تعرض قريبا بالمسرح الجهوي للعلمة

مسرحية "مفارقة".. إشادة بعبثية الحياة والموت معا

مسرحية "مفارقة".. إشادة بعبثية الحياة والموت معا
المخرج المسرحي حليم زادم
  • 205
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال المخرج المسرحي حليم زادم إنه واصل النهل من الفكر العبثي في مسرحيته الجديدة "مفارقة" التي اقتبسها واخرجها وستعرض لأول مرة في 25 نوفمبر الجاري بالمسرح الجهوي للعلمة، الجهة المنتجة، بعدما أخرج مسرحتين وهما: " نستناو..ف الحيط" و«نزهاو ..ف..لحرب" في نفس الطابع، وأضاف  في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بالمسرح الوطني الجزائري إننا نعيش حاليا حالة كبيرة من العبث حتى في الموت.

كشف حليم زدام في الندوة الصحفية، نشطها، أمس، عن إمكانية وضع مسرحياته الثلاث التي أنجزها وفق مدرسة العبث،  في كتاب، كما تحدث عن قرب الانتهاء من آخر الروتوشات لمسرحيته الجديدة "برادوكس" أو مفارقة" التي ستعرض لأول مرة بالمسرح الجهوي للعلمة ثم في عدة دور للثقافة ومسارح جهوية قبل أن تحط رحالها بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف.

وتابع أنه اقتبس مسرحية "مفارقة" عن نص فرناندو أرابال الذي كتبه عام 1954، الذي يحكي قصة زوج فوندو وليز يحاولان الوصول الى مدينة معلومة لكي تشفى ليز من شللها، لكنهما يجدان أنفسهما يعودان الى نفس المكان، وهو نفس مصير الشخصيات الأربع الأخرى في المسرحية التي تريد بدورها الوصول الى مبتغاها لكنها تلقى نفس مصير الزوجين، لتكون نهاية  الجميع غير متوقعة على الإطلاق. قال زدام أيضا إن اعتماده على نصوص عالمية لا يسميه باقتباس بل باعداد دراماتولوجي للنص، فقد أعاد كتابة النص واضعا فيه الفرجة حسب نظرته الخاصة، مضيفا أن هناك فرق بين من يخرج النص وبين من يكتبه ويخرجه في آن واحد، فمشاهد العمل كلها تحوم في رأسه، كما أن النص يحرك الأفكار التي يريد الوصول اليها.

وأكد زدام اضفائه العديد من الأفكار للنص الأصلي وهو ما يراه بالأمر العادي إذ يرفض أن يكون ببغاء يأخذ النص الأصلي على حاله بل  يضفي عليه نظرته وافكاره الخاصة، مستعملا في ذلك عبثيته،  علّه يساهم في وضع لبنة تخص مفهوم العبث الذي لم يأخذ حقه في الجزائر. بالمقابل أشار تعامله في مسرحيته الجديدة  مع نص كُتب في أوج المدرسة العبثية في سنوات الخمسينات أي بعد الحرب العالمية الثانية، واسقطه على عام 2025 الذي بدروه يعرف عبثية كبيرة شملت حتى الموت.

أما عنوان المسرحية" مفارقة" فيقصد بها زدام التناقضات التي ترافق حياتنا، فالانسان يعيش عدة تغيرات وتناقضات في اليوم الواحد، علاوة على حدوث أمور متناقضة في الوقت نفسه مثل عرس وجنازة في حي واحد، مؤكدا أنه يبحث عن داخلية الانسان ونفسيته في هذا الزمن العبثي بجدارة. من جهته، تطرق المدير الفني للمسرح الجهوي لعنابة، السيد برباز لزهر الى ظروف اعداد مسرحية" مفارقة" فقال إنه تم تنظيم كاستنيغ شارك فيه 50 شخصا تم اختيار 6منهم أغلبهم من أبناء العلمة، مضيفا أن  التدريبات الخاصة بالعرض التي انطلقت من 45يوما توشك على الانتهاء، مؤكدا التحضير الجيد لهذا العرض الذي ينتمي الى المدرسة العبثية في تجربة  تعد الأولى بالنسبة  لمسرح العلمة.

أما مديرة المسرح الجهوي للعلمة، السيدة سيملة ايناس مصباح، فقد ذكرت أسماء المشاركين في مسرحية "مفارقة" التي يمثل فيها كل: هشام قرقاح، فاتن قصار، ميساء بن عيسى، حميد بوحرود، عبد الباسط فتوش، وعبيد مهملي. بالإضافة الى سهيل بوخضرة في السينوغرافيا، وعبد القادر صوفي في الموسيقى وصلاح الدين خالدي في كوريغرافيا وسليم بووذن كمساعد للاخراج. كما كشفت المديرة عن المدن التي ستحتضن عرض مسرحية "مفارقة" لهذه السنة وهي : تيزي وزو، وسطيف، والمدية، وبرج بوعريريج، وبجاية، وعنابة، وقسنطينة، وأم البواقي، في حين ستكون للمسرحية جولة أخرى في الغرب الجزائري عام 2026.