“على مقاس الجرح” للشاعر يوسف الباز بلغيث

مجمع الخطاب ولسان البيان

مجمع الخطاب ولسان البيان
  • القراءات: 635
مريم . ن مريم . ن

يطلق الشاعر يوسف الباز بلغيث، قريبا، ديوانه الشعري الموسوم “على مقاس الجرح”، والذي يضم بين دفتيه عددا من القصائد، تتناول موضوعات متنوعة متجذرة في واقع الإنسان وشؤون الحياة، يحضر فيه سحر البيان ويجمع مكونات الخطاب بلغة راقية وبتوقيع راسخ.

كتب مقدمة الكتاب البروفيسور نور الدين السد، حيث أشار إلى أن الديوان يتمتع بلغة راقية الصنع، لطيفة المظهر، عميقة المخبر، ومن هنا كانت عنايته بشكل الخطاب وهندسة أسلوبه بدقة متناهية، كما توقف السد عند العناية ببناء قصائد هذا الديوان، منها العمودية والحرة التي تبدو في الحرص على تشكيل الخطاب الشعري شكلا وموضوعا ومضمونا، وتبدو في العناية بانسجام بناه، واتساق مكوناته، والتكفل بأدق التفاصيل اللغوية المسهمة في تقديم مفاتن قصائد الديوان، وإظهارها في أبهى حللها، وأزهى صورها، وهو ما أسهم بوضوح في إثراء الجوانب الفنية والجمالية والأسلوبية للقصائد المضمنة في الديوان، كما أسهمت العناية بالبنى اللغوية في التعبير عن ثراء المعاني وكثافتها وإيحائيتها، وتعزيز العلاقات بين العناصر المكونة للخطاب الشعري.

الكتابة الشعرية عند يوسف الباز تجربة لها فرادتها، ولها خصوصيتها- حسب السد- وهي ليست في قطيعة مع التراث، بل هي وعي بالذات الثقافية والحضارية، وهي إدراك شمولي للسياق التاريخي وتمظهراته، وفهم للأنساق الظاهرة والمضمرة، ومعرفة عميقة بمنظوماتها الفكرية ومرجعياتها.

تميزت القصائد بتنوع موضوعاتها ومضامينها لا يكاد كاتبها أن يخرج عن رؤيته للعالم، والتغيير نحو الأفضل، فموضوع الحرية يشكل الرابط الأقوى بين قصائد الديوان، فالشاعر يمارس هاجس التحرر على مستوى الكتابة الشعرية، من خلال اختياره الإرادي الحر للكلمات، والصور الشعرية، وتصاميم الأبيات، وهندسة الأصوات، وتنويع التنبير وتكثيف الإيقاع، والعناية بترتيب التفعيلات، وانتقاء القوافي.

يرى البروفيسور السد بأن تقديمه الديوان، لا يغني عن الدراسة النقدية المتأنية، التي تقتضي تفكيك بنية الخطاب الشعري بما تستعمل من عدة نقدية مكتملة، وما توظف من منظومة فكرية وآلية إجرائية لتفكيك مكونات الخطاب الشعري في ديوان “على مقاس الجرح”، وما هذا التقديم –حسبه- سوى احتفاء عاجل بالديوان ومحتواه، لا ينوب عن الدراسة النقدية الصارمة، ويقول بأن الخطاب العربي بمنجزه الراهن  وعلى مختلف أنواعه وأجناسه، يبقى في حاجة متابعة جادة ودائمة.