مهرجان مالمو 11 للسينما العربية

مشاركة الوثائقي "جزائرهم" للينا سويلم

مشاركة الوثائقي "جزائرهم" للينا سويلم
  • القراءات: 1098
دليلة مالك دليلة مالك

كشف مهرجان مالمو للسينما العربية عن الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بدورته 11، المقرر إقامتها بين 6 و11 من شهر أبريل الجاري. ويتواجد العمل الوثائقي "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم (إنتاج مشترك جزائري، قطري، سويسري، فرنسي)، ضمن المنافسة.

"جزائرهم" وثائقي للمخرجة الجزائرية الفلسطينية الفرنسية لينا سويلم، وهو الأول لها بعد تجارب سابقة في التمثيل. والفيلم عمل حميمي ودقيق، وعطاء عن أجدادها وهوية المهاجرين الجزائريين في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية.

ولينا هي ابنة الممثل الجزائري زين الدين سويلم، والممثلة الفلسطينية وكاتبة السيناريو والمخرجة هيام عباس. انخرطت في السينما بعد أن درست التاريخ والعلوم السياسية في جامعة السوربون. ممثلة لأمها في الفيلم الروائي "الميراث"، ثم للمخرجين ريحانة وحفصية حرزي. تذهب خلف الكاميرا لتصنع أول فيلم وثائقي طويل لها "جزائرهم"، وتعمل على تطوير مشروع وثائقي طويل آخر، كما تعمل كمؤلفة ومساعدة مخرج في مسلسلات وأفلام وثائقية.

الفيلم يروي قصة عايشة ومبروك سويلم، زوجان جزائريان يعيشان في مدينة تيير الفرنسية، انفصلا بعد ستين عاما من الزواج على أرض الجزائر المستعمرة في حينه، وانتقلا بعدها مباشرة إلى فرنسا؛ بحثا عن العمل لإعالة الأهل في الجزائر. وبعد الانفصال انتقل كل منهما للعيش في منزل منفرد، في بنايتين تفصل بينهما عشرات الأمتار. تقوم حفيدتهما المخرجة الفرنسية الجزائرية الفلسطينية لينا سويلم، بالتحري وراء أسباب انفصالهما.

وفي الخلفية تلوح ذاكرة جماعية وشخصية تم ركنُها لعقود من خلال فيلمها الوثائقي الأول "جزائرهم"، الذي عُرض ضمن فعاليات المهرجان الوثائقي السويسري الدولي "Vision du Reel" في دورته الواحدة والخمسين، والمقامة فعالياتها أون لاين؛ نظرًا للوضع الرهن عالميا في أعقاب تفشي وباء كورونا.

وفي تصريح سابق لوسائط إعلامية عربية، قالت: "أردت دائما تصوير جدتي، وكنت معجبة بقصصها. شعرت أن هناك شيئا قويا داخلها، ومعاناة متراكمة لا تبوح بها، أكسبها هذا بنظري كاريزما أبهرتني. كنت أصور جدتي كما الجميع يحب أن يفعل. لم أفكر في أنني سأنجز فيلما من خلال تصويرها، لكن تدريجيا تطورت الأمور إلى أن علمت أنها وجدي ينفصلان بعد ستين عاما من الزواج! أدركت حينها أن قصتهما ليست عادية، هناك شيء خاص لا يحصل كثيرا، الافتراق في جيل الثمانين. كان الانفصال بمثابة صدمة لي، خصوصا أن جدتي هي من أخذت القرار، وكذلك فهمت أني لا أعلم شيئا عن حياتهما السابقة.

وكان غير مقبول بالنسبة لي أن يرحلا بدون أن أعلم قصصهما، وبدون أن يمرراها إليَّ، شعرتُ بتلك الحاجة إلى تصويرهما وكسر الصمت قبل فوات الأوان". وقالت: "أحسست منذ البداية، بأن جدتي مستعدة لأن تشاركني تجربتها أمام الكاميرا، لكنهما في الحقيقة لم يشعرا كثيرا بحضور الكاميرا، كانت هناك أحاديث حقيقية وجدية. صُور الفيلم بشكل طارئ مع كاميرتي لوحدي، كنت أصور وأسجل الصوت. واستعنت أحيانا بأختي وأبي وبعض أقاربي. حاولت أن أفعّل عنصر الذاكرة في الحياة العائلية اليومية، ولم أشعر أنهما غير مرتاحين.

بالتأكيد كانت هناك لحظات صمت، وأبواب مقفلة في وجهي؛ جدي، مثلا، لم يتكلم في البداية على الإطلاق، لكن انفتح تدريجيا، خاصة عندما علم أني سافرت إلى الجزائر؛ مسقط رأسه في منطقة العماير، وأريته صورا من هناك. رحلة الفيلم هي رحلتي في حياتهما؛ كل شيء اكتشفه الفيلم اكتشفته أنا أيضا في نفس الوقت". يُذكر أن فيلم "جزائرهم" فاز بجائزة مهرجان الجونة السينمائي لأفضل وثائقي عربي في دورته الأخيرة، شهر أكتوبر 2020، وكانت له مشاركة في مهرجان الفيلم الفرنسي العربي الأخير.