عن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار

محمد ملايكة يستعرض "أحداث من الذاكرة"

محمد ملايكة يستعرض "أحداث من الذاكرة"
  • القراءات: 2379

عاد الصحفي محمد ملايكة، بكتاب جديد تحت عنوان "أحداث من الذاكرة"، صدر عن المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، تناول في أربعين صفحة، محطات من مسيرته الإعلامية التي تجاوزت الخمسة والأربعين سنة.

قسم الإعلامي والكاتب محمد ملايكة كتابه هذا إلى عدة محطات، فكتب في بداية مؤلفه الجديد عن إرادة بعض الشخصيات الجزائرية في التحول إلى اللغة العربية،  بعد أن كانوا يجهلونها تماما ولا يتعاملون بها، وقدم مثالا بوزير التجارة الأسبق العياشي باكر والصحفي بن يوسف واعدية والمختص في السينما أحمد بجاوي.

مكة والقاهرة

كتب أيضا عن مرافقته لصديقه المقرب مصطفى سالمي إلى العمرة، وكيف أنه اهتم بكل الإجراءات الإدارية الخاصة، مثل التأشيرة والحجز وغير ذلك من مستلزمات السفر، وتعجب من إحاطة الكعبة بالأضواء الكاشفة والصور العملاقة لترويج العطور، في حين كان ينتظر أن تكون الكعبة محاطة بالمساجد والمراكز الثقافية والتاريخية القديمة، لا بمظاهر الحياة المزيفة.

كتب ملايكة أيضا عن خدعة المظاهر، فحين كان طالبا بجامعة القاهرة، سكن في بداية الأمر مع بعض الزملاء في فندق قديم بشارع رمسيس، وبالضبط قبالة المعهد العربي للموسيقى الذي درس فيه كبار الفنانين والموسيقيين العرب وغيرهم. وفي يوم من الأيام، لاحظ حركة غير عادية في المعهد، فقيل له إنه سيتم تكريم الفنانة فيروز في حفل يحضره عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، فتوجه إلى المعهد بغرض حضور الحفل، فلم يتمكّن من ذلك، إلا أنه بعد أن حلق ذهنه وارتدى بذلة أنيقة، سمح له بالدخول.

نيويورك، عاصمة لا تنام

كتب ملايكة أيضا عن نيويورك، ففي سنة 1974 كُلّف بتغطية الدورة 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ترأستها الجزائر في شخص الرئيس الحالي السيد عبد العزيز بوتفليقة، والتي دامت ثلاثة أشهر، وفي هذا السياق، زار عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية، ومرة لفتت انتباهه، لوحة كبيرة كتب عليها "من فضلكم، لا تبصقوا، أتركوا وجه أمريكا نظيفا"، فتذكر حال أحيائنا وتنهد.

كما كتب عن حادثة وقعت له مع الدبلوماسي عزوط الذي قال له إنه بإمكانه إيجاد كل شيء في نيويورك إلا الوالدين، وأخذه إلى محل في الثانية ليلا، وتمكنا من سماع أغنية للحاج محمد العنقاء.

مع الرئيس بن جديد

من بكين أيضا، تشكلت ذكريات في ذهن محمد ملايكة، حيث سافر إليها سنتي 1982 و1986، وقد كان ضمن الوفد الصحفي الذي رافق الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، وسأل عن خلو العاصمة من الناس، رغم أن الصين يسكنها أكثر من مليار نسمة، فقيل له إن بكين لا يدخلها كل من هب ودب. فهناك قوانين صارمة تمنع الذين لا شغل لهم ولا مصالح ضرورية من دخول العاصمة.

وكُلف ملايكة أيضا بتغطية الزيارات الرسمية للرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد، في جولة قادته إلى يوغوسلافيا ـ سابقاـ والكويت والإمارات العربية المتحدة والهند والصين الشعبية، وقال له الرئيس إنه يتابع كل الحوارات التي يجريها مع الوزراء، كما طالبه بضرورة عدم التساهل مع الوزراء وعدم التردد في طرح الأسئلة الصعبة والواقعية.

ملايكة يتساءل

لم يفهم ملايكة سبب عدم بناء الدولة الجزائرية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، دار جديدة للتلفزيون، وبقائها محصورة في مقر شارع الشهداء، رغم أن هذا الأمر تحقق بالنسبة للقنوات الرسمية للدول العربية. كما تساءل أيضا عن السبب الذي دفع به إلى رفض المهمات في الخارج منذ سنة 1998، وبقي عليه هذا الأمر حتى في سنوات تقاعده، حيث قال لابنته الصحفية المقيمة بكندا، إن الذهاب إلى كندا يتوجب عليه قطع المحيط الأطلسي لمدة تسع ساعات بالطائرة، مع العلم أنه فعلها أكثر من عشرين مرة ذهابا وإيابا في إطار المهمات المهنية.

ومع بومدين، قصة أيضا

تنقل ملايكة من الأردن إلى مصر لاستكمال دراسته، وحدث أن زار الرئيس الراحل هواري بومدين، مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة لاستقبال الجالية الجزائرية، خاصة الطلبة الجزائريين، فالتقى ملايكة ببومدين، وكان ملتحيا، فتساءل الرئيس عن سبب عدم حلاقة ملايكة للحيته، وهل يرجع ذلك إلى أن المنحة لا تكفي، فأجابه محمد أن المنحة فعلا لا تكفي، فما كان من الرئيس إلا أن أصدر قرارا برفع المنحة الدراسية وتخصيص مبلغ مالي معتبر يقسم على الطلبة كهبة من الرئاسة.

في المقابل، التقى ملايكة بعد حصوله على التقاعد سنة 2016، بالزميل والصحفي العيد بن عروس، وفي يوم من الأيام، طلب منه هذا الأخير، زيارة الزميل الآخر عز الدين بوكردوس، وحدث ذلك وطلب بوكردوس منهما التوجه إلى مقهى (بومدين) الذي يقع في أول قرية اشتراكية دشنها الرئيس بومدين بصحبة الرائد فيدال كاسترو.

زيارة إلى أماكن مقدسة

درس ملايكة أيضا في الأردن، وبالضبط في مدينة نابلس بالضفة الغربية قبل الاحتلال الصهيوني، فكان يزور القدس وكان يصلي في المسجد الأقصى. كما زار كنيسة القيامة وقدم نفسه على أنه مسيحي حتى يدخلها، ومن ثمة زار أريحا.

رفض أن يكون رئيسا لبلدية البليدة

كان محمد ملايكة مناضلا في قسمة جبهة التحرير الوطني في مدينة البليدة، وترشح للانتخابات المحلية بطلب من المسؤولين في القسمة، وفاز بها، لكنه لم يقبل أن يكون رئيسا للبلدية، نظرا لانشغالاته في المجال الإعلامي، وفضل أن يبقى  عضوا في البلدية.

عمي محمود وعمي أحمد

كتب ملايكة عن عمي محمود، المدير العام لأسواق الفلاح في الجزائر، الذي كان يعيش في مكتبه الموجود في سوق الفلاح العملاق بالصنوبر البحري لمدة أربعين سنة. كان مساعدا للضعفاء، والوحيد الذي يطبق البيع بالتقسيط، مع أن القوانين كانت تمنع ذلك. أما عمي أحمد، فقد كان يملك المطعم العائلي المختص في المشويات الواقع في غابة سيدي فرج خلال سنوات، وكان يستقبل شخصيات سياسية وإعلامية، ومن بينها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.