مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة

مريضات جمعية «واحة» للسرطان يبدعن في نظم الكلم

مريضات جمعية «واحة» للسرطان يبدعن في نظم الكلم
  • القراءات: 508
❊ شبيلة.ح ❊ شبيلة.ح

أبدعت عضوات جمعية «واحة» لمرضى السرطان بقسنطينة، عشية أول أمس، بإلقاء قصائد تروي معاناتهن مع المرض ولحظات اكتشافه، وحتى لحظات صمت الأسرة عند سماع الخبر. شاعرات «الواحة» اللائي واجهن المرض القاتل بالشعر ألقين قصائدهن أمام جمع من الشاعرات من داخل وخارج الوطن، فنقلن الأحاسيس الحزينة للحضور الذي تفاعل معهم وشاركهم ألمهم.

 

حل مهرجان الشعر النسوي في طبعته التاسعة فرصة لتقاسم الألم والأحزان، بعد أن تقاسمت الروائية والشاعرة اللبنانية مريم الشتاوي، رفقة الشاعرات والحضور، أنين الفقدان ووجع المرض في روايتها التي ترثي فلذة كبدها الذي قضى عليه السرطان، فأبدعت الروائية وأبدعت شاعرات مرضى السرطان في تحويل تجاربهن القاسية إلى إبداع سطرته بيوت شعرية وحروف أدبية، حيث أجمعت الشاعرات على أن المحفز الأول للإبداع يكمن في محطات الألم والفرح التي يعيشها الإنسان ويترجمها كل وطريقته. مريم شتاوي  الشاعرة اللبنانية المقيمة في لندن، لم تفوت فرصة تواجدها بقسنطينة، وتحدثت عن تجربتها التي تحمل الكثير من المعاناة، خاصة أن أول تجربة لها كانت قاسية رفقة أمها حين اندلعت الحرب الأهلية، وكيف كانت تعيش وضعية صعبة جعلتها تحترف الكتابة الشعرية والروائية، قبل أن توقع ثاني ألم لها، حين وقع ابنها ضحية لداء السرطان وعاشت معه الأوجاع، وهو الألم الذي أعاد إليها بقوة حب الكتابة والقراءة. وبعد وفاة ابنها، أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى «حين تبكي مريم»، ثم لجأت إلى الرواية التي قالت بشأنها بأنها أشفت غليلها؛ «عشق» التي تحكي عن الحرب والموت، ثم رواية أخرى عن مأساة اللاجئين السوريين، وهي كلها المحطات التي قالت بأنها جعلتها تتشبث بالأدب والشعر.

وبالعودة إلى المهرجان، عرفت إلى جانب القراءات الشعرية، عروضا مسرحية ونثرية موسيقية، فقد لقيت نجاحا كبيرا وسط المهتمين من الحضور في طبعة الشعر النسوي التاسعة، التي كان آخرها العرض النثري الموسيقي الذي قدمه الباحث محمد علمي، عشية أول أمس بقصر «أحمد باي»، هذا الأخير الذي تناول قصة «نجمة» المشهورة وسط ديكور يحاكي البيئة القسنطينية القديمة التي أعاد فيها علمي استذكار حكاية «نجمة» المخلدة في القصيدة الشهيرة التي كتبها حبيبها «جاب الله»، حزنا على فراقها بعد أن زوجها أهلها لابن عمها، وفقا لعادات أعيان المدينة القديمة، ثم يطلق العنان لصوته الشاعري الدافئ للغوص في سرد تفاصيل قصة العشق الشهيرة التي جمعت بين جاب الله ونجمة بن حسين «نثرا»، وتلبية لطلب الجمهور، بادر الموسيقي والباحث في موسيقى المالوف إلى أداء القصيدة عزفا وغناء وسط تجاوب كبير من الجمهور الحاضر.