن لقمة العيش.

ما رأيك في موجة الغناء الجديدة وعلى رأسها "الراب"؟

❊❊ إن أية موجة جديدة من الفن ستندثر، فهي موجة عابرة، لأنها بدون أسس، يغيب عنها الكلام الموزون الفارغ من الرسالة الفنية والإنسانية، فكل كلمات هذه الأغاني "فارغة"، وتهدد أبناءنا الذين يكبرون في جو متعفن، و"الراب" رغم أنه نوع آخذ في الاتساع والانتشار، غير أن الأسر التونسية تعزف عن سماعه.

هل سبب لك فنك بعض المشاكل والمضايقات؟

❊❊ بالفعل فقد زج بي في السجن بتهمة المساس والإخلال بالنظام العام في عهد بورقيبة، بسبب بعض الأغاني التي كانت تترجم الواقع اليومي للشعب التونسي.

ماذا عن الثورة في تونس وما حققته للفن؟

❊❊ لم تعط نتائجها بعد بسبب الصراعات، كونها استغلت من قبل الأحزاب ورؤسائهم الذين أصبحوا نجوما دون منازع، فالثورة التونسية كانت إنجازا في حينها، غير أنها أخذت حاليا وقتا طويلا دون تحقيق ما كان يرجى منها. تونس تعيش انكماشا اقتصاديا ثقافيا تربويا واجتماعيا، بسبب الصراعات الداخلية التي لا تزال قائمة إلى حد الساعة.

أما ما قدمت الثورة للفن، فأقول بأنها ـ فقط في نظري ـ أعطت مساحة أكبر للتعبير لا غير، بعدما كان هذا من المحظورات في وقت سابق، لكن دون ذلك فالثورة لم تحقق شيئا كبيرا.

 

ماذا عن مشاريع الفنان والمنشد مقداد السهيلي؟

❊❊ بصراحة أول مشروع لي وأتمنى تجسيده قريبا، هو مشروع سيجمع كبار الفنانين المغاربة من تونس، الجزائر والمغرب بعد تخطيط كبير في سبيل إنجاحه، حيث سيجتمع الفنانون في مشروع "نقابة الفنانين المغاربة" قريبا، بهدف إعطاء دفع أكبر للفن بالمغرب العربي، مثله مثل دول المشرق، التي ذاع صيتها في كل دول العالم، فالفنان المغاربي اليوم بحاجة إلى دعم كبير ويستحق أن تكون له هيئة تدافع عنه وعما يملكه من أصوات قوية وقامات فنية كبيرة.

كما عرضت أهم آخر أعمالي خلال الليلة الثانية من المهرجان الدولي للإنشاد بعاصمة الشرق الجزائري، وهو مشروع "ارتجال" قديم تم تحديثه فقط. أما مشاريعي الفنية فهو عمل جديد سيكون نتاج الخمس سنوات الفارطة من التعب والعطاء رفقة خيرة الملحنين والكتاب، سيحمل عنوان "للحب والسلام".

حدثنا أكثر عن المشروع الذي أعلنت عنه من قسنطينة؟

❊❊ أكيد، فالمشروع ببساطة موسيقي كوميدي، وهو ترجمة لأعمال فنية وشعرية لـ16 دولة عربية وغربية، على غرار تونس، تركيا، سوريا، ألمانيا، النمسا، بلغاريا، الهند، الصين، اليابان، إسبانيا وغيرها من الدول الأخرى، كما أنه سيقسم إلى العديد من المراحل، ففي مرحلته الأولى سيجمع أزيد من 70 فنانا بين موسيقيين ملحنين عازفين ومغنين وكذا ممثلين.

أما المرحلة الثانية، فالتفكير سيكون مستقبلا في إنتاج نفس العمل بترجمة أعمال 16 دولة أخرى، وهي دول من المغرب العربي، ليشمل جميع دول العالم في مراحله الأخرى. كما أن المشروع وبضخامته، لم يعرض سوى في قرطاج، حيث كلف إلى حد الساعة 134 مليونا.

 

شبيلة-ح