ملتقى وطني بجامعة أم البواقي

"محمد العربي بن مهيدي ومسيرته النضالية والثورية"

"محمد العربي بن مهيدي ومسيرته النضالية والثورية"
ملتقى وطني بجامعة أم البواقي
  • القراءات: 2322
❊د.مالك ❊د.مالك

تنظم جامعة "محمد العربي بن مهيدي" بأم البواقي، وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، الملتقى الوطني "محمد العربي بن مهيدي ومسيرته النضالية والثورية"، يومي 03 و04 مارس الداخل، بقاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة.

جاء في ديباجة الملتقى، توطئة خاصة عن الثورة الجزائرية التي تعتبر من أبرز الثورات التي شهدها العالم في القرن العشرين، لطول الفترة التي عرفتها والعنف العسكري الاستعماري الذي صاحبها والخسائر الكبرى التي تركتها، خاصة من الناحية البشرية. كما أن الحرب التي شنتها فرنسا مستعملة مختلف الأسلحة، حتى المحظورة منها دوليا، والعنف الذي صاحبها، ترك آثارا نفسية ما زالت قائمة إلى غاية اليوم.

من بين رواد النضال الوطني والثوري الأوائل، الشهيد العربي بن مهيدي، الذي بدأ النضال في وقت مبكر، وهو ما عرضه للاعتقال بعد مشاركته في مظاهرات 08 ماي، وبعد إطلاق سراحه، لم ينتظر كثيرا من أجل الانضمام إلى المنظمة الخاصة التي أسست في بداية سنة 1947، وكان الهدف منها التحضير للعمل المسلح. وقد برز الشهيد بن مهيدي بعد ذلك في كل المحطات الثورية المتعاقبة؛ فكان من الذين لعبوا دورا مهما في تشكيل اللجنة الثورية للوحدة والعمل، ومن أهم قادة مجموعة 22، وهو الأمر الذي أهله لأن يكون ضمن مجموعة القادة الست التاريخيين، الذين كان لهم شرف تأسيس جبهة وجيش التحرير الوطني، والإعلان عن الكفاح المسلح في الفاتح نوفمبر 1954.   

دأبت جامعة أم البواقي، التي تحمل اسم الشهيد محمد العربي بن مهيدي، على إحياء ذكرى استشهاده في بداية مارس من كل سنة، فتم تنظيم العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية. ولكي نضمن الاستمرارية والجدية العلمية لهذه الملتقيات وطبع المداخلات، حتى لا نقع في تكرار واجترار ما فات، والتعمق بالبحث في مختلف جوانب شخصية ابن مهيدي والظروف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المحيطة به، ارتأينا هذه السنة أن نسلط الضوء على المراحل الأولى لتشكل شخصيته وبداية مسيرته النضالية والثورية قبل اندلاع الثورة التحريرية. 

يهدف الملتقى إلى إبراز مكانة الثورة الجزائرية وأهميتها، والتذكير بالتضحيات الكبرى لصانعي ومفجري ثورة نوفمبر 1954، ومنهم العربي بن مهيدي، وربط تاريخنا البعيد والقريب بحاضرنا ومستقبلنا إذا ما اعتبرنا أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب، علاوة على التذكير بوحشية الاستعمار الفرنسي وطرقه الجهنمية في القضاء على الثورة، وجرائمه المرتكبة ضد الجزائريين، والتذكير أيضا بضرورة الاهتمام بكتابة تاريخنا بصفة عامة، وتاريخ الثورة بصفة خاصة.

ينتقل الملتقى بين محاور عديدة هامة، على غرار التطرق إلى دور البيئة الطبيعية والحاضنة الاجتماعية والمناخ السياسي في صقل شخصية العربي بن مهيدي، والوقوف عند موضوع النضال السياسي الوطني خلال الحرب العالمية الثانية ودور العربي بن مهيدي، تأسيس، هيكلة ونشاطات المنظمة الخاصة (تجنيد، تدريب، تسليح، استعلامات، الخ..) في القطاع القسنطيني وإسهامات العربي بن مهيدي فيها، والحديث عن ابن مهيدي في الكتابات التاريخية والإعلام)مذكرات ـ شهادات ـ صحافة ـ سمعي بصري... الخ).

كما سيعرج الملتقى على أزمة الحركة الوطنية (1950-1954) ودورها في دفع كوادر المنظمة الخاصة إلى إحداث النقلة الثورية، وعن موضوع ابن مهيدي من خلال مذكرات وشهادات رفاقه قبل نوفمبر 1954 (الهاشمي ترودي، ابراهيم شرقي، عبد القادر العمودي، حسين أيت أحمد، محمد بوضياف، عبد الرحمان قيراس، عمار بن عودة، محمد مشاطي، عبد السلام حباشي، لخضر بن طوبال، ألخ..).