افتتاح احتفالات الربيع الأمازيغي بمقر المحافظة السامية للأمازيغية

مرحلة جديدة لما بعد الترسيم قوامها التكريس العلمي

مرحلة جديدة لما بعد الترسيم قوامها التكريس العلمي
  • القراءات: 749
مريم. ن مريم. ن

أحيت المحافظة السامية للأمازيغية أمس، ذكرى الربيع الأمازيغي وذلك في أجواء جديدة، اعتبرتها بمثابة افتخار وحماسة أكثر من العادة بالنظر إلى النص الجديد الذي تم إدراجه وآفاق التطور التي فتحت للأمازيغية من خلال ترسيمها في الدستور، ومن جهتها ستلتزم المحافظة بتشييد المرحلة الجديدة خاصة في المجال العلمي الذي سيكرس مكانة هذه اللغة. انطلقت الفعاليات بمقر المحافظة بالعاصمة، فبعد الاستماع إلى النشيد الوطني، تدخل السادة الضيوف المدعوين تباعا تقدمهم السيد إسماعيل أولبصير، الأمين العام بوزارة الثقافة الذي ثمّن البُعد الثقافي للذكرى باعتبارها مكونا هاما من الشخصية الجزائرية، مؤكدا أن أواصر التعاون ممدودة دوما بين الوزارة والمحافظة من خلال العديد من المناسبات ويكاد – حسبه - لا يخلو برنامج من هذا الحضور الذي يقطع كل التظاهرات الثقافية المسطرة.

بدوره، قدّم السيد شرفة ممثلا عن الوزير الأول السيد عبد المالك سلال تهانيه وتهاني الوزير الأول بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، متحدثا عن ترقية الأمازيغية لتتبوأ مكانتها كلغة وثقافة وحضارة وتوقف بالمناسبة عند الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية بمناسبة 16 أفريل (يوم العلم)، حيث أكد فيها أن الأمازيغية عنصر من عناصر الهوية الوطنية ورابط من روابط تراثنا وبالتالي، فإن الارتقاء بها يعني تمكينها في المجتمع. أما السيد عبد الرزاق بارة، المستشار لدى رئيس الجمهورية فتوقف عند ترسم الأمازيغية في الدستور بعد مسار طويل مبني على مطالب قائمة على أصالتنا الموحدة والجامعة والتي ترسخت في وثيقة تجمع كل الجزائريين، ثم توجه للحضور بالقول “انظروا زوجتي حضرت معي للاحتفال فهي ابنة بجاية وأنا ابن واد سوف وليس أحسن من ذلك دليل على ترابطنا وانصهارنا”. تناول الكلمة بعدها السيد سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ليشيد بما تحقق وكذا إثراؤه من خلال ورشات لتطوير هذه اللغة الوطنية، مضيفا بأن هذا المكسب، وبعيدا عن كل الاختلافات التافهة، يستوجب النظر إلى الرهانات التي تتطلب عملا لا يزال ينتظر ويلم شمل الجميع.

وأشار المتحدث إلى أنه حان الوقت بالنظر إلى المسار الطويل والمعتبر من التجميع العلمي لتعزيز تكريس هذه اللغة في بُعدها الأكاديمي من خلال تثمين الكفاءات في هذا المجال.بذات المناسبة، أسهب السيد عصاد في شكر القطاعات المتعاونة منها وزارات المجاهدين والتربية وكذا المعاهد ومؤسسات النشر العمومية.بعدها تم تكريم السيد عمي برقوق صالح ببرنوس والسيدة خوخة (تعذر عليها الحضور بسبب سنها الذي فاق القرن) وهما شخصان احتفظا باللسان الأمازيغي في منطقة الأطلس البليدي الذي لم يعد أهله يتحدثون اللغة وقد تم اكتشافهما من طرف حصة “إزوران” بإذاعة البليدة.قدم بعدها الأستاذ بوقلقول سليم من قسنطينة عرضا مصورا لمشروع أول قسم افتراضي لتعليم الأمازيغية عبر الانترنت بالتعاون مع مؤسسة إيزي إيديكايشن.في الأخير، تم تدشين منتدى أفكار “تمازيغت الآن” وكذا قاعة للاجتماعات ومكتبة ومركز التوثيق بمقر المحافظة.للإشارة، فقد تم على هامش الفعالية عقد ندوة صحفية نشطها السيد عصاد وتناول فيها جملة من المسائل المتعلقة أساسا ببرامج ومخططات عملية وعلمية سيتم تجسيدها على أرض الواقع بالتنسيق مع عدة شركاء.

أكد المتحدث أنه سيتم استقطاب كل الجزائريين وكل الكفاءات إلى مختلف الفضاءات منها مقر المحافظة الذي شهد توسعا كبيرا، كما أشار إلى أن العمل سيكون في مستوى التحدي خاصة بعد دسترة هذه اللغة الوطنية وذلك بوضع استراتيجية وتقديم مقترحات لمشاريع هيكلية والمضي في تعزيز العمل الأكاديمي الميداني في المدارس والجامعات خاصة. من بين القطاعات المستهدفة، ستكون وزارتي التربية والاتصال مع هذا الأخير تبث اللغة في 27 محطة الآن ويجري نشرها على كل المناطق كذلك مع وزارة المجاهدين والثقافة وغيرها وستكون 2016 سنة تعزيز النشر والترجمة وتأسيس دور نشر للأمازيغية وكذلك المضي نحو تأسيس أكاديمية الأمازيغية التي تنتظر صدور القانون التوجيهي الذي يكون نتاج مشاورات مع الكفاءات.

تحدث السيد عصاد عن بروتوكولات الاتفاقيات مع قطاعات مختلفة منها وزارة التربية الوطنية، حيث نصبت لجنة مشتركة باجتماعات دورية للتكفل بمشاريع بيداغوجية والمحافظة تقوم بوضع مخطط توافقي مع الشريك من أجل التنسيق، علما أنه تم إدراج هذه اللغة سنة 2016 في ولايتي تلمسان وعين الدفلى في طور الابتدائي ومن الممكن أن تكون في التحضيري وستكون هناك تعديلات يتم إدراجها ضمن القانون التوجيهي لسنة 2008 للقضاء على العزوف عن تعلمها خاصة وأن الدستور أعطى لها مكانتها.قدم السيد عصاد بعض الأرقام متعلقة بالتدريس، علما أن المحافظة تقترح برامج تكوين وأكد أنه في موسم 2015- 2016 تم تسجيل أكثر من 270 ألف متمدرس ويوجد حاليا 506 منصب مفتوح لتعليمها وسيفتح مستقبلا 711 منصبا جديدا علما أن المتخرجين بلسانس الأمازيغية بلغ عددهم 6 آلاف طالب وهي شهادات معترف بها في قطاع التوظيف العمومي ومن ضمن الولايات المستفيدة من برامج التدريس مؤخرا نجد تبسة وغليزان وميلة وتندوف.