المجاهد محمد مقراني

مسيرة ثورية معبأة بالذكريات

مسيرة ثورية معبأة بالذكريات
المجاهد محمد مقراني
  • القراءات: 818
حنان سالمي حنان سالمي

يحتفظ المجاهد محمد مقراني بصور الأبيض والأسود، التي تجمعه مع رفقاء السلاح والنضال، أغلبهم من الوجوه المعروفة، يعيد معها ما كان من أحداث وأيام هي جزء من تاريخ الجزائر، كان المجاهد عضوا في المالغ، ثم انضم إلى السلك الديبلوماسي عقب الاستقلال.. التقته المساء على هامش لقاء مسار الدبلوماسية الجزائرية، الذي نظمته مديرية المجاهدين لولاية بومرداس، مؤخرا، لتكتشف المزيد عن مسيرته.

تابعت المساء حديث المجاهد محمد مقراني، خلال إدلائه بشهادته حول مسار الدبلوماسية الجزائرية، حيث توقف مطولا عند تجربته في مجال الدبلوماسية، علما أنه قبل ذلك، كان قد التحق بجيش التحرير، وما يلاحظ أنه لا زال يتذكر كل التفاصيل عن تلك الأيام الشاهدة على مساره الثوري، وهي سمة يتقاسمها جل المجاهدين ممن كان لـ"المساء معهم لقاءات في كل مناسبة وطنية، حيث يتحدثون بشغف كبير عن تلك التفاصيل بنزعة من الفخر والاعتزاز، وهو حال المجاهد والدبلوماسي محمد مقراني، ابن عائلة ثورية ذائعة الصيت، تنحدر من سلالة أحد قادة المقاومة الشعبية، الشيخ المقراني. يعد مسار المجاهد والدبلوماسي محمد مقراني حافلا بالإنجازات، منذ التحاقه بصفوف جيش التحرير في 1956، حيث انضم إلى مكتب خلية جبهة التحرير في تونس، وبعدها التحق بالحدود الشرقية ضمن وحدات جيش التحرير، وكان ذلك سنة 1958، ثم انضم إلى مصالح وزارة التسليح والاتصالات العامة.

بفضل نباهته وحنكته، تم تعيينه في سلاح الإشارة والشفرة، ثم ترأس مكتب جهاز الشفة، وهو جهاز مكمل لجهاز الإشارة الذي كان موجودا وقتها بقيادة الأركان شرق، وفي سنة 1960، تم توحيد قيادات الأركان شرق وغرب، تحت قيادة واحدة، برئاسة العقيد الراحل هواري بومدين، حيث مكث مقراني بنفس المنصب إلى غاية الاستقلال. بتاريخ 08 أكتوبر 1962، انضمت الجزائر رسميا إلى هيئة الأمم المتحدة، حينها شغل المجاهد محمد مقراني منصب دبلوماسي في عدة دول، منها القاهرة بين سنتي 1962 و1965، ثم عين ببلغراد عاصمة يوغسلافيا سابقا من 1967 إلى 1970، ثم ببغداد عاصمة العراق خلال 1971 و1972، وأخيرا بالمملكة العربية السعودية من 1972 إلى 1977، إلى أن أحيل على التقاعد.

في سنة 1990، انضم المجاهد والدبلوماسي محمد مقراني إلى جمعية مجاهدي التسليح والاتصالات العامة المالغ، حيث يعتبر أحد الأعضاء المؤسسين، وفي عام 1998، قام بتأسيس مؤسسة الشيخ المقراني، وهو أحد أهم قادة المقاومة الشعبية، حيث تهتم هذه المؤسسة بالجانب التاريخي لهذه الشخصية من المقاومة الشعبية الخالدة في تاريخ الجزائر. يعيش المجاهد محمد مقراني-81 سنة- اليوم حياة هادئة بحي الشباشب، بمنطقة الرغاية شاطئ، رفقة عائلته، وهو قليل الظهور، غير أن مشاركته في بعض الندوات التاريخية والحصص المهتمة بتاريخ الثورة التحريرية لا يمر مرور الكرام، حيث يستمع إليه الحضور باهتمام كبير، لدقة التواريخ والأحداث التي يرويها بتفاصيلها، وكأنها حدثت بالأمس القريب.