صدور موسوعة "طريق الحرير القديم"

مسالك التاريخ لرسم معالم العالم الراهن

مسالك التاريخ لرسم معالم العالم الراهن
  • القراءات: 1212
ق.ث/ الوكالات ق.ث/ الوكالات

أصدرت مجموعة بيت الحكمة للثقافة، كتاب جديد بعنوان "طريق الحرير"، يعد أول كتاب مترجم عن الصينية إلى العربية، يؤرخ لطريق الحرير القديم بفرعيه البري والبحري، والكتاب بنسخته الصينية صادر عن دار نشر الشعب بجيانغسو في الصين، للبروفيسور ليو يينغ شينغ، وترجمته إلى العربية جورجينا القس زكريا.

يقدم الكتاب سردا مفصلا لنشأة طريق الحرير البري كمحور لتجارة الحرير، فيستعرض ظهور صناعة الحرير في الصين، والثقافة البدائية على طريق الحرير، والإمبراطوريات التي نشأت على طول طريق الحرير، ومنها الثقافة الكوشانية والبارثية التي نشأت على امتداد طريق الحرير، كما يستعرض الهجرات الشعبية العظمى على امتداد طريق الحرير البري، والتواصل بين الشرق والغرب، والتواصل بين قبائل البدو الرُحل والصينيين والعلاقات بين الأسرة الساسانية الفارسية والصين والقبائل التسع بواحات تشاوو، كما يتناول في سرد مفصل، دخول أديان غرب آسيا والأديان الأجنبية إلى الصين، وهي الديانة الزرادشتية والمانوية واليهودية والمسيحية والإسلام، والتنوع الثقافي بين الشعوب، كما يستعرض تفاصيل الغزو المغولي للمناطق الغربية من الصين والعلاقات بين أُسرة مينغ وممالك يوان الشمالية والتتار والدولة التيمورية وأسرة مينغ، إلى جانب توسُّع روسيا في بلاد الشرق. أما الجزء الثاني من كتاب "طريق الحرير" الصادر عن بيت الحكمة، فيتناول نشأة طريق الحرير البحري، مرورا بالهند وبلاد جنوب آسيا، وبدايات الملاحة البحرية وبناء السفن في الصين، ومراحل تطور العملات الصينية والأجنبية على مسار طريق الحرير البحري، وكذلك التوسُّع في المعرفة الجغرافية على الساحل الجنوبي لقارة آسيا، كما يستعرض السلع الأجنبية في السوق الصينية، بفضل التبادل التجاري، والسلع الصينية التي عرفها الغرب، ومنها الصناعات الخزفية والحرير والشاي وغيرها. كما يحكي الكتاب تفاصيل الرحلات السبعة للرحالة الصيني الشهير تشنغ خه، ويضم بين دفتيه الخرائط البحرية الصينية المعلنة والسرية في ذلك الوقت، كما يلقي الضوء على إرهاصات التوسع الاستعماري الغربي في في الشرق بوجه عام، وجنوب شرق القارة الآسيوية على وجه الخصوص. يقف لكتاب في رؤاه وأفكاره عند روح "طريق الحرير" وجوهره، التي تتسم بالتعاون السلمي وشمولية الانفتاح والتعلم والاستيعاب المتبادلين، وأيضا تشارك المصالح والمكاسب، هذا التنظير المهم لروح "طريق الحرير"، أضفى عليها مغزى عصريا جديدا، وحدد هدفا ومسارا جديدين لنشر روح طريق الحرير.

التعاون السلمي هو ما يتمخض عن الحوار الصريح والتواصل العميق والتبادل القائم على المساواة، فإن تعميق التعاون والتبادل بين الدول والمناطق المختلفة، من شأنه تشكيل كيانات مشتركة على صعيد المصالح والمسؤوليات والمصائر، مما يجعل أسبقية العلاقات السياسية وميزات التجاور الجغرافي وأسبقية التكامل الاقتصادي، تتحول إلى أسبقية التعاون العملي وأسبقية النمو المطرد، وإن السلام والتنمية هما موضوع الساعة، وإن الاعتماد على السلام لدفع التعاون والاستناد إلى التعاون لتسريع التنمية، هما اتجاه العصر.