الراحل أحمد حمدان يوارى الثرى بمقبرة الشراقة

مسيرة عصامية عمادها التميز

مسيرة عصامية عمادها التميز
  • القراءات: 527
مريم. ن مريم. ن

وري الثرى، بعد صلاة الظهر أول أمس، بمقبرة الشراقة، الفنان الكوميدي الراحل أحمد حمدان (أحمد غوبوبة)، حيث ودعه محبوه وجمهوره الوفي بالدعاء له بالرحمة والثبات، شاهدين على روحه الطيبة وإنسانيته الراقية وعلى بساطته، استطاع أن يرسم الفرحة عند الجزائريين، كما طرح آلامهم وآمالهم من خلال أعماله الفنية المتنوعة.

كان الراحل يبدو بسيطا يحمل ملامح تخفي بعضا من الكوميديا السوداء التي عرف بها الجزائري للتعبير عن بعض يومياته القاسية، فتمكّن حمدان من أن يصل مباشرة إلى جمهوره ويبلّغه رسائله في قالب فني جميل بعيد عن الفضاضة. لم يكن طريق هذا النجم المتواضع مفروشا بالورود، بل عانى كما أبناء جيله من صعاب شتى لكنه لزم حلمه وتحدى العقبات، واجتهد في كلّ الفنون فكان ممثلا بارعا وكان كاتب كلمات موهوبا أنتج أروع الأعمال للطفولة التي اعتبرها جمهوره الذي يستحق الاهتمام، ويذكره الأطفال كمغن ناجح ملأ بمواهبه الخشبة وجلب إليه الصغار بأروع الأعمال، وكان للراحل مجاله في تسويق أعماله وتقديمها عبر كافة المؤسسات الثقافية والإعلامية، علما أنّه كان متعفّفا لا يطلب المساعدة من أيّ جهة، فاستطاع أن يشقّ طريقه بمجهوده. انفجرت موهبة الراحل ودخل البيوت الجزائرية من خلال  برنامجه الطاكسي المجنون للمخرج بلقاسم حجاج، ثم كانت جولته عبر أنحاء الوطن قدّم فيها استعراضات غنائية وتمثييلية للأطفال مقابل سعر رمزي بسيط هو 10 دنانير فقط لكل طفل، وحقّق تميزا باهرا جعله يكسب المزيد من الثناء والتقدير. بالنسبة للحصة التلفزيونية الطاكسي المجنون التي عرضت بداية الألفية في شهر رمضان، فقد شدّت كلّ المشاهدين من الصغار والكبار، ولا زالت تذكر إلى اليوم، كما لحّن وأدى الراحل، أغاني جينيريك لبرامج هزلية بثها التلفزيون الجزائري وكان يبدو فيها متأثرا بجيل الرواد من أمثال رشيد القسنطيني، أغلبها تعالج قضايا إجتماعية، وشارك الراحل في عدة أعمال مسرحية وأفلام سينمائية منذ نهاية السبعينات، ومن بين الأفلام السينمائية التي شارك فيها سركاجي و«البوابون و«المحاولة الكبرى.

للتذكير، فقد توفي أحمد حمدان مساء الأربعاء الفارط بالعاصمة، عن عمر ناهز 61 عاما، بعد سوء حالته الصحية.