الموقع الأثري "مرسى الدجاج" بزموري البحري

مخطط تقني للحماية واستصلاح المكونات

مخطط تقني للحماية واستصلاح المكونات
  • القراءات: 729

يستفيد قريبا الموقع الأثري المشهور باسم "مرسى الدجاج" الكائن بزموري البحري (شرق بومرداس) الذي اكتشف سنة 2006 إثر عمليات تحري وتنقيب أولية، أجرتها مصالح مديرية الثقافة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية "السواقي"، من مخطط تقني لحمايته واستصلاح مكوناته، شرع مكتب دراسات متخصص مؤخرا في إعداده.

تم اختيار وتنصيب مكتب الدراسات المذكور من طرف اللجنة الولائية لحماية الممتلكات الثقافية بعدما تم تسجيل وتصنيف هذا المعلم الأثري الهام سنة 2016 كمعلم أثري وطني، إثر النتائج الإيجابية لعمليات الحفر والتنقيب الأولية التي قام بها خبراء المعهد الوطني للآثار.

يتربع هذا الموقع على مساحة سبعة هكتارات، ويستفيد قريبا أيضا ـ بعدما تم تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للولاية ـ من عملية تسييج بالكامل بالتعاون مع بلدية زموري من أجل حمايته من الإتلاف وسرقة محتوياته الأثرية.

حظي هذا الموقع الأثري، الذي يحتوي على طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية للمنطقة، بدءا بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية (الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع هجري -10 ميلادي - والقرن السادس هجري -12ميلادي-)، بالعناية ابتداء من سنة 2017 بعدما استفاد من أشغال "ريادة واستكشاف أثري"، شارك فيها 35 طالبا من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 تحت إشراف وتأطير الأستاذة الجامعية حنفي عائشة، بمشاركة أساتذة وباحثين في مختلف التخصصات.

تعد عملية "الريادة والاستكشاف الأثري" الثانية من نوعها، حيث أن هذا الموقع استفاد كذلك من حفريات سبر الأغوار شهر مارس 2007 وحققت العملية نتائج علمية هامة، أكدت ما يكتنزه من أثار باطنية شجعت على تصنيف الموقع وطنيا بتاريخ 28 أفريل 2016.

كشفت أعمال الريادة والاستكشاف المذكورة التي تواصلت على مدار 15 يوما عن وجود أسوار قد تكون لمنازل متتابعة تدل على وجود  مدينة بأكملها عاشت لأحقاب بالمكان كما وجدت به أدوات فخارية ومواد بناء وأحجار كلسية ورملية وقطع نقدية تعود إلى الفترة النوميدية أي القرن الثاني قبل الميلاد.

للإشارة، تم اكتشاف هذا الموقع الأثري سنة 2006 جراء عمليات  التحري والمعاينة، أجرتها مصالح التراث الثقافي بمديرية الثقافة للولاية  بالتنسيق مع الجمعية الثقافية (السواقي) المتخصصة في المجال ليتم بعد ذلك التأكد من أهمية الموقع من الوجهة التاريخية وعلم الآثار وثرائه الأركيولوجي.

على إثر ذلك، أثبتت التحريات الميدانية والمصادر والمراجع التاريخية التي استندت عليها الأبحاث التي أجريت في المجال من طرف أخصائيين، أنّ المكان الأثري المذكور يتضمن موقع للمدينة التاريخية المعروفة باسم "مرسى الدجاج" التي اشتهرت في الفترة الإسلامية وعرفت قديما باسم "روسوبيكاري" وهي من أشهر مدن "موريطانيا القيصرية"، حيث بنيت وشيدت على أنقاض مرفأ "روسوبيكاري "الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد.

وحسب المؤرخين، فقد تعرضت مدينة مرسى الدجاج سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة "يحيى بن أبي غانية الميورقي" الذي ثار على "الموحدين" فهدم مدن وحصون هذه الدولة الموحدية ولم يتم تعميرها بعد هذا الخراب، مما أدى إلى تحولها إلى أطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن ولم يعاد اكتشاف مكانها إلا سنة 2006.