الممثل الأردني محمود الجراح يؤكد لـ»المساء»:
مسرح طقوس نافذة على التراث الثقافي

- 756

يولي الممثل المسرحي الأردني محمود الجراح أهمية كبيرة لمسرح الطقوس، ويعتبره فرصة للحفاظ على الموروث الشعبي القديم والتعرف على هوية الشعوب. مؤكدا أن الجزائر تشبه الأردن كثيرا في طقوسها، بعد مشاركة بعض الفرق الجزائرية بأعمال مسرحية في مهرجان عشيات في دوراته السابقة الذي أسسه، ومديره الحالي الدكتور فراس الريموني، حيث يوجد ـ حسب محدثنا ـ تشابه في طقوس الزواج، اللباس والولادة والبخور وغيرها.
حسب الممثل والباحث المسرحي محمود الجراح، فإن فكرة إنشاء فرقه مسرحيه تهتم بمسرح الطقوس جاء من مبدأ المحافظة على الهوية. مذكرا بأن البداية كانت في مهرجان سوسة في تونس بمسرحية للطفل، كان فيها ممثلا. يليها مشاركته في مهرجان جلجامش للديو دراما، حيث قدم فيها ورقة بحث حول الديودراما، ثم مشاركته في مهرجان ليالي المسرح الصحراوي بالشارقة، بمسرحية كثبان بشرية، هنا تكونت لدى الممثل الجراح فكرة تطوير مسرح الطقوس، وتجسيده على الركح من حيث المضمون يقدم فكرة مستوحاة من عادات وتقاليد الشعوب. وبعدها تم تأسيس مهرجان طقوس الذي عرف مشاركة عربية واسعة، تم استعمال عدة أدوات في هذا النوع من المسرح، منها المهباش العربي المعروف بآلة القهوة القديمة والربابة التي استخدمها البدو في تظاهراتهم الثقافية البسيطة.
وفي سياق متصل، اعتبر المتحدث أن الحركة المسرحية في الجزائر مهمة، لأنها تكتسي طابعا شعبيا وجماهيريا، وما يميز المسرح الجزائري هو اهتمامه بالموروث التقليدي ومراعاته لهذا التنويع الثقافي الذي يخدم العمل المسرحي ويضيف له الروح الإبداعية، وعليه فإن مشاركة الجزائر في كل دورات مهرجان طقوس أضاف الكثير لهذا النوع من المسرح، لانسجام الفرق المسرحية مع فكرة الطقس المسرحي الذي هو مبدأ رئيسي من مبادئ مهرجان عشيات. مضيفا أن المسرح في الجزائر يحاول البحث عن كل ما هو جديد لتدارك كل النقائص والخروج من دائرة التكرار، وتكوين مسرح له وزنه الفعلي، مع تكوين الممثلين بهدف التجاوب مع النص والدور المنوط لهم.
على صعيد آخر، لم يغفل الممثل محمود الجراح عن الحديث عن تجربته في التلفزيون، إذ يعتبرها بسيطة، إلا أنها مهمة في حياته المهنية، لأنها فتحت له الطريق وأعطته فرصة كي يعرفه جمهوره. مذكرا بأنه بدأ بتصوير بعض الحلقات من العمل الكوميدي الاجتماعي «زعل وخضراء». وبالنسبة للإذاعة، فهو يعد برنامجا إذاعيا حول التراث والعادات والتقاليد، كان آخرها حلقه حول طقوس قطّاف الزيتون وعلاقة الإنسان بالأرض.
أما جديده في المجال المسرحي، فيركز في الوقت الراهن على عمل له في المركز الوطني للثقافة والفنون، إلى جانب تقديم عرض مسرحي بشكل يومي حول العنف المدرسي وإدارة ورشات تكافح العنف المدرسي، إضافة إلى اهتمام الفنان والممثل محمود الجراح بعملية البحث في المنودراما والإلقاء والصوت من القرآن الكريم، وكتابة أبحاث حول التراث وتأثيرها على الإنسان.
ثقافيات
قافلة الطفل والكتاب تحل بالنعامة
حلت القافلة الوطنية الجزائرية للطفل والكتاب، التي تشرف عليها جمعية الطفولة السعيدة «العطف» لولاية غرداية، بالمناطق النائية لدائرة عين الصفراء (ولاية النعامة)، في إطار تجسيد مشروعها التربوي التثقيفي الذي يحمل شعار «حتى تكون المطالعة حق كل طفل جزائري».
