المطربة بهيجة رحال في حفل بالمسرح الوطني

"مزج ديل- مجنبة" تُحيي مجد الموسيقى الأندلسية

"مزج ديل- مجنبة" تُحيي مجد الموسيقى الأندلسية
المطربة بهيجة رحال
  • القراءات: 605
دليلة مالك دليلة مالك

قدّمت المطربة بهيجة رحال، لعشاق الموسيقى الأندلسية، مساء أوّل أمس، في سهرة احتضنها المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، ألبومها الأخير "نوبة مزج ديل- مجنبة"، في رحلة موسيقية أعادت فيها هذه الفنانة إحياء مجد هذا التراث الموسيقي العريق. 

افتتح الحفل بمزج ديل-مجنبة، تلاه مجموعة من الأغاني في طابع المديح، غطس الحضور، المكوّن من المتذوّقين والعارفين بهذا اللون الموسيقي، في عالم النوبة الساحر.

بهيجة رحال التي كرّست مسيرتها الفنية لتدوين النوبات الأندلسية، وتسجيلها في ألبومات، بهدف صون هذا الإرث من الضياع، أحيت حفلا لتقديم آخر ألبوم لها، ضمن هذا المسعى، عنوانه "نوبة مزج ديل-مجنبة"، حضره جمهور نوعي، من الولوعين بهذا اللون الموسيقي التقليدي، دام أكثر من ساعة ونصف. 

برفقة ثمانية موسيقيين، افتتحت بهيجة رحال، مرتدية كاراكو أسود، الحفل بتوشية في طبع "سيكا"، ثم انتقلت إلى مقام انقلاب موال "زارني المليح"، تلاه مقدر ديل مع "على فاسقيني"، ثم بطايحي مجنبة "منذ بدت"، وقدّمت استخبار موال ثاني عنوانه "فلا تسقيني"، وألحقته "خدام لسعدي" في طبع درج ديل، ثم "دير الوقار" انصراف مجنبة، و"قد الفراش" كانصراف ديل، ثم عادت لانصراف مجنبة ثاني "يا بديع الجمال"، ثم خلاص ديل عنوانه "إن شكوت الهوى"، وخلاص مجنبة "شربنا وتاب"، وأخيرا ختمت النوبة بخلاص ديل "أتاني زماني".

اختتمت المطربة حفلها بـأغنية "كل نور" لعمر العشاب وانتهت بخلاص "الصلاة على محمد"، في طابع المديح، وشاركت الفنانة لحظة مميّزة مع معجبيها في نهاية الحفل بتوقيع ألبومها الأخير والتقاط الصور معهم. على أن تُحيي الفنانة حفلتين أخريين خلال شهر رمضان، اليوم بدار الثقافة لولاية تيزي وزو، ويوم 5 أفريل في وهران.

ولدت بهيجة رحال في الأبيار بالجزائر العاصمة عام 1962، في أسرة تهوى الطرب الأندلسي، درست الغناء عند محمد خزناجي، وتعلمت العزف على العود. ودرست بهيجة في الكونسيرفاتوار بالأبيار، وبعدها التحقت بالجمعية الفنية "الفخارجية" سنة 1982، وهناك حظيت بالتعرّف على أساتذة كبار، منهم عبد الرزاق فخارجي، وفي سنة 1986 ومع نخبة من الأصدقاء أسست جمعية "السندسية"، وبعدها استقرت بفرنسا، حيث أنشأت مدرسة لتعليم الموسيقى الأندلسية هناك، لا تزال تنشط إلى اليوم.

وسجّلت بمدرسة "الصنعة"، العديد من النوبات، ففي 1995 سجّلت نوبة "الزيدان"، و"المزموم" في سنة1997 ونوبة "الرصد" عام 1999، ونوبة "الذيل" عام 2001 وسجّلت باقي سلسلة النوبات الاثنتي عشرة بين عام 2001 و2004 وهي نوبة "الغريب"، "لحسين"، "الماية"، "الرمل"، "الذيل"، ونوبة "السيكا" و"المجنبة"، كما أطلقت في 2022 نوبة "مزج رمل الماية ورمل"، ثم هذه السنة نوبة "مزج ديل- مجنبة"، لتحصي بذلك 29 ألبوما في رصيدها الفني.

كما صدر للمطربة ثلاثة كتب، اثنان منهم ألّفتهم بالتنسيق مع الأستاذ سعدان بن بابا علي أستاذ الأدب العربي بباريس، ويتضمّن تاريخ الفن الأندلسي وشعراءه ومسيرته وكذا النوبة الأندلسية، فهذا الكتاب بمثابة النافذة التي تفتح كلّ تاريخ الفن الأندلسي الجزائري، والكتاب الثالث تم بالتعاون مع الكاتب كمال بوشامة.

تعزف رحال على آلة الموندولين، وعلى هذه الآلة تعلمت آليات العزف وهي التي تُعلّمها للأطفال بباريس، أما الكويترا فتعتبرها ثاني تخصّص لها، وتأخذها عند إحياء الحفلات. ويبقى الفضل في تألقها ونجاحها لأساتذة جمعية "الفخارجية"، وساعدها الأستاذ عبد الرزاق فخارجي والحاج حميدو وأرزقي حربي، وغيرهم ممن صقلوا موهبتها، لتظهر كعازفة ومطربة منفردة أمام الجمهور من خلال جمعية "الفخارجية".