المدير العام لديوان تسيير واستغلال الممتلكات المحمية، عبد الوهاب زكاغ:

مداخيل الديوان ارتفعت من6 إلى 20 بالمائة

مداخيل الديوان ارتفعت من6 إلى 20 بالمائة
  • القراءات: 1649
❊  مريم . ن ❊ مريم . ن

استضاف «موعد سجالات ومعنى» بنادي «عيسى مسعودي» بالإذاعة الوطنية، السيد عبد الوهاب زكاغ مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، للحديث عن فعاليات شهر التراث الممتدة إلى غاية 18 ماي الجاري، واستعراض أهم مشاريع الترميم والتثمين والتأطير.

أشار الضيف إلى أنّ شهر التراث هذه السنة يحمل شعار «تراثي.. مستقبلي»، وهو موجّه بالدرجة الأولى لتلاميذ المدارس (العمومية والخاصة) عبر مختلف مناطق الوطن. كما يتم استضافة التلاميذ بالمجان عبر المواقع الأثرية، ناهيك عن فتح الورشات، مما يعدّ ـ حسبه ـ استثمارا في الطفل كي لا يكون في المستقبل عدوا لهذا التراث؛ لا يهدمه ولا يهمله.

وأكد السيد زكاغ برمجة ضمن هذا البرنامج، زيارات إلى عدة مواقع، منها تنظيم ورشات بها كوهران وتيبازة ومليانة وقسنطينة وغيرها. وبالفعل قام هؤلاء بنشر صور النشاطات على فيسبوك. كما يتضمن برنامج شهر التراث العديد من المحاضرات والمعارض وغيرها، ليبقى مناسبة لتقييم الجهود المبذولة طوال السنة.

وتحدّث السيد زكاغ عن مسجد «كتشاوة» الذي افتتح منذ أيام وتكفلت بترميمه وكالة «تيكا» التركية تحت إشراف جزائري، علما أنّ المسجد مصنّف كتراث وطني، ويخضع للقانون، وهو محمي، وبالتالي لا يجوز التدخل فيه مباشرة، وكيفما شاء، مما تطلّب المراقبة المستمرة للأشغال التي كانت تحت إشرافه، وكان ممثلو عدة قطاعات يجتمعون كل 15 يوما ضمن لجنة مشتركة للتقييم والمصادقة على التدخلات، علما أن هناك تفاصيل مخفية في الترميم لا تظهر إلا خلال الأشغال. كما تم ردع أي تغيير للأشكال أو النماذج. ولأن المكان مطلوب كمصلى وليس كمتحف، تم إخفاء بعض الصور الدينية المسيحية؛ الصلبان. كما حُول المدخل الرئيس الذي لا يتماشى وموقع القبلة، وأصبح مخرجا.

المشروع، حسب ضيف «سجالات ومعنى»، سمح بتكوين 30 جزائريا عبر الورشات، ولذلك ينبغي المحافظة على هذا المكسب، وعدم تضييعه، كما حصل بترميم كاتدرائية السيدة الإفريقية؛ حيث غادر 25 جزائريا متكونا إلى فرنسا.

وصرح الضيف بأنه تم اتفاق مع والي العاصمة كي يتم تسيير المسجد من طرف الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، وإقامة الحراسة عليه وعلى التجهيزات الدقيقة التي بداخله. كما سيتم تنظيم زيارات سياحية إليه في الصباح؛ أي خارج أوقات الصلاة. وتمنى أن تعمَّم التجربة على باقي المساجد التاريخية، ويخصّص لها مرشدون.

وفيما يتعلق بمتحف الميترو أشار إلى زكاغ إلى أنّه يختصر 2000 سنة من تاريخ الجزائر، وكل طبقة وكل ما وُجد يخضع للدراسة، مما اعتبره تصحيحا لتاريخ الجزائر الذي كُتب نظريا، وغالبا ما كتب القديم منه الفرنسيون، وبالتالي توفرت اليوم التفاصيل، وأصبح يُعرف من هدم الجزائر ومن بناها. وأكد أن الأشغال توقفت على السطح لإعطاء المجال لأشغال الميترو الذي سيخدم زوار القصبة وساحة الشهداء التي تهوّت وتغيّرت. كما يتمكن المسافرون من رؤية بعض التحف والحفريات والمخططات والأثاث. وسيُفتتح الموقع بالكامل للجمهور في آفاق 2020.

وبالنسبة للباهية وهران التي ستكون على موعد مع الألعاب المتوسطية في 2021، سيتم ترميم مسجد الباشا وقصر الباي بالتعاون مع مؤسسة «تيكا» التركية.

وقال زكاغ إنه سينتقل قريبا إلى وهران التي ستحتضن يومي 8 و9 ماي ملتقى المدن القديمة. أما بالنسبة لقسنطينة فكان من المفروض أن ترمّم كل معالمها، منها الفنادق ضمن برنامج تظاهرتها العربية، لكن الأزمة المالية عطّلت بعض المشاريع، علما أن الغلاف المالي بلغ 7.7 ملايير دج بـ 74 مشروعا، منها فتح 34 ورشة. وقد أُدرج ترميم 8 مساجد من ضمن 12. ويتم التدخل في كل مرة بـ 4 مساجد، وفُتحت المساجد الكبرى للصلاة.

وفي سؤال طرحته «المساء» خاص بمدى إدماج هذا القطاع في الحركة الاقتصادية، خاصة من حيث التفعيل السياحي، رد الضيف بأن هناك اتفاقية بين وزارتي الثقافة والسياحة التي لا بد أن تدخل كشريك ولا تنتظر اللحظات الأخيرة للتدخل في تهيئة الموقع. وأوضح أنّ المعلم التاريخي إذا لم يُستغل سياحيا يمت، مثمنا الشراكة مع القطاع الخاص واستثماراته التي تخضع لدفتر شروط. وبالمناسبة أعلن السيد زكاغ عن أنّ الجانب التجاري والاقتصادي للديوان ارتفعت نسبته من 5 بالمائة إلى 20 بالمائة.

مشاريع أخرى تحدّث عنها الضيف، منها ترميم مسجد «أبي المهاجر دينار» بميلة، الذي كان مكلفا به الراحل عزوز باجاجا من قسنطينة، وترميم الزاوية التجانية ببوسمعون، وتوقف عند خصوصيات الترميم والبناء بجنوبنا الكبير.

 

  مريم . ن