قسنطينة

متحف سيرتا يأخذ عشاق التاريخ في جولات افتراضية

متحف سيرتا يأخذ عشاق التاريخ في جولات افتراضية
  • القراءات: 1244
ز. زبير ز. زبير

ارتأت إدارة المتحف العمومي سيرتا بقسنطينة، وضع برنامج خاص يتأقلم مع الظروف التي تعيشها الجزائر في ظل الحجر الصحي، وإغلاق العديد من المؤسسات الاقتصادية وحتى الثقافية إلى غاية إشعار آخر، بسبب انتشار وباء كورونا كوفيد 19؛ حيث اضطر المتحف بناء على تعليمة من وزارة الثقافة، لإغلاق أبوابه أمام الجمهور في 17 مارس الفارط، وتعليق جميع النشاطات الثقافية والعلمية والبيداغوجية.

في خطوة لضمان تواصله مع جمهوره ومع عشاق الزيارات الميدانية للاطلاع على تاريخ المنطقة، وضع المتحف العمومي سيرتا تحت إشراف المديرة الدكتورة أمال سلطاني، مجموعة من الفيديوهات على منصته الرقمية وعلى صفحته الرسمية عبر فايسبوك، تحت شعار "متحف سيرتا يزوركم في بيتكم... ريّح في دارك التراث الثقافي ضيفك"؛ استجابة للهبّة الوطنية، التي تدعو المواطنين للبقاء في بيوتهم من أجل مجابهة انتشار فيروس كورونا.

وحسب الدكتور عيساني فإن هذه المؤسسة الثقافية العمومية، قررت بسبب الظروف التي تشهدها الجزائر، مواصلة العمل الثقافي والتاريخي عن بعد، وتقديم كل ما هو جميل في التراث المادي المحفوظ داخل أروقة هذه المنشأة، بالاعتماد على منصات الأنترنت والتواصل الاجتماعي، بغية الوصول إلى أكبر شريحة من المهتمين، تحت شعار "اقعد في دارك".

وقدّم المتحف العمومي الوطني سيرتا الذي نُظم عن بعد، قدّم خلال الأيام الفارطة، مسابقة للرسم تخص فئة الأطفال، ومجموعة من الفيديوهات التي تعرّف بالتراث المادي الذي تشتهر به منطقة قسنطينة، التي كانت في زمن ما عاصمة للعديد من الحضارات، ومسقط رأس العديد من الزعماء والقادة والملوك، فكانت سيرتا عاصمة الدولة النوميدية، ومسقط رأس يوغرطا وماسيسنيسا.

وعرض المتحف العمومي الوطني سيرتا، على حلقات منفصلة في إطار سلسلة من العروض الافتراضية له، عرض العديد من الفيديوهات، مدة كل فيديو من 3 إلى 7 دقائق، تناولت العديد من الجوانب؛ سواء المتعلقة بتعريف المشاهد بالمتحف وأجنحته، أو تلك المتعلقة بتعريف المتابع لهذه المقاطع بأهم المعالم التاريخية بمنطقة قسنطينة.

وضمت هذه المبادرة التي تهدف إلى ضمان التواصل مع عشاق ومحبي المتحف المتربع على مساحة إجمالية 2100 متر مربع منها 1200 متر مربع مبنية، ضمت التعريف بنشأة متحف سيرتا الذي انطلقت فكرته سنة 1852 بمبادرة من جمعية الآثار لقسنطينة، والذي افتتح رسميا بشكله ومكانه الحاليين سنة 1930 في مئوية الاستعمار، حيث يضم المتحف الذي كان يحمل اسم كسطالي قبل أن يتحول إلى التسمية الحالية سنة 1975، العشرات من الألواح الزيتية من مختلف المناطق، والآلاف من الآثار الموزعة على 12 قاعة، حسب ترتيب زمني معين انطلاقا من مرحلة ما قبل التاريخ، إلى المرحلة الممهدة للتاريخ، فالمرحلة النوميدية، والبونية، والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية. كما تم عرض فيديوهات تعرّف بالمجموعات الفسيفسائية للمتحف، وقاعة الفن الإسلامي، ومكتبة المتحف التي تضم رصيدا غنيا ونادرا في علم الآثار يرجع معظمه إلى الفترة الاستعمارية، ومخطوطات مدونة بخمس لغات، ونصب معبد الحفرة وضواحيها، وتاريخ المسرجة عبر العصور، وقاعة الحياة اليومية بتيديس، والضريح الملكي بصومعة الخروب، وحديقة المتحف والكتابات الإبيغرافية، والتعريف أيضا بطرق ترميم المجموعات المتحفية بمخبر المتحف.