يستغل الحجر الصحي للانغماس في الفن التشكيلي

مروان كريديا.. شغف الطفولة بلمسة الحرية

مروان كريديا.. شغف الطفولة بلمسة الحرية
  • القراءات: 629
ق.ث ق.ث

في بهو منزله وأمام حامل لوحه للرسم نجح التشكيلي مروان كريديا في استغلال شهور الحجر الصحي، والتغلب على معاناة وباء الفيروس التاجي من خلال الانغماس في الرسم؛ شغفه الطفولي، بطريقة عفوية مع عائلته الصغيرة التي تُعتبر جمهوره الأول.

برز هذا التشكيلي العصامي على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال عرض لوحاته، وهذا ”بدون قناعات كبيرة” سوى العودة إلى شغف الماضي، والتمتع بالحرية وبمنصة التعبير التي يوفرها التشكيل وكذا إنتاج أعمال تمتع عيون الزائرين.

وقد عاش مروان هذه المغامرة الرقمية بـ ”مساعدة” و"إصرار شديد” من ابنته الكبرى، التي اهتمت أساسا بإنشاء منصة افتراضية لأعمال والدها، والتعريف بها للجمهور الواسع.

وسرعان ما يثير هوس الفنان بالبحر (البحر الأبيض المتوسط) ومدينة الجزائر وكذا المناظر الطبيعية الساحلية، اهتمام مستخدمي الإنترنت، الذين يجدون في لوحات مروان طابعا متوسطيا نموذجيا، غارقا في أشعة الشمس وتدرجات اللون الأزرق.

وبحكم تكوينه كطبيب فقد جاب هذا الرسام الكثير من المدن الجزائرية، كمندوب طبي ولسنوات طويلة، وسمح له التوقف عن العمل بـ ”اكتشاف الحرية التي يمنحها الرسم ومهنة التشكيلي المتفرغ”، والعودة إلى شغف الطفولة، الذي دفعه إلى تعلّم الرسم من خلال الممارسة، وأيضا المطالعة.

مروان - وهو أيضا من محبي الغوص والصيد تحت الماء - شغوف بالبحر، والبحر المتوسط بشكل خاص، وهو يقول إنه يرسم مدينة الجزائر ”مثل أي مدينة أخرى في الحوض المتوسطي؛ من خلال إعطاء أهمية أكبر لمكانتها كمدينة ساحلية أكثر من خصائصها المعمارية المعروفة عند الجميع”.

وبدأ هذا الفنان الرسم بدفع من خاله، الذي كان صديقا مقربا للتشكيلي الراحل محمد إسياخم. وقد ”نشأ في حي يقدم إطلالة خلابة على خليج الجزائر العاصمة، ولطالما أمضى ساعات لا تحصى في تأمل رأس سيدي مروان بمدينة تنس”، ولهذا فهو يعتبر أن البحر ”يمنحه فرصة عيش حياة ثانية موازية”؛ فهو مليء ”بالألوان والأشكال والتغيرات، التي تكون أحيانا مفاجئة”، وهي التي ”تشكل عالمه الفني”.

مروان - الموسيقي عاشق الفلامنكو والبلوز - يقوم بإعداد دعاماته ومزيج ألوانه بدقة، وهو يحب بشكل خاص الرسم بالسكين، وهي تقنية تسمح له بإعداد ألوانه على لوحة الألوان وليس على ورق الرسم مباشرة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يقدم الفنان مناظر لأطلال تيبازة الرومانية، وإطلالات لكورنيش جيجل، ورسومات لمدينة الجزائر وخليجها ليلا ونهارا. ويقول هذا التشكيلي الذي يتقن بشكل خاص تجسيد الأضواء وتدرجات اللون الأزرق، إنه يقدّر أيضا ”الطمأنينة التي يمنحها هذا الاختيار الفني”، بينما يصف أعماله بأنها ”متوسطية بكل بساطة”.