سهرة فنية أندلسية بأوبرا الجزائر

مدارس الموسيقى الكلاسيكية تلتقي عند "بوعلام بسايح"

مدارس الموسيقى الكلاسيكية تلتقي عند "بوعلام بسايح"
  • 566
د. م د. م

استقبلت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، أول أمس، حفلا فنيا طربيا من إحياء مجموعة من الأصوات الفنية الجزائرية العذبة من قسنطينة وتلمسان، أمتعوا الجمهور بباقة من أبهى الأغاني الأندلسية الجزائرية. وقُدمت خلال هذا الحفل المميز، أعذب الألحان والأنغام التي عزفها الجوق الأندلسي لأوبرا الجزائر، تحت قيادة نجيب كاتب. ورافقتها أصوات كل من عبد الرشيد سقني ونزيم لمنور من مدرسة "المالوف" قسنطينة، والصوت النسائي الجميل مريم بن علال من مدرسة "الغرناطي" بتلمسان.

وافتتح المطرب عبد الرشيد سقني برنامج السهرة بمقدمة موسيقية أندلسية ترحيبية، مهدت لمجموعة من الأغاني الشعبية التي اختارها الفنان في طبع المزموم المليء بالحركات الموسيقية المبهجة والخفيفة، والمؤنسة كذلك. فغنى "بالله يا حمامي"، و"شهلة لعياني"، و"عشاق ممحون"، و ختمها بـ "سيدي راشد يا طير الحر". ومقتطفات أخرى تفاعل الحضور معها بالرقص والزغاريد. وعبّر الفنان سقني عن بالغ إعجابه بجمهور أوبرا الجزائر، وتفاعله مع الوصلات الغنائية. وعدّ ذلك "مؤشرا إيجابيا" على ارتباط الجزائريين بثقافتهم وتراثهم الوطني. وأردف أن طموحه هو "المساهمة في تسجيل مزيد من الأغاني والأعمال المرتبطة بفن المالوف القسنطيني؛ حتى تبقى محفوظة للأجيال اللاحقة".

كما اعتلت الفنانة مريم بن علال الخشبة بكامل أناقتها وهي ترتدي زيا تقليديا جزائريا من نوع "كاراكو"؛ حيث قدمت برنامجا موسيقيا 100 ٪ مديح مصنع من مدرسة تلمسان بدءا بـ "سيدي محمد الحبيب"، متبوعا بقصائد مشهورة أخرى على غرار "حب ناره رقات" كلمات عيسى الأغواطي، وقصيدة "الحمد لله نلت قصدي" من كلمات عبد الكريم دالي، و"طار ولا صاب جناح" من نظم الشاعر محمد بن مسايب، إضافة الى "أحسن ما يقال عندي" التي كتبها الشاعر لخضر بن خلوف.

من جهته، سجل المطرب الشاب نزيم لمنور، بهذه المناسبة، أول ظهور له على خشبة أوبرا الجزائر، وبرفقة جوقها الموسيقي أيضا. وعدّ ذلك "إضافة قيمة لمساره الفني الذي بدأه انطلاقا من جمعية "مقام قسنطينة" سنة 1995، قبل أن يخوض مسارا احترافيا في هذا المجال.

أما بخصوص برنامجه الموسيقي المختار لهذه السهرة، فتميز هو الآخر بلمسة احتفالية، ومختارات "تليق بسهرات رمضان، ومزاج الجمهور الذي يبحث عن لحظات بهجة رفاه"، على حد قول الفنان. كما قدّم برنامجين في طبع "المزموم" و"الحسين". وتجوّل بين أطراف قصائد تتغنى بالحب والوصل؛ على غرار "يا لايم علاش تلوم؟" في نوع الحوزي، و"البوغي"، و"قدام دارك"، و"نصبو لمحلة" و"حمى يا المداني".