فعاليات الأيام الوطنية الثانية للأدب النسوي بباتنة

مبدعات مصرات على تجاوز الأزمات

مبدعات مصرات على تجاوز الأزمات
  • القراءات: 896
ع. بزاعي ع. بزاعي

تنطلق اليوم، بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "محمد حمودة بن ساعي"، فعاليات الأيام الوطنية الثانية للأدب النسوي، تحت شعار "حضور الإبداع... تجاوز الأزمات"، بمبادرة من جمعية "بلقيس" الثقافية لعين التوتة. 

ستكشف هذه الأيام، التي تتواصل إلى 21 من الشهر الجاري، عن جوانب مهمة في موضوع اللقاء الذي سيبحث في عدة تساؤلات مفاهيمية، وإشكاليات اصطلاحية في المشهد الثقافي والفكري، بوصفه مصطلحا أثار الكثير من الجدل حول خصوصية الكتابة والشعر عند العنصر النسوي، ودوره في تحدي الظروف القاهرة لمواكبة الحركية الثقافية، خاصة في عز أزمة وباء" الكوفيد"، من خلال إدراك خصوصية الكتابة النسوية، واقعها ومعايشتها على تطوير أفقها النظري والجمالي لمشروعها الكتابي، بدون أن تغيب دور الحركة النسوية الجزائرية عن تعزيز فاعلية الخطاب النقدي والأدبي النسوي.

كما يأتي هذا الملتقى ليخاطب الأدب وجحافل الشاعرات خارج تشنج اللحظة التاريخية، التي عاشت فيها الأديبات والشاعرات من مختلف مناطق الوطن، بمشاركة الأديبة الدكتورة والناقدة ليلى بومدين من الأغواط.

ستعكف منظمات هذا اليوم، على إبراز الحضور النسوي المميز في الأدب، إذ  يمثلن إضافة للمرجعية الشِّعرية، وهن تحديدا شاعرات وأديبات ساهمن إلى حد كبير، منذ أربعينيات القرن الماضي، في انتعاش الحركة الأدبية الجزائرية وفي النضال.

يتشارك في هذه التظاهرة، شاعرات قدمن من 17 ولاية من بينهن: نورا القطني، نادية زردومي، سلمى النعيمي، سعاد جارف، عساسلة عدالة من باتنة، وغيرهن، كالمتألقة لحسين جمعة من البيض في الشعر الشعبي، وليلى رزوقة، مسعودة حاجي من العاصمة، لجين عز الدين من جيجل، ليلى رزوقة من أدرار، سعاد بوقوس من سكيكدة، وحيدة رجيمي من عنابة، لطيفة حرباوي من بسكرة، فوزية شنة من وادي سوف ووهيبة بلقاسم من تبسة.

حسبما توفر لدى "المساء" من معلومات بخصوص البرنامج الذي أعلنت عنه رئيسة الجمعية، فإن مهمة التنشيط أوكلت إلى الشاعر غريب عبد المطلب، وسيتوزع بين الإلقاءات الشعرية والقراءات النصية باللغة العربية. 

ستلقي الشاعرة سامية بن أحمد، صاحبة مسابقة "شاعرة الأوراس 2020" بالمناسبة، كلمة. كما سيتم توزيع الشهادات والتكريمات للفائزات، علاوة على تنظيم معارض لبيع الكتب لعدد من أبرز الأديبات محليا.

للعلم، فإن أغلب الإجراءات الإدارية اتُّخذت لإنجاح هذه التظاهرة، وعدد كبير من الأديبات، أكدن رسميا حضورهن، على غرار الأديبة الدكتورة والناقدة ليلى بومدين من الأغواط، التي ستقدم مداخلة عن الأدب النسوي.

وعن هذه التظاهرة الأدبية، أوضحت رئيسة الجمعية باية حمودي، أن الأدب والشعر سيشكلان إضافة ثمينة للفسيفساء الثقافية. وأكدت على أهمية مثل هذه المبادرات الجادة للنبش في الرصيد الحضاري والثقافي للجزائر، والتعريف بكل الطقوس الموروثة التي كانت تحتل اجتماعيا مكانة مقدسة في تقاليدنا العريقة، للحفاظ على التراث وتثمين قيمة الأدب، مضيفة أن الحرص على تنظيم ندوات علمية، تبحث في تعزيز التواجد النسائي في المشهد الأدبي، بدون أدنى تعصب. كما دعت الجمعيات الثقافية إلى العمل على تجسيد أهداف قيامها، وتنويع أنشطتها الهادفة، واستغلال خصوصيات، مثل هذه الملتقيات الأدبية.      

أضافت أن التركيز على المواهب الشابة يعد من بين الوسائل التي تراها فعالة لتطوير الأدب والشعر، إضافة إلى تنظيم ندوات علمية وتشجيع المبادرات الجادة التي تسعى إلى ترقية اللغة، متفائلة في السياق، بمستقبل الأدب النسوي؛ بوجود عنصر نسوي كفيل بنقل الصورة الحقيقية التي تجسد جمالية الصورة، من خلال التقاطها لسحر الطبيعة القروية وتفاعل الإنسان مع المكان.

من جهتها، أكدت الشاعرة المتألقة نورا القطني، التي صدر لها مؤخرا، ديوانها الثاني "ريح في أذن المنفي"، أن الأدب النسوي الجزائري بغض النظر عما يطرح من تساؤل عن إشكالية التعبير، فإن "الكتابة النسوية" أو "الأدب النسوي" يعد مصطلحا غير ثابت، ولا مستقر بما يثيره من اعتراضات، واستطردت في القول: "إن مبادرة جمعية بلقيس منظمة هذه الأيام الأدبية الثانية، كفيلة بالرد على التساؤلات وإبراز الكتابة في الأدب العربي الحديث".