الفنان المجاهد الراحل امحند أرزقي بوزيد
مسيرة نضال وفن

- 772

كان الفنان الراحل المجاهد امحند أرزقي بوزيد مناضلا من أجل القضية الوطنية حتى النخاع، ورفيق سلاح العقيد عميروش وعبد الرحمان ميرة إبان الثورة التحريرية، انضم منذ صغره لصفوف جيش التحرير الوطني، كما جعل هذا المجاهد من الغناء سلاحا في الكفاح من أجل استعادة الاستقلال. ومن بين مهام امحند أرزقي الذي وُظف كعون اتصال بجبال وادي الصومام تحت قيادة سي عميروش وسي حميمي، "تخريب المرافق التي كان يسيّرها النظام الاستعماري".
سهلت مهامه كعضو نشيط بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، الاتصال بأسماء بارزة للأغنية الجزائرية، على غرار الشيخ الحسناوي وسليمان عازم وشريف خدام ودحمان الحراشي وكذا زروق علاوة. كما مكنت صفته كفنان من الحد من يقظة رجال الشرطة الفرنسيين، وردّ أي شكوك بشأن انتمائه إلى جبهة التحرير الوطني.
وبالرغم من مهامه كعضو بجبهة التحرير الوطني، استمر الفنان في كتابة الأغاني وفي التأليف والغناء بالخصوص في المقاهي، على غرار المطربين الجزائريين في المهجر. وفي حياته كان الراحل، رحمه الله، يحكي ذكريات طفولته التي قضاها تحت وطأة الفقر وويلات الحرب، ويتذكر بمرارة انقطاعه عن الدراسة نهاية سنوات 1940؛ إذ لم يكن بمقدور والده أن يتحمل مصاريف الدراسة بسبب الفقر.
ووردت في كتاب مذكراته الذي يحوي 167 صفحة، طرائف وحكايات، واتصالاته ولقاءاته الأولى مع فنانين ذاع صيتهم، مثل الشيخ محمد العنقا ودحمان الحراشي ومعطي بشير.
الراحل من مواليد سنة 1936 ببجاية، ويُعد محند أرزقي بوزيد عازفا وملحنا وكاتب أناشيد وطنية كثيرة، كما يُعد عازفا مبتدئا على الناي، التحق فيما بعد بأوركسترا الملحن والمغني فريد علي، قبل أن يكتب أغنيته الأولى "الغربة" (المهجر) سنة 1958.
وفي سنة 1960 نشط حصة "تمليلت دو فنان" باللغة الأمازيغية على أمواج القناة 2 للإذاعة الوطنية، واصل فيها العمل بعد الاستقلال سنة 1962، بجانب فنانين كبار، مثل الشيخ نور الدين وشريف خدام، وعرف الراحل أيضا بمغني الجيل الثاني، وقدم مساعدته للعديد من الفنانين الشباب.