في العدد الأخير لمجلة ”آفاق سينمائية” عن جامعة وهران

محمد الأمين بن ربيع يعود لفيلم ”شرف القبيلة” بالتحليل

محمد الأمين بن ربيع يعود لفيلم ”شرف القبيلة” بالتحليل
محمد الأمين بن ربيع يعود لفيلم ”شرف القبيلة” بالتحليل
  • القراءات: 1349
دليلة مالك دليلة مالك

نشر الكاتب الروائي محمد الأمين بن ربيع، ضمن مجلة ”آفاق سينمائية”، الصادرة عن جامعة وهران في العدد الخاص بشهر جوان (مجلد رقم 7)، مقالا موسوما بـ"أبعاد المجتمع الديستوبي (المدينة الفاسدة) في فيلم ”شرف القبيلة”، حيث يشير الكاتب إلى أن من أكثر الأسباب التي جعلته يعود إلى هذا الفيلم مُشاهِدا ومحللا، هو تقارب مضمونه مع راهن أيام الناس، موضحا أن الفيلم للمخرج الراحل محمود زموري، محمل برؤية استشرافية، لا يضاهيه في قوة رؤيته سوى الرواية التي اقتبس عنها لرشيد ميموني.

قال محمد الأمين بن ربيع، إن محمود زموري يُقدم في فيلمه ”شرف القبيلة” (90 دقيقة، إنتاج 1993) حكاية القبيلة التي لا تبالي بالشرف، من خلال تصوير الزيتونة المعلقة في شعب الجبال، والمنعزلة بإرادتها عن كل ما يحدث خارجها، في هذا المقال نجيب عن الإشكالية الأساسية التي يتمحور حولها هذا المنجز السينمائي وهي: هل قدم المخرج في هذا الفيلم مجتمعا ديستوبيا؟ وما هي خصائص هذا المجتمع الديستوبي وأبعاده؟.

بعد البحث والتحليل، توصل بن ربيع إلى أن ما يميز المجتمع في هذا الفيلم، ويجعله ديستوبيا، هو غربة الأنا واللجوء إلى الآخر، تفشي ثقافة الخرافة، العبثية وتداعي المجتمع، إباحية الحياة الجنسية، تجاوز الأعراف والقوانين، بالإضافة إلى انتشار مظاهر الحرب، وقد تمكن المخرج من أن يقارب هذا التصور الديستوبي من خلال طرحه القائم على العجائبية حينا، والواقعية أحيانا، والمزج بينهما ضمن توليفة تقترب من الكوميديا السوداء، حتى يتساءل المشاهد هل يضحك أو يبكي مما يشاهد؟ ذلك أن الطرح كما يقترب من الكوميديا يبتعد عنها أيضا، حتى يُمعن في المأساوية الدرامية، كل ذلك من أجل الإجابة عن إشكالية هامة طرحها المخرج في أول مشاهد الفيلم، متعلقة بمكمن شرف القبيلة، هذه القبيلة التي تحيل إلى المجتمع الجزائري بصورة رمزية حينا، وواقعية صادمة حينا آخر.

تمكن محمود زموري من تجسيد المجتمع الديستوبي من خلال فيلمه ”شرف القبيلة”، انطلاقا من تصوير أبعاد الديستوبيا في مجتمع محلي متخيل، هو قرية الزيتونة، عن طريق رصد تصرفات القرويين اليومية، ونمط حياتهم القائم على التصرفات السيئة والعابثة، خاصة الشخصية الرئيسية في الفيلم عمر المبروك، الذي نقض مواثيق الشرف، بعد أن نقضها القرويون من قبله، فقدمهم المخرج كشاهد في فيلمه، وقد استباحوا الأخلاق، فانتشرت بينهم الرذائل والمشاكل دون أن يحاولوا البحث عن الحلول، مفضلين الانعزال في قريتهم عن كل ما يجري خارجها، وإن كان الأمر يتعلق بقضية وطنية، بل يصل بهم الأمر إلى عدم الاكتراث بالبحث عن حلول لمشاكلهم، كالفقر والجوع والمرض، تاركين مجتمعهم يتخبط في أمات متتالية تتوالد من بعضها، مشخصة صورة الديستوبي.