ناجي عبد العالي المعلم، الخطاط والإعلامي لـ "المساء":

مستعد لتكوين المعلمين في الخط وكراساتي ثمرة جهود سنوات

مستعد لتكوين المعلمين في الخط وكراساتي ثمرة جهود سنوات
  • 1012
حاوره: رشيد كعبوب حاوره: رشيد كعبوب

تحسين خط أبنائنا مسؤولية لا يتحملها المعلم

الكلمة الجميلة تروقني، ورسمها بخط جميل يشدني

امتهن رسالة التعليم، عشق الخط العربي وفنونه، واستهوته الصحافة بمشاربها، فتنقل كما الفراشة، يجمع رحيق هذه المهن والفنون الجميلة.. إنه الأستاذ ناجي عبد العالي، الذي جمع بين العملية التربوية والفنية والإعلامية. التقته "المساء" يدشن بواكره التأليفية، مع بداية هذا الموسم الدراسي الجديد، فهو الذي ازداد عشقه للخط العربي حتى النخاع، فعهِد على نفسه أن يورّث هذا الفن زملاءه المعلمين، ويساعد النشء على امتلاك ناصية رسم الحرف العربي بطريقة جميلة وفق المقاييس. وكانت ثمرة جهوده أن يؤلّف كراسات لتحسين الخط، اعتمدها الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية.

ناجي عبد العالي، معلّم، وخطاط وإعلامي.. كيف بدأت مسيرتك في الجمع بين هذه الفنون؟

❊❊ في البداية، أود أن أعرّف بنفسي؛ فأنا ناجي عبد العالي من مواليد 1965. كنت معلما منذ 1984. وكنت مولعا منذ الصغر بفن الخط العربي، حيث ازدادت رغبتي أيام كنت تلميذا بمتوسطة "غول بولنوار" بدائرة عين بوسيف في ولاية المدية. واكتشف موهبتي أستاذي في مادة التربية الفنية عيسى بوحسين، حيث كنت أساعده في تحضير المعارض بمناسبة يوم العلم، وكذا المناسبات الوطنية والدينية. وكنت أقلّده في كل ما يكتب من لوحات خطية رائعة الجمال، وأصبح القلم، منذ ذلك الحين، رفيقي ومتعتي.

وازداد عشقي لفن الخط العربي، حيث قررت تعلّمه من أصوله، فذهبت إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بداية التسعينيات، التقيت حينها مديرها الأستاذ محمد جحيش، الذي يسّر لي التكوين على يد الأستاذ محمد بن سعيد شريفي، خطاط المصاحف والعملة الوطنية، الذي تعلمت على يديه، رسم الحروف بمقاييسها وقواعدها. وقد ساعدتني هذه الرحلة الممتعة لأن أصبح متخصصا في الندوات التربوية، وتكوين المعلمين في الخط والكتابة للأقسام الأولى والثانية والثالثة ابتدائي.

واستهوتك الصحافة أيضا؟

❊❊ كنت أعشق الحرف العربي تعبيراً ورسمًا؛ فالكلمة الجميلة تروقني، ورسمها بخط جميل يشدني؛ ما جعلني أشتغل بالعديد من الجرائد كمراسل صحفي منذ سنة 1984؛ منها جريدة "الشعب"، ثم "المساء" في بداية مشوارها في 1985، وبعدها صحفي مدير ليوميات جهوية، كوّنت خلالها عشرات الصحفيين والصحفيات، منهم من يشتغلون كمراسلين لقنوات وجرائد وطنية من خارج الوطن، إلى جانب العمل كصحفي ورئيس قسم المراسلين في قناة خاصة، وصحفي ورئيس تحرير مجلة "المائدة" المتخصصة في الغذاء، والصحة، والصناعة التقليدية، توزّع في الجزائر وفي أوربا.

  كيف جاءتك فكرة مساعدة التلاميذ في تحسين الخط العربي وتعلّم قواعده؟

❊❊ كنت ألاحظ الخط مادة أساسية في المدارس الإعدادية في دول المشرق العربي، ويطلق عليها اسم "مدارس تحسين الخطوط العربية"، خاصة في سوريا ومصر. أما عندنا فالعديد من أبنائنا لا يحسنون الكتابة، وحتى الأساتذة صارت كتاباتهم رديئة؛ ما جعلني أفكر في استنساخ هذا البرنامج، حيث كنت أنشط ندوات تربوية، وتكوين المعلمين في الخط والكتابة للأقسام الأولى والثانية والثالثة ابتدائي؛ لعل ذلك ينشر ثقافة تحسين الخط عند أطفالنا، الذين كان غياب هذه المادة السبب المباشر وراء رداءة خطهم.

من المسؤول عن رداءة الخط عند أبنائنا؟

❊❊ لا ألوم التلميذ ذا الخط الرديء، ولا ألوم المعلم، بل اللوم على الجهات المعنية والمسؤولة عن تكوين المعلمين؛ على سبيل المثال في المدرسة العليا للأساتذة يكوّنون المعلم في كل الأمور، لكن يجهلون خطه، وهذا أمر يجب علينا تداركه؛ لأن المعلّم يتعامل مع التلميذ في بداية المرحلة التحضيرية والابتدائية بالقلم. وتحسين الخط يُعدّ من أولويات العملية التربوية، لا سيما في مرحلة الابتدائي. ومن المؤكد أن غياب هذه الأولوية كان السبب المباشر وراء رداءة الخط عند الأطفال.

وكانت ثمرة جهودك في ميدان الخط تأليف كراسات الخط ورسم الحروف؟

❊❊ أكيد، لم أكتف بتكوين المعلمين في ميدان الخط، بل ركزت على تأليف كراسات تساعد الأطفال على رسم الحروف وتحسين الخط منذ نعومة أظافرهم، ومن بينها، كراس "أرسم حروفي" الذي اعتمده الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، وكراس "تحسين الخط"، إلى جانب كراس التربية التحضيرية.

نصيحتك للمعلمين والأولياء للاهتمام بتحسين الخط؟

❊❊ ما أنصح به أساتذة التحضيري والابتدائي تعلّم أساسيات الخط العربي، ورسم الحروف بمقاييسها الأساسية، وبذل الجهد لتمكين الأطفال من تحسين خطهم، وتعويد أصابعهم على رسم حروف عربية وفق القواعد الأساسية. وأنا مستعد لتعليم أيّ معلم يرغب في ذلك، علما أنني أتعاون مع مفتشيات التعليم الابتدائي بالعاصمة، لتكوين المعلمين في هذا الميدان.

كما لا يفوتني أن أهنئ كل أفراد العائلة الكبيرة التي تنتمي إلى الأسرة التربوية بعودتها إلى عالم الجد والنشاط، وكسب المعارف والعلوم، متمنيا للجميع؛ أساتذة وتلاميذا وإدارة، قضاء موسم دراسي هادئ ومثمر بحول الله تعالى. وأتمنى لجريدة "المساء" الاستمرارية، التي اشتغلتُ ضمن طاقمها كمتعاون منذ السنة الأولى، على تأسيسها سنة 1985.