الكاتب المسرحي يوسف بعلوج لـ"المساء":

مثلت الجزائر في مهرجان المسرح الجامعي في الدوحة

مثلت الجزائر في مهرجان المسرح الجامعي في الدوحة
الكاتب المسرحي يوسف بعلوج
  • القراءات: 986
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

كشف الكاتب المسرحي يوسف بعلوج لـ«المساء"، عن تمثيله الجزائر في الدورة الأولى لمهرجان المسرح الجامعي في الدوحة الذي نظم تحت شعار (شبابنا على المسرح)، من طرف مركز شؤون المسرح الذي يديره الفنان الكبير صلاح الملا وتحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة القطرية.

شارك يوسف بعلوج في الدورة الأولى لمهرجان المسرح الجامعي في الدوحة، من خلال التعقيب على العرض المسرحي (عابر سبيل) الذي قدمته فرقة (كلية شمال الأطلنطي) بهذه المناسبة، عن نص للكاتب القطري سعود الشمري، في تجربة شبابية لمقاربة نص صعب ومركب تصدى له الطالب عبد الله جرادات.

وكتب يوسف في تعقيبه عن نص (عابر سبيل) أنه في الوقت الذي يجنح فيه النص المسرحي العربي إلى تيمات كسولة ومغرقة في المحلية. ينزاح الكاتب القطري سعود الشمري في نصه (عابر سبيل) عن السائد، ويطلق العنان لمخيلته في تصور توترات عالم ما بعد الكارثة.

وأضاف أن هذا العالم بات يحظى بشهرة كبيرة من خلال الأفلام السينمائية التي استثمرت في فضول الإنسان، وهواجسه المتعلقة بالفناء المفاجئ والتام. تيمة ستبقى متجددة وإن تم طرقها عدة مرات، وهذا لسبب بسيط برأيه يتمثل في أن لا أحد يدرك ماذا سيكون عليه العالم بعد الفناء المفترض، حتى النظريات التي تستند إلى مقاربة علمية تتضارب بشكل مرعب، وتضيف جرعة من السوداوية لمصائر وإن اختلفت مسبباتها، فإنها تلتقي أولا وأخيرا في مآلاتها القاتمة، ليكتب أيضا: "من هذا تأتي تجارب أدب وفن ما بعد الكارثة غنية، مختلفة، ومرتبطة بقدرة المبدع على التخييل، واستثمار المساحات الفارغة للدمار قبل إعادة إنتاجها في مسار البطل. رحلة عبثية تحكمها غريزة البقاء، ويسائل فيها وجوده وسط العدم، وعلاقته بما تبقى من مصادر التشبث بالحياة".

واعتبر يوسف أن من  يقرأ لسعود الشمري يعي أنه أمام كاتب يعرف تماما ما يريد، مضيفا أنه حينما يقول هذا فهو لا يعني فقط أنه يعي تماما ما يكتب، بل إنه يدرك أن الكتابة مشروع طويل الأمد، يحتاج إلى الكثير من الصبر والوعي والتحايل على حالات الخيبة. كما أن "الشمري يفضل ترك شخصياته معلقة دون أسماء: هو، هي، الأول، الثاني، عابر سبيل. وهي شخصيات تشترك في كونها بلا بطاقة هوية ربما، لكنها تلتقي في تناسقها التام مع ما تقول وما تفعل، وحينما تصل إلى لحظة الإدراك تستفرغ كل ماضيها في تحول مربك للقارئ، ومربك حتى للكاتب نفسه الذي يروي في تقديم كتابه الظروف المحيطة بعملية التلقي. نعم الظروف المحيطة بعملية التلقي وليست الكتابة فقط، فهو يتريث في نشر أعماله، وقد تظل سنوات بحوزته يفاوضها على العنوان المناسب، وإضافة شخصية هنا، وتغيير جملة حوارية هناك بناء على ما يلمسه من ردة فعل الجمهور المسرحي".

وأوضح يوسف أننا أمام كاتب لا يلقي بنصوصه إلى المجهول، بل يرعاها ويتعامل معها كرجل يجرّب الأبوة بحذر وبغير حرج من عثراته. أب يرى أن من مصلحة ابنه أن يسافر إلى لغة أخرى، ومن هنا يحرص على أن تترجم نصوصه إلى لغات واسعة الانتشار، ليعود إلى نقطة المحلية التي تغرق فيها النصوص العربية، وهي ليست عيبا عموما، لكنها تصطدم بمحدودية تعريها عملية الترجمة، فلا يستسيغها القارئ الآخر لأنها لا تتحدث عن المشترك الإنساني.

في إطار آخر، قدم يوسف بعلوج لـ«المساء"، تفاصيل تتعلق بتنظيم الدورة الأولى لمهرجان المسرح الجامعي للدوحة، فقال إنه تم اختيار الممثل والمخرج جاسم الأنصاري، رئيسا للدورة الأولى من هذه الفعاليات المسرحية التي شهدت إقبالا كبيرا من الطلبة ومحبي الفن الرابع، كما سجلت مشاركة خمسة عروض مسرحية جامعية، أغلبها لشباب يخطون خطواتهم الأولى في عالم المسرح بفروعه المتعددة من الكتابة، فالتمثيل إلى الإخراج فالسينوغرافيا، علاوة على تسجيل حضور نسوي مميز تحدثت عنه الصحافة المحلية وأشادت به، خاصة فيما تعلق بإخراج طالبتين لعرضين مشاركين في المسابقة هما (22 بوصة) لإيمان الشمري، و(بالتاء المربوطة) لإيمان الطيطي.

وأشار يوسف، الذي فاز سابقا بعدة جوائز عربية في الكتابة المسرحية، آخرها جائزة الشارقة للإبداع العربي، إلى تقديم فرقة مسرحية عمانية بهذه المناسبة، لعرض شرفي لمسرحية (المتراشقون)، تحت قيادة الفنان ماجد العوفي، الذي أكد سعادته في المشاركة في دورة تأسيسية لمهرجان جامعي بدولة قطر، مؤكدا استعداده للمساهمة بخبرته التي تمتد إلى 8 سنوات في تنظيم مهرجان مماثل في مسقط لإنجاح الفعالية.

وأضاف يوسف أنه تم خلال اليوم الثالث للمهرجان، رفع قيمة الجوائز المرصودة من 165 ألف ريال قطري (حوالي 45 ألف دولار) إلى 350 ألف ريال قطري (حوالي 100 ألف دولار)، طبقا لقرار من وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي، وهذا بعدما أبدى رضاه عن نجاح الفعالية في استقطاب المواهب الشابة ضمن سياسة الوزارة في اكتشافها ودعمها.