الشاعر فؤاد ومان يبكي فلسطين

مرثية القضية مغنّاة

مرثية القضية مغنّاة
الشاعر الفنان توفيق ومان
  • القراءات: 868
مريم. ن مريم. ن

أطلق الشاعر الفنان توفيق ومان، مؤخرا، مرثية غنائية أداها بصوته وأهداها للشعب الفلسطيني؛ تضامنا معه في هذه الأيام العصيبة التي يواجه فيها آلة الدمار.

يؤدي ومان هذه المرثية بالغناء الذي يشبه البكائية، أرسلها أوّل أمس إلـى "المساء"، ويستهلها بـ: "بديت اليوم نحكي على القضية، فلسطين الغالية يا مومو عينيا، خانوك اخوانك اللي قالوا عروبية، ورجالك واقفة بصاروخ وبندقية، تضوي على الهانة على النيف والنخوية شربوا انخابك حثالة صهيونية، الجزائر واقفة بالحكم والشعبية، دم الشهدا اليوم شاهد عليّ، صاروخك غزة علقناه شي شوية والأقصى يعود رغما على الربية، بسواعد أولادك فلسطين الأبية وعلام يرفرف ونقول تحيا الحرية".

كانت القصيدة المغنّاة رائعة، وتشبه إلى حد كبير البكائية، تختزن في قافيتها الشجن، وكان الصوت رغم وضوحه وفصاحته، متألما، علما أنّ هذا النوع من الأداء مترسخ في تراثنا الشعبي، وكان يُنشد زمن الاستعمار الفرنسي عن الشهداء أو المنفيين والمهاجرين. ويمتاز هذا الشعر بالوضوح والسهولة والبعد عن التكلف بمعان بسيطة خالية من الصور الفلسفية العويصة والتراكيب المعقدة، والسخاء في المعاني والتعابير، التي غالبا ما كانت متتالية ومتقاربة، تعكس الحالة النفسية الواحدة، المتمثلة في الوجع على ما يعيشه الشعب الفلسطيني من مأساة إنسانية، وذلك بأفكار واضحة ترتكز على موضوع واحد يمثل الوحدة الفنية للقصيدة المغناة، تسيطر فيها المشاعر المتوهجة على الشاعر ومان، بوجدان مرهف وثائر في الوقت نفسه.

وتدخل هذه القصيدة ضمن إطار الشعر الملتزم، الذي يتجلى في مشاركة الشاعر هموم الأمة وآلامها وأمالها، والتعبير عن المواقف التي تتطلبها مهما كلفه الأمر في نكران تام للذات وخدمة للصالح العام. وعادة ما يؤسَّس هذا الالتزام على الموقف الذي يتخذه الشاعر أو المبدع كموقف مبني على الوضوح والصراحة والصدق؛ فهو لسان الأمة ورسولها، ولا يسَعَه إلا إيصال ما يتوجّب إيصاله بكل شجاعة وإقدام، واستعداد منوطٍ بتحمّل تبعات موقفه؛ إخلاصا منه للرسالة التي يودّ إيصالها. والالتزام كما ورد في مصطلحات الأدب، "هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكره معينة عن الإنسان، لا لمجرد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال".

للإشارة، سبق للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية عن فلسطين، امتد صداها إلى العديد من البلدان العربية؛ دعما للقضية الفلسطينية. كما تسعى، منذ أيام، لبرمجة نشاط خاص بالقدس، وهو ما يعكس رسوخ القضية في الوجدان الجزائري.