أطلقت القافلة نشاطاتها في الولاية من مدرسة «الشهيد أحمد زايد» بعين الصفراء، ليتواصل برنامجها التوعوي إلى 10 نوفمبر الجاري لفائدة نحو ألف تلميذ عبر 5 مؤسسات تربوية بالولاية، من أجل المساهمة في تعزيز المقروئية في أوساط الطفولة وتمكين الفئات المعوزة من هذه الشريحة من المطالعة، لاسيما في المناطق النائية، حسب الأمين العام للجمعية، سليمان بن يوب. تنظم ضمن هذه القافلة التي يندرج مشروعها التربوي والتثقيفي حول الكتاب والطفل، اتفاقية تعاون مبرمة بين الجمعية وبرنامج الاتحاد الأوروبي، عدة ورشات تخص المطالعة والرسم والأشغال والميكروفون الصغير وفحوصات بالمجان لطب الأسنان، فضلا عن حملة تحسيسية حول الوقاية من المخدرات وأضرارها بإشراف من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، وفق نفس المصدر.
يشرف على تأطير هذه الورشات، فريق يضم أخصائيين تربويين ونفسانيين لتعريف الأطفال بتقنيات القراءة الصحيحة، إلى جانب أطباء ومتطوعين بهدف التكفل بالنشاط الصحي المدرج ضمن هذه القافلة. كما ستقدم بالمناسبة هدايا ومساعدات من ألبسة ومعدات تربوية، كمساهمة رمزية لفائدة الأطفال المعوزين بالمنطقة.
عرض النتائج الأولية لبرنامج «تاسيلي»
عرضت النتائج الأولية لبرنامج «تاسيلي»، الخاص بتدريب طلبة قسم علم الآثار على استعمال التقنيات الجديدة في دراسة الآثار، حيث تم تطبيقه لمدة ثلاث سنوات، خلال لقاء علمي نظمته إدارة الجامعة تلمسان أول أمس، بالتنسيق مع أساتذة باحثين من جامعة السربون الفرنسية.
يرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور كبرى، تخص دراسة آثار ومعالم مدينة تلمسان القديمة خلال الفترة العثمانية، ودراسة المكنوزات التراثية وطريقة تهيئة إقليم تلمسان آنذاك، كما أشارت الباحثة الفرنسية من المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، أنياس شاربونتيي، خلال مداخلتها، إلى أن هذا البرنامج سمح بتنقل العديد من الطلبة والأساتذة الباحثين في تخصص علم الآثار إلى فرنسا، من أجل الاستفادة من تربصات باستعمال تقنيات البحث الحديثة والمساهمة في هذه الدراسات التي أجريت بمدينة تلمسان. وأضافت أنه تم القيام بتحاليل لأتربة من مختلف المواقع الأثرية من أجل تحديد الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها، وتحليل بعض بلاط الأرضية و ألوانها التي بقيت على شكل آثار في بعض مناطق الولاية.
أبرز الأستاذ والباحث بجامعة تلمسان،نقادي الغوتي، خلال مداخلته حول تطور فن العمارة عبر العصور بمدينة تلمسان، أن طريقة البناء في عهد الإمبراطورية الرومانية وفي عهد الدولة العثمانية «كان جد متطور آنذاك»، ويلاحظ ذلك «من خلال طريقة تشييدهم للقصور والسدود والطرق». وأبرز «أن الحفريات السطحية التي أجريت لم تسمح بتدقيق الدراسة وتعمقها في تقنيات البناء والكشف عن الوسائل المستعملة خلال تلك الحقبة»، مشيرا إلى أن «الرخص الممنوحة من طرف وزارة الثقافة، ستسمح مستقبلا بتجسيد عمل في المستوى».
المنشد دحمان يطلق جديده
يقدم المنشد حسان دحمان جديده المتمثل في أنشودة بعنوان «حب الرسول»، بمناسبة المولد النبوي. العمل بمثابة تحية عطرة لخير خلق الله والتعريف بصفاته وخصاله التي نحتاجها في عالم اليوم.
العمل مديح ديني لـ»مصطفى العدنان» عليه الصلاة والسلام، فيما يزاوج فيه الفنان بين الموسيقى المغربية والعاصمية، الأمر الذي تطلب البحث والجهد، علما أن الأسلوبين مطلوبين عند الجمهور الجزائري. وبالنسبة للكلمات، فتحمل نكهة التراث الأصيل، وهي ذات معان عميقة. للإشارة، يحضر المنشد حاليا لأعمال مشتركة مع المنشد السوري صفوان، وستقف عند دور الجزائر في احتضانها لكل الشعوب العربية، لاسيما تلك التي تعيش مأساة الحرب كسوريا وليبيا والصحراء الغربية، وغيرها من البلدان العربية.
❊ ق.ث