تيارت

مدينة فرندة.. تراث حضاري يبحث عن ضوء

مدينة فرندة.. تراث حضاري يبحث عن ضوء
  • القراءات: 3868
 ن. خيالي ن. خيالي

عجزت مدينة فرندة بولاية تيارت عن استغلال موروثها الثقافي والتاريخي، وهي المدينة التي كانت ذات يوم مصدر إلهام للعلامة ابن خلدون، الذي استقر بها ردحا من الزمن، مكنته من كتابة أجزاء من مقدمته الشهيرة، كما ولد وترعرع فيها المستشرق والكاتب الفرنسي جاك بارك، إضافة أنها مدينة زاخرة بالمواقع الأثرية الشاهدة على عطاء هذه المنطقة عبر عصور من الزمن.

واستطاعت فرندة، أن تكون مركز إشعاع فكري، ويعود تاريخ جدارها الشهير باسم "سيبية" إلى العهد الروماني، إلا أنه في ظل التقصير أو تجاهل المسؤولين المتعاقبين على مستوى المحلي، دفعت بهذه المنطقة إلى أن تخلد في سبات عميق، حيث أنها تعيش قحطا فكريا لا يتناسب وتاريخها الثقافي الزاخر.

ومن بين أمهات المشاكل التي تحول أن تصبح فرندة رائدة في المجال الثقافي وفي كل نواحي الحياة الأخرى، عدم القيام بالرعاية اللازمة والمرجوة لمغارة العلامة ابن خلدون المتواجدة بمنطقة تاوغزوت، البعيدة بخمس كيلومترات عن مقر بلدية فرندة، والتي تفتقد إلى العديد من الأمور الضرورية كالتهيئة العامة، وكذا العمل على تنميتها لتصبح منبرا حقيقيا يعكس بصدق طابع المنطقة التي تضم الخلوة التي كتب فيها العلامة جزء من مقدمته الشهيرة في علم الاجتماع.

يضاف إلى ذلك عدم الاستغلال الأمثل للكتب القيمة التي تحويها مكتبة جاك بارك، التي تضم أكثر من 24 ألف عنوان، منها أكثر من  أربعة ألف عنوان أهدتها عائلة جاك بارك إلى المكتبة بناء على وصيته، وكذا عدم قيام مديرية الثقافة بالولاية برقمنة كل الكتب المتواجدة بالمكتبة وربطها بالمكتبة الوطنية بالحامة بالجزائر العاصمة، بناء على قرار وزير الثقافة خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.

وبالتالي حرمان الملايين من الجزائريين وغيرهم من مطالعة كتب قيمة في كل المجالات وبقائها مكدسة في رفوف مكتبة فرندة.