بوعزارة يقدم جديد إصداراته بالمكتبة الوطنية

مذكرات شاهد على أيام عاشتها الجزائر

مذكرات شاهد على أيام عاشتها الجزائر
الأستاذ محمد بوعزارة
  • القراءات: 934
مريم. ن مريم. ن

قدم الأستاذ محمد بوعزارة، أول أمس، بالمكتبة الوطنية، كتابيه الجديدين "بومدين في عيون الآخرين"، وصور من رحلاتي وذكرياتي عبر العالم"، وهما عصارة ذكريات هذا الإعلامي والبرلماني المخضرم، الذي أراد للأجيال القادمة، أن تتطلع عليها، لتكتشف جوانب مهمة من جزائر لم يعيشوها، كما لم يخل الإصداران من قناعات كاتبها ومواقفه من الأحداث التي عاشها.

في كلمته الافتتاحية، تحدث بوعزارة عن كتابه الخاص بالرئيس الراحل بومدين، متوقفا عند الكثير من المحطات، منها مشاركته في مظاهرات 08 ماي 1945 في مسقط رأسه بقالمة، ثم رحلته إلى الأزهر الشريف، وما كان فيها من تعب ومخاطر، وصولا إلى مهامه أثناء ثورة التحرير، وقيادة أركان الثورة في تونس، فإلى وضعه الأسس الصلبة للجيش الوطني الشعبي، بعد استرجاع الاستقلال، إلى اعتلائه رئاسة الدولة، متبنيا مشروعه المبني على العدالة الاجتماعية والدفاع عن الطبقات الهشة، التي قهرها المستعمر. عاتب المتحدث المعنيين بتهميش تاريخ بومدين وذكراه، مستشهدا بمقولة أحد رؤساء الصين "إن العرب يقتلون زعماءهم مرتين، مرة بالمشاكل المتداخلة التي تسقطهم في عز الشباب، ومرة بالنسيان المُتعمد أو غير المقصود".

تقدم بعدها الروائي والمترجم والناقد محمد ساري، ليعرض كتاب "بومدين  في عيون الآخرين"، ويتوقف قبلها عند ذكرياته مع الراحل بومدين، وكيف كان معجبا بخطاباته التي بلغت قمة التواصل، كما أشار إلى أن سياسة التعريب للراحل، جعلته يتعرب ويكتب بعض أعماله بلغة الضاد، كما أشار ساري إلى أن اسم بومدين ارتبط بالفقراء والمظلومين، حيث قال "الدولة الجزائرية منحت الفقراء مجانية التعليم، لذلك تعلمنا نحن أبناء الشعب"، مضيفا أن هذه الصورة لم تنكسر مع السنين، وبقيت ذكريات أخرى راسخة عنده، منها تطوع الطلبة في الثورة الزراعية، وكيف كان الفلاحون يسمونهم "أبناء بومدين". شرع بعدها ساري في تقديم الكتاب ذي 500 صفحة، مقترحا دمج بعض الفصول، تفاديا للتكرار، مثمنا في ذات الوقت، مقدمة الكتاب التي وقعها المؤرخ الكبير نصر الدين سعيدوني، مشيدا بتمكن بوعزارة من كتابة المقالة المختصرة الهادفة بأسلوب سلس ولغة متزنة، وبقناعات مستمدة من البيئة السياسية والاجتماعية.

أكد ساري أننا، اليوم، في الجزائر، لا نملك سيرة ذاتية مكتملة للراحل بومدين، منذ رحيله في ديسمبر 1978، عكس زعماء دول أخرى توثق لرجالها، متسائلا عن سبب غياب المؤرخين الجزائريين، خاصة في توثيق التفاصيل وجمع الشهادات، كما دعا إلى ضرورة توخي الموضوعية العلمية في مثل هذه الكتابات، بعيدا عن التقديس والمبالغة والذاتية، وأن بومدين كان له أخطاؤه أيضا، باعتباره بشرا، رغم أن ساري نفى عن بومدين الدموية، وقال إنه لم يكن سفاحا متوقفا عند بعض مواقفه مع الطاهر الزبيري والإمام سلطاني بمسجد الحراش، كما عرض بعض الشخصيات التي رافقت بومدين، منها مسعود زقار صاحب ديبلوماسية الظل، ليخلص ساري إلى أن الكتاب ممتع ويستحق القراءة.     

أما الكتاب الثاني "صور من رحلاتي وذكرياتي عبر العالم"، فقدمه الأستاذ العربي بريك، الذي اعتبره مفيدا أكثر للأجيال التي لم تعش مرحلة جيل بوعزارة، ليقرأ بعضا من مقدمته التي وقعها المؤرخ محمد الأمين بلغيث، ويؤكد أن الكتاب جاء بأسلوب صحفي مختلف عن الأسلوب الأكاديمي والأدبي، وهو ـ حسبه- غني بالمعلومات، مضيفا أن بوعزارة بدأه منذ رحلته الأولى للقاهرة سنة 1974، لتتوالى الرحلات إلى عشرات الدول عبر العالم، علما أنه في كل ذلك، عبر عن تعلقه بالمدن الجزائرية، خاصة العاصمة وبجاية والأغواط.وقد شهدت المناقشة العديد من التدخلات، منها تدخل الدكتور محمد العربي الزبيري وعلي دراع وغيرهما. كما تم على هامش الندوة، تنظيم بيع بالتوقيع للكتابين.